تجاوز عدد السياح الذين زاروا المغرب خلال عام 2017 حاجز 11 مليوناً للمرة الأولى، بزيادة مليون سائح قياساً إلى عام 2016، فيما ارتفعت الإيرادات إلى 68 بليون درهم (نحو 7.4 بليون دولار) بعد أن كانت تقدر بـ63 بليون درهم، وفقاً لتقديرات المرصد المغربي للسياحة. وسجلت السياحة الدولية انتعاشاً واضحاً طيلة العام الماضي، مستفيدة من عودة النمو إلى الاقتصادات الأوروبية، وتحسن مؤشر صورة السياحة في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بعد تجاوز تداعيات «الربيع العربي» الأمنية. وبلغ عدد زوار المغرب نحو مليون سائح شهرياً، غالبيتهم من دول الاتحاد الأوروبي، ومن غير المقيمين حملة الجوازات الأجنبية. وتم تسجيل زيادات مهمة في أعداد الوافدين من الصين بنحو 100 ألف، وأيضاً من السياح الروس واليابانيين ومن الولايات المتحدة وكندا، ما رفع الليالي السياحية في الفنادق المصنفة إلى أكثر من 22 مليون ليلة. وكانت وزارة السياحة وقعت اتفاقات تعاون مع شركات دولية لنقل السياح الآسيويين إلى المغرب، ومنها الخطوط الإماراتية والتركية والفرنسية. ويصل إلى المطارات المغربية نحو 1430 رحلة جوية أسبوعياً بسعة تصل إلى 13 مليون راكب على متن 44 شركة نقل وطنية وعربية ودولية. وحافظت «الخطوط الملكية المغربية» على مكانتها كأول ناقل للسياح الأجانب نحو المغرب بأكثر من 6 ملايين راكب، وحلت خطوط «ريانير» ثانية بـ1.66 مليون مسافر نحو المغرب. وحظيت مدن مراكش وأغادير وطنجة وفاس والدار البيضاء والرباط والصويرة، بالحصة الأكبر من زوار المغرب العام الماضي، واحتلت مراكش المراتب الأولى ضمن المدن السياحية المهمة في الشرق الأوسط وأفريقيا بعد دبي ومكة المكرمة والقاهرة وجوهانسبورغ. واعتبر المرصد المغربي للسياحة أن الأجــيال الجديدة من الوافدين، باتت تفضل سياحــة المغامرات في جبــال الأطلس والمناطق الصحراوية، حيث الحرية وجمال الطبيعة التي تتميز بها مناطق المغرب، وهو ما يفضله السياح البريطانيون والألمان في شكل خاص. وقال وزير السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي محمد ساجد، «إن الاهتمام بتقديم عروض جديدة للسياح الأجانب من شأنه رفع عدد السياح لتحقيق خطة رؤية 2020»، التي كانت تسعى إلى استقبال 20 مليون سائح وإيرادات بنحو 15 بليون دولار بحلول عام 2020. ويبدو أن تلك الأهداف تم تأجيلها إلى مطلع العقد الثالث، بعد أن كان ساهم الربيع العربي والأزمة الاقتصادية الأوروبية وتأخر استكمال الفنادق السياحية والمنتجعات، في عدم جاهزية المملكة لمضاعفة عدد زوارها. وتقوم الخطة على جعل المغرب ضمن المحطات السياحية الـ20 الأولى في المنطقتين العربية والأفريقية وفي المتوسط، من خلال تنويع الخدمات والعروض وبناء ثمانية منتجعات جديدة تستجيب لمعايير السياحة العالمية والسياحة الراقية. وقال الوزير: «إن المغرب بعكس دول أخرى، يتفادى سياحة الإغراق الرخيصة... وإن الهدف المتوخى من الرؤية ليس أعداد السياح لكن نوعيتهم». وفي حال تحقيق أهداف الخطة فإن عدد الأسرّة في الفنادق المصنفة من فئة 4 و5 نجوم، ستبلغ 372 ألفاً لاستقبال 20 مليون سائح وإيرادات بقيمة 150 بليون درهم، وسيعمل في القطاع 914 ألف موظف من أصل 4450 ألفاً عام 2010. وتحرص الأوساط المعنية على القول: «إن الوضع غير المستقر في الشرق الأوسط وليبيا، والاعتداءات على الكنائس في مصر وغيرها من الأحداث المؤسفة، تؤثر سلباً في تطور القطاع السياحي، الذي يُصنف ضمن المجالات الأكثر تضرراً من عدم الاستقرار الأمني». ويقدر السياح الذين زاروا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحوالى 80 مليون زائر عام 2017، وكان عددهم 72 مليوناً عام 2015 منتقلاً من 62 مليوناً في 2011 تاريخ انطلاق شرارة الربيع العربي. ووفقاً للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن المنطقة العربية من بين المناطق الأكثر جذباً للسياحة والسفر على رغم بعض الأخطار. وتحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربياً و29 عالمياً في تصنيف الوجهات السياحية في العالم، وفقاً لترتيب «ايندكس 2017». وجاءت قطر في المرتبة 47 والبحرين 60 والسعودية 63 والمغرب 65 في الترتيب العالمي في استقبال الزائرين والسياح. وحل الأردن في المرتبة 47 ومصر 75 وتونس 87 ولبنان 96 والكويت 100 والجزائر 118، وحلت فرنسا في المرتبة الأولى في عدد الزوار وجاءت لندن الأولى في المدن السياحية الأكثر جاذبية في العالم.
مشاركة :