نفس الحروف لكنها تحمل معاني متناقضة بعيدة كل البعد عن بعضها، الحياة أمل رغم وجود الألم، هناك مقولة: " إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء لهُ قيمة، وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة، وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء". بالفعل فقد الأمل كفقد الأكسجين بالنسبة للكائن الحي، الأمل موجود داخل كل إنسان، إلاّ أن الإحساس بوجوده يحتاج لاقتناع تام بهذا الوجود حتى لا يترك نفسه فريسة للألم سواء كان بدنياً أو معنوياً كالحزن والقلق والذكريات المؤلمة. لكن مع تغير ريشة القلم للحرفين (م، ل) ستبني جسورا من الأمل على أنهار من الألم بشرط الاقتناع وقبله الثقة في الله - سبحانه وتعالى - والتوكل عليه وستنبت حول ضفتي الأنهار أجمل زهور للأمل وأزكى شذى وأصدق معان ولن تموت لأن الأمل لا يموت، بل يمد الحياة بالحياة. لا حياة مع اليأس حقيقة ننساها أحياناً - وهذه مشكلتنا - وبهذا النسيان نصل إلى طريق مسدود إن عبرناه براً ، وإن عبرناه بحراً تكسرت أشرعتنا وغرقنا في لجة لا أول لها ولا آخر . المؤمن مُمتَحن ، هذا سيدنا أيوب عليه السلام امتُحن فصبر وابتُلي بأكثر من بلاء فشكر، ولم يفقد الأمل، دعا ربه فاستجاب له «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ». قد نتعرض للكثير من الآلام المعنوية كالفشل في محاولات عدة لتحقيق أهداف فنحبط، لكن بشيء من التفكير وبحسابات دقيقة مع الذات نعرف أسباب الفشل فنتجنبها بالعقل والمنطق وننجح "الشمس لا تُظلم في ناحية إلاّ وتُضيء في أخرى". الناس - كما قيل - معادن بعضها يصدأ بالملل، وبعضها يتمدد بالأمل، وبعضها ينكمش بالألم، فمع أي صنف نصنف أنفسنا يا ترى ؟!! لنكن إيجابيين مهما تضاعفت الآلام، ولنثق مؤمنين في أن الآلام والآمال خطان متوازيان لا يلتقيان مهما امتدا وقبل ذلك نثق في ربنا في كل الأحوال.
مشاركة :