باراك يشتم رائحة العنصرية

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يونس السيد في محاضرة ألقاها أمام الأكاديمية العسكرية «تابور» في مدينة الناصرة، داخل فلسطين المحتلة عام 1948، دخل وزير الحرب السابق إيهود باراك، في مقارنة بين «الأبارتهيد» في جنوب إفريقيا و«إسرائيل»، محذراً من المصير ذاته، الذي آل إليه نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا في نهاية المطاف. يقول باراك: إن «أجندة الحكومة الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ «إسرائيل» حتى هذا اليوم، ستؤدي إلى مقاومة ومعارضة مدنية، ورفض تنفيذ الأوامر من ضباط كبار في الجيش والشاباك». ويرى أن «بعض الأوامر، التي يمكن أن يتلقاها ضباط الجيش والشاباك، قد يرفرف فوقها علم أسود». ويمضي مستشهداً، لتأكيد أقواله «لقد رأينا ذلك عن قرب، كنا أصدقاء للأفارقة الجنوبيين قبل وقت طويل من صداقتنا مع مانديلا، شاهدنا تماماً ما يحدث، كيف يجب أن تغلق عينيك، حالة الجندي اليؤور أزاريا (الذي أجهز على الشاب الفلسطيني الجريح عبد الفتاح شريف في الخليل) تعد بسيطة مقابل ما ينتظرنا مستقبلاً». ولكن ما الذي يدفع باراك، الذي كان يتربع على قمة القيادة العسكرية والسياسية في «إسرائيل»، للخروج عن صمته، وفضح جانب من ممارسات دولته التي كان هو نفسه يعد جزءاً منها، وهو يدرك أنه سيواجه عاصفة من الانتقادات من مختلف الأطياف السياسية، وقد حدثت بالفعل، وفق ما تقول صحيفة «إسرائيل» اليوم» المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هل هو الخوف من افتضاح الحقيقة الكامنة والمعششة في المجتمع «الإسرائيلي» الذي يمتاز بالعنصرية والتطرف،سواء على صعيد «الإسرائيليين» أنفسهم، والانقسام العرقي والطائفي بين شرقيين «سفاراديم» وغربيين «اشكناز»، وتفوق العرق الأوروبي على كل الإثنيات الأخرى، وهي مسألة كانت تقض مضاجع بن غوريون، حين عبر عن ذلك بالقول «لا أدري كيف يمكن صهر أكثر من 90 قومية (آنذاك) في بوتقة واحدة»، فكيف هي الحال، عندما يتعلق الأمر بالقوانين العنصرية تجاه العرب، أم أنه الصراع على السلطة، واستخدام كل الأسلحة حتى لو كانت الفضائح سبيلاً للوصول إليها؟ أياً يكن الأمر، فما كشفه باراك، جزء بسيط من رأس الهرم الجليدي، فرموز العنصرية في «إسرائيل» بات يعرفها القاصي والداني، ولم يكن عبثاً صدور القرار الأممي (3379) عام 1975، الذي يدمغها بالعنصرية، قبل أن تنقلب موازين القوى الدولية، ويصار إلى إلغائه في عام 1991. وبالنسبة للفلسطينيين، شواهد العنصرية «الإسرائيلية» ماثلة للعيان، ليس في القوانين (قانون الإعدام)، فقط، وإنما على الأرض بدءاً من جدار الفصل العنصري، والشوارع الالتفافية المخصصة للمستوطنين، وحتى عمليات المصادرة والتهويد وهدم المنازل واستباحة المقدسات، وصولاً إلى إحراق الأطفال وعمليات القتل والإعدام الفردية والجماعية. ما كشفه باراك، هو مجرد اعتراف بسيط، من أحد عتاة الهرم القيادي في الدولة المغتصبة. younis898@yahoo.com

مشاركة :