يستطيع معظم القادة العرب التأكد من أن شعوبهم لا تكن أي تعاطف تجاه النظام الإيراني، فعلى العكس، يظهر استطلاعان منفصلان أجريا العام الماضي من قِبَل «معهد واشنطن» ومؤسسة «زغبي الدولية» كرها عربيا شعبيا كبيرا حيال الحكومة الإيرانية - على الصعيدين العام والمرتبط بسياساتها ووكلائها الإقليميين المعينين. لذا، فإن اتخاذ خطوات جديدة من قبل الإدارة الأميركية ضد النظام الإيراني سيحظى بدعم عربي شعبي واسع. أما الاستثناءات الرئيسة الوحيدة لهذه القاعدة فهي ما يقارب مليوني شخص من المواطنين الشيعة في لبنان، وحوالي 400 ألف شخص في البحرين الذين عادة ما يعبِّرون عن آراء موالية لنظرائهم القادة السياسيين الشيعة، سواء كانوا داخل إيران أو خارجها. تتسم وجهات النظر حيال «سياسات إيران الحالية في المنطقة» بكونها سلبية بشكل كبير في معظم البلدان العربية التي قُمتُ باستطلاعها مؤخرا لـ«معهد واشنطن». ويشمل هذا ما يزيد على 80 إلى 90 % من الجمهور في مصر والأردن والسعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. كما اتسمت المواقف حيال سياسات إيرانية معينة في سورية والعراق بالسلبية بشكل واسع، وذلك بحسب آخر استطلاع لـمؤسسة «زغبي الدولية». وتؤكِّد غالبية ثابتة في الأردن وغالبيَّات كبيرة في مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، أنها تعارض دور إيران في كل من سورية والعراق. إلّا أن المثير للاهتمام هو أن العراقيين أنفسهم يعارضون بشكل كبير دور إيران في بلادهم، وذلك بهامش 46 إلى 36%. ويعارضون دور إيران في سورية بهامش أكبر بكثير 55 إلى 22%. كانت المواقف الشعبية العربية ككل حيال حليفين إقليميين رئيسيين لإيران، وهما «حزب الله» و «الحوثيون» في اليمن، سلبية بشكل متوازٍ، وذلك وفقا لاستطلاع «معهد واشنطن». ففي مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين، قال 80 إلى 90% إنهم يعارضون الحركتين. وبشكل ملحوظ في البلدين الأخيرين، يتشارك هذا الرأي السلبي المواطنون الشيعة أيضا وبشكل كبير. وفقط في لبنان تعكس هذه المواقف تجاه وكيل إيران المحلي هذا الانقسام الطائفي، إذ يؤكد 88% من اللبنانيين الشيعة تأييدهم لـ«حزب الله»، في حين تقول النسبة العالية نفسها تقريبا من سنّة البلاد، 85%، إنها تعارضه. من حيث المنهجية، شمل كل من استطلاعات «معهد واشنطن» ومؤسسة «زغبي الدولية» مقابلات خاصة وجها لوجه مع عيِّنات وطنية تمثيلية تتألف من حوالي 1000 مشارك في كل بلد. استخدم استطلاع «معهد واشنطن» منهجية عينية أرجحية جغرافية متعددة المراحل ونموذجية. أما استطلاع مؤسسة «زغبي الدولية»، وبحسب ممثّلها الرسمي جيمس زغبي، فقد استخدمت تقنية عينية حصصية موثوقة بشكل أقل. ديفيد بولوك - زميل أقدم في معهد واشنطن يُركز على الحراك السياسي في بلدان الشرق الأوسط –(معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط)-الأميركي
مشاركة :