حصار قطر.. فخ لعزل السعودية وتفكيك مجلس التعاون

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يحذّر مراقبون من سيناريوهات خطيرة لمستقبل المملكة العربية السعودية مع استمرار أزمة حصار قطر الجائر، مشيرين إلى أن الأزمة الراهنة لا تخرج عن كونها فخاً للمملكة تمهيداً للفتك بها وإدخالها في صراعات مباشرة. وأشاروا إلى أن هناك محاولة لعزل المملكة عن محيطها السنّي، وذلك بتفكيك مجلس التعاون وضرب علاقتها مع تركيا وإنهاكها في حرب اليمن قبل بدء الهجوم عليها، مشيرين إلى أن السعودية والإمارات سوف تقفان أمام المحاكم الأمريكية بتهمة الإضرار بدولة قطر وبسلامة الأمن الخليجي والأمن الدولي، وستدفع قطر بكل الدلائل على عدم تمويلها للإرهاب بإثبات أن السعودية والإمارات هما الداعمتان للإرهاب. وستستغل الدول العظمى الفرصة بتشجيع دول أخرى بالمشاركة في الدعوى لتحقيق مكاسب ماليّة كبيرة جداً وسياسيّة أكبر، فيما لم يستبعد المراقبون إمكانية اقتحام المملكة بحجة ملاحقة داعش أو لنصرة الشيعة داخلها.قمم الرياض تؤكد مبادئ قطر وخسة المحاصرين كشفت قمم الرياض الثلاثية بين الخليج والعالم العربي والإسلامي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، مايو الماضي وقبل أيام من اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية لافتعال أزمة الحصار، عن قيم ومبادئ دولة قطر وحرصها على المشاركة لتعزيز التعاون الخليجي والعربي والإسلامي لصالح شعوب المنطقة فيما كانت دول الحصار تتآمر لتوجيه الطعنة الخسيسة إلى خصر قطر. وتأكدت خسة وغدر دول الحصار في تأكيد ستيف بانون مستشار البيت الأبيض السابق حين قال إن ترامب تجاهل نصيحة فريقه للسياسة الخارجية وتحداها عندما منح السعودية موافقته على ممارسة البلطجة ضد قطر.قطر حامية البيت الخليجي من الانهيار كشفت الأزمة عورات دول الحصار وأكاذيبهم عن وحدة مصير الخليج وشعوبه بعد غيابهم على مستوى القادة عن قمة الكويت الأخيرة، فيما أكدت قطر جديّة مساعيها للحفاظ على أمن واستقرار البيت الخليجي واستحقاقها عن جدارة أن تكون منقذة وحامية هذا الكيان من التفكك والوفاة. وتجسّد ذلك في حضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لقمة الكويت في واحدة من أبرز الدلائل على حرص الدوحة على مستقبل مجلس التعاون الخليجي وعدم انهياره.قطر تعزز مكانتها.. والمتآمرون يبتزون الصغار أكدت المواقف السياسية والدبلوماسية للعديد من كبرى الدول الفاعلة على الساحة الإقليمية والدولية، كسب الدوحة لاحترام العالم واقتناعه بحكمة قيادتها في التعامل مع الأزمة. وتأكدت مكانة قطر وثقلها الدولي بدعوة الدول الكبرى لرفع الحصار عنها في دليل دامغ على عدم قناعتهم بفزاعة الإرهاب التي حاولت دول الحصار تسويقها في الغرب. وعلى النقيض، اصطفّت إلى جانب دول الحصار عدد من الدول التي تعاني في مجملها من أزمات سياسيّة وضعف اقتصادي وفساد وفقر في الموارد. ويرى مراقبون أن دول الحصار استغلت الظروف التي تمرّ بها هذه الدول لابتزازها سياسياً واتخاذ مواقف معادية ضدّ الدوحة. وأشاروا إلى وضع دول الحصار تلك الدول ذات الاقتصاد الضعيف تحت ضغوط المعادلة الصفريّة إما معنا أو ضدّنا في مؤامرة حصار قطر.الإمارات أكبر دولة لغسيل الأموال كشفت بعض التقارير الإخبارية عن بدء أجهزة الاستخبارات الأمريكية بتسريب عدد من المواضيع المتعلقة بضلوع الإمارات والسعودية بتمويل الإرهاب العالمي بما فيها دعم كوريا الشمالية. وأن الإمارات هي أكبر دولة غسيل أموال لتجار المخدرات والجنس وللحكام الناهبين لثروات شعوبهم، وبهذا سيلحق قائمة رافعي القضايا، جميع الدول المتضرّرة من عمليات غسيل الأموال هذه بموجب الاتفاقيات الدوليّة لمكافحة غسيل الأموال. كما بدأت أيضاً الاستخبارات ووزارة الدفاع الأمريكية طرح بيع النفط الإيراني بأسماء شركات إماراتية أثناء العقوبات عليها ودعمها المباشر للتصنيع الحربي والنووي في إيران.الحريري رهينة البلطجة السياسية كشف تعامل دول الحصار مع عدد من الملفات الإقليمية عن تهوّر أنظمتها وتخبطها. وبرز ذلك في احتجاز الرياض لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ثم إطلاق سراحه بعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحسب المراقبين. وفضح هذا الموقف حالة التنمّر السياسي الذي تمارسه الرياض على دول المنطقة. وانكشفت أمام العالم باعتبارها أنظمة متهوّرة تقود المنطقة إلى المزيد من الصراعات والاضطرابات.تضارب مصالح بين الرياض وأبوظبيميليشيات الإمارات تحرق اليمن كشف إعلان النرويج الأسبوع الماضي، عن حظر تصدير الأسلحة والذخائر إلى الإمارات، عن انقلاب فزاعة دعم الإرهاب على أبو ظبي. وعلى مدار فصول الأزمة، حاولت دول الحصار وصم قطر بهتاناً وزوراً بدعم الإرهاب لينقلب السحر على الساحر من جديد فيما تواصل قطر مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة مع أكبر جيوش العالم، لم يكن لها أن تتم لولا ثقة تلك الدول في قطر كحليف موثوق من جهة وأيضاً عدم قناعتهم بالأسباب الحقيقية لأزمة الحصار المفتعلة. وقالت وزارة الخارجية النرويجية في الثالث من يناير الجاري، إنه تم تعليق صادراتها من الأسلحة والذخائر إلى الإمارات بسبب مشاركتها في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وما نتج عنها من مآسٍ إنسانية كارثية. وأمام حكمة الدوحة ودعوتها إلى حل الصراع السياسي في اليمن بالحوار والتفاوض بين كافة أبناء الشعب اليمني على اختلاف طوائفهم، يبرز حالياً الخلاف بين الرياض وأبو ظبي بفتح الأولى لحوار مع حركة الإصلاح اليمنية التابعة للإخوان المسلمين العدو الأول والأخير لأبو ظبي فيما تدعم الثانية عودة نجل الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح إلى السلطة عبر فرق البلاك ووتر من المرتزقة والميليشيات المسلحة وخلافها الوجودي مع رئيس الحكومة الشرعية اليمنية عبد ربه منصور هادي المدعوم من الرياض.دبلوماسيتنا تكشف جاهلية دول الحصار يشير المراقبون إلى أن من أهم المكاسب التي حققتها دبلوماسية الدوحة هو تعزيز صورتها كدولة متحضّرة تؤمن بحل النزاعات والخلافات مهما كانت درجة تعقيدها عبر الحلول الدبلوماسيّة بالحوار والتفاوض باعتبارها أسلوباً ناجعاً وحضارياً لمناقشة أي مسببات للخلاف بين الأعداء قبل الأشقاء ممن تربطهم علاقات دم وصلات قربى ووحدة مصير. وعلى النقيض، ظهرت دول الحصار منغلقة وحبيسة أفكار القرون الوسطى وعصر الجاهلية باتباعها النهج الأبوي الذي يرتكز على إصدار الأوامر وتوقع الطاعة العمياء في تناسٍ وجهل تام بقواعد العلاقات الدوليّة وسيادة الدول. وبرز هذا الجهل في قائمة مطالب وصفها وزراء خارجية دول ذات ثقل دولي مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بأنها استفزازيّة وتعجيزيّة وغير قابلة التنفيذ.

مشاركة :