اتهم المرشد الأعلى للنظام الإيراني، علي خامنئي، الولايات المتحدة ومنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة بتنفيذ الاحتجاجات التي اندلعت في #إيران، وذلك عقب يوم من تصريحات الرئيس، حسن روحاني، الذي حمل المتشددين الذين يريدون فرض رؤيتهم علي الشباب، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والمعيشية، مسؤولية اندلاع المظاهرات. وفي تصريحات تكشف عمق الأزمة لدى أجنحة النظام الإيراني في احتواء الاحتجاجات المتواصلة، قال خامنئي، خلال لقائه الثلاثاء، بحشد من أهالي مدينة قم، إنه "يجب الفصل بين المطالبات المحقة للشعب والتصرفات الوحشية والتخريبية". واتهم خامنئي، في كلمة له بثها التلفزيون الإيراني، منظمة "مجاهدي خلق" التي وصفها بمنظمة "المنافقين"، بحسب الأدبيات الرسمية السائدة لدى النظام الإيراني، بأنها خططت للاحتجاجات، قائلاً: "لقد كانوا جاهزين منذ أشهر، ووسائل إعلام المنافقين اعترفت خلال هذه الأيام أنهم على تواصل مع الأميركيين. لقد كانوا يعدون العدة لهذه القضية ويخططون لرؤية هذا وذاك، وعثروا على أشخاص في الداخل ليساعدوهم على تأليب الناس وتحريضهم لاستخدام شعار "كلا للغلاء" وهو شعار يرحّب به الجميع لجذب عدد من الأشخاص، ثم ليدخلوا الميدان بأهدافهم المشؤومة ويقودون حراك بعدها"، وفق تعبيره. وأضاف: "بطبيعة الحال لقد انساق البعض في بداية الأمر، ولم تكن أعدادهم كبيرة، لكن بمجرد أن رأى ماهية أهدافهم انفصل الشعب عنهم"، وفق زعمه."مجاهدي خلق" تعلق وتعليقاً على اتهامات خامنئي الأخيرة، قال القيادي في منظمة "مجاهدي خلق"، محمد محدثين، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن "سر غضب خامنئي يكمن في أن الشعارات والأعمال التي قام بها المواطنون كانت بالضبط شعارات المقاومة الإيرانية التي ركزت عليها خلال عقود من الزمن حول إسقاط النظام". وذكر محدثين، خلال اتصال هاتفي مع "العربية.نت"، أن "الشعب الإيراني في انتفاضته العارمة التي عمت 139 مدينة إيرانية هتفت بشعارات مختلفة ضد نظام ولاية الفقيه وبضرورة إسقاط هذا النظام، وكانت الشعارات المحورية في جميع المظاهرات ضد خامنئي بهتافات "الموت لخامنئي" و"الموت للدكتاتور" و"اخجل سيد علي واترك السلطة" وما شابهها، وكذلك إنزال صوره القبيحة وصور الخميني وإضرام النار فيها في مئات الحالات". وأكد محدثين أن "هذه التصريحات تعتبر اعترافاً صريحاً بمواصلة الانتفاضة لأن في الوقت الذي أعلن فيه قائد الحرس جعفري يوم الثالث من يناير، أن الانتفاضة انتهت ليأتي سيده خامنئي اليوم ليقول في إشارة إلى المنتفضين إن عملاء العدو لن يتخلوا عن ذلك".تضارب التصريحات وتعكس التصريحات المتضاربة بين مرشد النظام ورئيس الحكومة عمق الأزمة الداخلية وعدم وجود نية للتحرك لإحقاق مطالب الشعب المنتفض، وبالتالي يستمر قادة النظام، خاصة المقربين من المرشد، تفسير الاحتجاجات بنظرية "المؤامرة" رغم أن النائب الإيراني، محمود صادقي، كشف أن المسؤولين في الأمن والاستخبارات أكدوا خلال جلسة سرية مع البرلمان الأحد، أنه "ليس هناك أي دور خارجي في الاضطرابات الأخيرة". يذكر أنه بعد 13 يوماً من انطلاق الانتفاضة الإيرانية في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، اعترفت السلطات بوجود 3700 معتقل ومقتل 22 من المتظاهرين برصاص الأمن، بينما توفي 3 أشخاص في المعتقلات بظروف غامضة، حيث تقول منظمات حقوقية إنهم قتلوا تحت التعذيب.
مشاركة :