المنامة (وكالات) شهدت المنامة أمس ندوة بعنوان «قطر عراب الفوضى والأزمات في الشرق الأوسط»، سلطت الضوء على محاولات قطر لزعزعة استقرار مملكة البحرين، والتدخل في شؤون الدول المجاورة ومحاولة إسقاط الأنظمة الشرعية والمؤسسات، وسبل التصدي لسياسات قطر وما تشكله من خطورة على أمن الخليج. وشارك العديد من الخبراء السياسيين والأكاديميين والشخصيات السياسية العربية والأجنبية في الندوة، إضافة إلى عدد من مراكز الأبحاث، وذلك سعياً لبلورة رؤية للتصدي لسياسات قطر وتحليل آفاق المستقبل في العلاقة معها، لا سيما مستقبل علاقة مملكة البحرين التي تتهم قطر بالاستيلاء على أراض تابعة للمملكة. وركزت الجلسة الأولى على ملف تجنيس بحرينيين من قبل قطر على أساس مذهبي. بينما ركزت الجلستان الثانية والثالثة على تجارب دول عربية أخرى تتهم قطر بدعم ميليشيات بهدف إسقاط الأنظمة السياسية والشرعية، والسيناريوهات المستقبلية لإبعاد الخطر عن أمن الخليج. وأكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة أن قطر في حد ذاتها تمثل أزمة ممتدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتمتع النظام القطري بقدرة فائقة على صناعة الأزمات التي تستهدف دول مجلس التعاون والدول العربية المحورية، بعد أن وضعت الدوحة نفسها كأحد أدوات مشاريع الفوضى والتقسيم في المنطقة وجندت مواردها المالية والإعلامية وغيرها لتحقيق هذا الغرض، علماً بأن تهديد قطر للأمن القومي العربي وأمن الخليج بصفة خاصة لا ينبع عن قوة ذاتية، وإنما باعتبارها خاصرة رخوة مخترقة، تحاول إحداث أكبر قدر من الخسائر والأضرار في إطار حدود الدور المرسوم لها». وقال «إن البحرين وخلال الفترة الماضية، أزاحت الستار عن أدلة وقرائن جديدة تدين دعم السياسة القطرية لخلايا وجماعات الإرهاب، وما أبدته من معارضة شديدة للإصلاحات في المملكة بعد أن تخلفت كثيرا في المسار السياسي والتطور الديمقراطي». وأضاف «إن البحرين بقيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد صنعت ربيعها الخاص، عبر مشروع شامل يتسم بالتجديد والتدرج بما يتناسب مع التطلعات الشعبية، ونجحت في تحقيق معدلات تنموية دولية مرتفعة لاسيما في مجال التنمية البشرية. ولأن دولنا الداعية لمكافحة الإرهاب لا تقبل المساومة على المبادئ والثوابت، فقد قررت أخذ زمام التحرك، ومنع انزلاق المنطقة نحو الظلام والتعصب، ووقف محاولات قطر تقويض أسس الاستقرار لخدمة مشاريع هيمنة إقليمية. وهو ما أظهرته النتائج الكارثية والمآسي الإنسانية جراء تدخلها في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية». ونددت الندوة التي تستهدف وضع آفاق التصدي لمخططات الدوحة، بإصرار قطر على التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة عبر تمويل الإرهابيين وتزويدهم بالمعدات والسلاح. وقال السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب إن هناك دولاً غربية كثيرة لا تستمع لما نقوله بشأن قطر ودعمها للإرهاب، لكن الدوحة تمثل تهديداً للأمن القومي العربي واستقراره، ولذلك نراها تدخلت في العديد من الدول عبر تنفيذ الصفقات ودعمها. وأشار إلى تورط قطر في العديد من التدخلات في المنطقة، عن طريق تمويل الإرهابيين وتزويدهم بالمعدات والسلاح وأيضاً التحريض على الدول، من خلال دعم المتطرفين وخلق حالة من عدم الاستقرار، مشددا على ضرورة ثبات الموقف العربي حيال الدوحة. وقال وزير السياحة اليمني، محمد عبد المجيد قباطي، إن قطر وصلت إلى أعلى مرحلة في طعن الأمن القومي العربي، لا سيما الخليجي، وانحدرت إلى مستنقع الخيانة حينما سعت إلى تضليل شركائها الخليجيين في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على الرغم من أنها كانت ضمن هذا التحالف، ولكنها وجهت له الضربات بدعم الحوثيين بالمعلومات والإحداثيات للقوات الحليفة. وأكد أن الدوحة لعبت هذا الدور المشبوه لصالح إيران عبر ميليشياتها الانقلابية الحوثية في اليمن. وتطرق إلى الدور التضليلي لقناة الجزيرة، المستمر حتى الآن في اليمن، والذي لا يتعلق فقط بتقديم رسالة إعلامية مضللة، ولكن أيضاً الشراكة المباشرة على الأرض مع الحوثيين في الداخل اليمني، ووضع إمكاناتها كافة من حيث الأجهزة والمعدات والطواقم، تحت إمرة عناصر تابعه لـ«حزب الله» اللبناني. وقال يوسف البنخليل، رئيس تحرير صحيفة الوطن البحرينية، إن «قطر مركز إقليمي لجماعة الإخوان الإرهابية»، لافتاً إلى أن هذه الجماعة ونظام ولاية الفقيه وجهان لعملة واحدة، إذ يشتركان في التنشئة السياسية نفسها واستراتيجيات التغلغل في الدول حتى السيطرة عليها. وأشار إلى أن قطر أعاقت الانتقال من التعاون إلى الاتحاد، مشدداً على ضرورة تصحيح مسار سياسات أمراء الدوحة، لافتاً إلى أن حكومة بلاده دافعت عن نفسها تجاه تجاوزات وأجندة قطر تجاهها. وأضاف أن الدوحة شكلت لجنة خاصة لتقييم العلاقات البحرينية القطرية، وخلصت بضرورة احتواء الخلافات القائمة بهدف الحفاظ على سمعتها وعدم إثارة الإعلام على ما تقوم به الدوحة في البحرين. من جهته، قال العجيلي البريني، رئيس المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، إن قطر تسعى لزعزعة المنطقة العربية للسيطرة على مواردها النفطية، مستشهداً بممارسات الدوحة في ليبيا التي عدَّها سبباً في سقوط 40 ألف قتيل. ودلل على السياسات التخريبية لقطر في ليبيا بالإشارة إلى مطار صغير في بلاده خصصته قطر كمعسكر لتدريب المسلحين. وأكد أن «المال القطري الفاسد اُستخدِم لتدمير استقرار الدول العربية وليس ليبيا فقط»، مشيراً إلى أن «ما حصل في الدول العربية مما يسمى بربيع عربي مدبّر ويعد خرقاً أمنياً».
مشاركة :