أقام صالون الجسرة الثقافي التابع لوزارة الثقافة والرياضة أمسية أدبية تم خلالها تقديم ورقتين نقديتين حول رواية (براثن وأقدار) للكاتب اللبناني ألحان فرحات أولاهما للدكتور محمد حسين والثانية للدكتور أشرف أبو السعود. وقد كانت البداية مع د. محمد حسين الذي أوضح في مستهل مداخلته أن الرواية والسرد تعد من أهم قنوات التواصل المعرفي، مضيفا: أنه يحدث أن يثير عمل أدبي جدلا بين متلقيه ومن ذلك رواية (براثن وأقدار) التي خاض فيها الكاتب عملية تجريبية قائمة على الخطاب الروائي باعتباره شكلا مفتوحا قابلا للتجدد لإحداث صدمة لدى القراء حتى يكتشفوا تقنيات جديدة تخرق وتتجاوز التقاليد الروائية المعروفة. وبين أن رواية /براثن وأقدار/ تمارس نوعا من العصيان والتمرد على المناهج المتداولة في تحليل النصوص الروائية، فنص هذه الرواية يتفلت من الآليات التقليدية ليعرض آلياته الخاصة به.. موضحا أن الكاتب قام بدمج المتخيل في الواقعي مركزا على ثالوث (العمل - المعرفة الحب)، مبينا أن الجديد في هذه الرواية هو أن الكاتب اعتمد أسلوبا جديدا في تسمية الشخصيات لم يتناوله أحد حيث أطلق على شخصيات روايته أسماء هي صفات مثل طموح حرية متسلط مشهور-جبان. أما د. أشرف أبو السعود فقد قام بمناقشة هذه الرواية من منظور علم النفس وأكد على انتهاج الكاتب نهجا جديدا حيث أطلق أسماء شخصيات القصة بصفاتهم قائلا إن هذا يمنع عنصر التشويق لدى القارئ، وقد قام د. أبو السعود بتحليل نفسي لشخصيات الرواية كما حلل عنوانها. وأوضح أن الرواية تتناول الدفاع عن القيم والمثل العليا ولكن الكاتب خاض في كثير من المثالية التي تتنافى مع الواقع وهذا لا يمنع أن الرواية عمل أدبي رفيع المستوى. يذكر أن نادي الجسرة من أعرق الأندية الأدبية في الوطن العربي واستضاف منذ إنشائه في مطلع الستينيات من القرن الماضي العديد من الكتاب والمثقفين من كافة أرجاء الوطن العربي ويمتاز بنشر المؤلفات الأدبية والنتاج الفكري لأولئك المثقفين من خلال مجلة الجسرة الثقافية ومن خلال موقعه الإلكتروني، ويقيم العديد من الدورات التدريبية المجانية على مدار العام للشباب في مختلف مجالات الإبداع من كتابة، ومسرح، وموسيقى.;
مشاركة :