سأل صحفي قبل سنوات أحد المزارعين في جنوب الرياض عن تجاربه في بعض المزارع التي زحف عليها العمران. فحكى الكثير ولكن الصحفي اختار عنواناً لإحدى تجارب المزارع وهو "دخلت السجن لأني قتلت الملكة". فهذا العنوان سيشد القارئ ليكتشف أن جار المزارع اشتكى عليه لقسم الشرطة لاستخدامه مبيداً حشرياً ما أدى إلى قتل ملكة النحل التي يقوم بتربيته. تذكرت هذا المقال عندما اطلعت على تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية وتناقلته بعض وسائل الإعلام حول "متلازمة ملكة النحل" لدى المرأة العاملة. وتبين من هذا التقرير المبني على عدة دراسات لبيئة العمل للمرأة في محيط من الرجال أن رئيستهن تتحول إلى ملكة نحل تعرقل مسيرتهن وتوقف نجاح زميلاتها في أول سلم الوظائف. ولذا نجد أن المرأة من هذا النوع تصبح حديدية في عالم الرجال وملكة نحل في عالم النساء. وتم ضرب المثل بمارغريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية المعروفة بالمرأة الحديدية. ولنا في بيئة العمل السعودية الكثير من التجارب خاصة لدى النساء من بعضهن البعض، وكيف يفضلن العمل مع أقسام الرجال منها مع النساء. فهل لدينا ملكات نحل في أقسام النساء؟ قد يقفز البعض إلى الجواب بالنفي أو الإيجاب، وأياً كان الجواب أعتقد أننا بحاجة إلى قراءة متأنية للعلاقات في بيئة العمل وخاصة إذا تعلق الأمر بخدمة الجمهور في القطاع الحكومي. ونشكر هيئة الرقابة والتحقيق وبقية أجهزة الرقابة على دعواتها بأن يتفاعل المواطن معها والإبلاغ عن كل من يحاول عرقلة سير معاملات الناس وتعطيل مصالحهم. فمها ظهرت من دراسات تفيد بوجود متلازمات مرضية نسائية كانت أو رجالية فهي تحتاج إلى الإبلاغ عنها حتى لا تصبح مؤسساتنا خاضعة لمثل تلك الأفكار المريضة والمكتسبة وليس أصيلة في النفس البشرية. فمتلازمة ملكة النحل أو متلازمة "راجعنا بكرة" هي سلوكيات من بيئة عمل فاسدة ولا مكان لها مع ثقافة الحزم التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده. فهي ثقافة إصلاحية يجب أن تتحول معها مؤسساتنا إلى بيئة إنتاج وحواضن إبداع، وليست جيوباً لتأسيس ثقافة الإحباط والتذمر.
مشاركة :