الهجوم على ادلب ينذر بخلافات بين الدول الضامنة لاتفاق استانا

  • 1/10/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اسطنبول - أفادت مصادر دبلوماسية تركية بأن وزارة الخارجية التركية استدعت الثلاثاء سفيري إيران وروسيا في أنقرة للاحتجاج على الهجوم الذي يشنه النظام السوري على محافظة ادلب في شمال غرب سوريا. والمعلوم أن تركيا الداعمة للفصائل السورية المعارضة تتعاون مع طهران وموسكو الداعمتين للنظام السوري بشأن السعي للتوصل إلى حل للنزاع السوري. وأفادت مصادر في وزارة الخارجية التركية بأن أنقرة استدعت الثلاثاء سفيري روسيا وإيران لإبلاغهما "استياءها" مما تعتبره "خرقا لحدود منطقة خفض التوتر في ادلب"، والتي أقرت بناء على اتفاق بين تركيا وإيران وروسيا. وأضافت المصادر نفسها أنه طلب من السفير الروسي ابلاغ موسكو بضرورة التدخل لدى النظام السوري لوقف عمليات القصف. وكانت تركيا اتهمت الثلاثاء النظام السوري باستهداف مقاتلي المعارضة المعتدلة تحت غطاء العملية العسكرية ضد الجهاديين، معتبرة أن هذه التطورات يمكن أن تقوض المساعي الهادفة لإنهاء النزاع. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إنه "تحت غطاء مكافحة جبهة النصرة سابقا، تستهدف قوات النظام أيضا المقاتلين المعتدلين" في محافظة ادلب المجاورة للحدود مع تركيا، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول الحكومية. وتابع تشاوش أوغلو ردا على سؤال حول هجوم النظام السوري بدعم جوي من روسيا على ريف ادلب الجنوبي الشرقي "مثل هذا الموقف يمكن أن يقوض عملية التسوية السياسية" للنزاع. وتشن قوات النظام منذ 25 ديسمبر/كانون الأول هجوما للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق وتسيطر عليها بشكل رئيسي هيئة تحرير الشام. ويأتي هجوم القوات السورية قبل أسابيع فقط من عقد اجتماع يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني يضم ممثلين عن النظام والمعارضة في منتجع سوتشي الروسي على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل منذ اندلاعه في 2011. وشدد تشاوش اوغلو على أن "الذين سيتوجهون إلى سوتشي يجب ألا يقوموا بذلك". وقبل بدء العملية العسكرية للنظام السوري، نشرت تركيا قوات في محافظة ادلب لإقامة مراكز مراقبة في اطار مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق بشأنها بين موسكو وأنقرة وطهران. وترفض تركيا أي مشاركة لوحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في محادثات سوتشي. وتدور نقطة الخلاف الأخرى بين أنقرة وموسكو حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواصل نظيره التركي رجب طيب أردوغان المطالبة بتنحيه مستبعدا أي حل طالما لا يزال في السلطة. مجزرة في الغوطة الشرقية وقتل 24 مدنيا، بينهم عشرة أطفال على الأقل الثلاثاء في قصف جوي ومدفعي لقوات النظام وحليفتها روسيا استهدف الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق والمشمولة باتفاق خفض التوتر. وفي دمشق أفاد الاعلام الرسمي السوري عن مقتل أربعة أشخاص واصابة آخرين في قذائف أطلقتها الفصائل المتواجدة في الغوطة الشرقية. وتزامن القصف المتبادل مع بدء زيارة لمدة ثلاثة أيام يقوم بها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك إلى دمشق لبحث سبل تلبية الاحتياجات الإنسانية مع المسؤولين. وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان "مقتل سبعة مدنيين بينهم طفل في قصف مدفعي على مدينة دوما، فيما قتل فيما 13 مدنيا بينهم سبعة أطفال في حمورية وثلاثة آخرين بينهم طفلان في سقبا ومدني واحد في مدينة حرستا جراء غارات شنتها طائرات حربية سورية وأخرى روسية". وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 18 مدنيا، إلا أن ارتفاع الحصيلة "يعود إلى تجدد القصف الجوي والمدفعي". وشوهد متطوعون من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في حمورية وهم ينتشلون طفلا من تحت الأنقاض. وشوهد أحد المتطوعين وهو يحفر حول رجل بدا مطمورا بالأنقاض حتى وسطه ورجل آخر يحمل طفلة تبكي غطت الدماء وجهها كان ينقلها بعيدا عن مبنى انهار تماما. وفي مستشفى ميداني في مدينة عربين، انهمك عاملون في علاج طفل صغير أصيب برجله وآخر أصيب في رأسه وقد ملأت الدماء وجهه. وصعّدت قوات النظام وحلفاؤها منذ بداية الشهر الحالي قصف مدن وبلدات في الغوطة الشرقية، إثر شن هيئة تحرير الشام وفصائل اسلامية عدة هجوما على أحد مواقعها عند أطراف مدينة حرستا. وترد الفصائل المعارضة بدورها على التصعيد بقصف أحياء في دمشق. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن "ارتقاء شهيدين واصابة 14 مدنيا" بجروح في قذائف أطلقتها "مجموعات مسلحة تنتشر في عدد من مناطق الغوطة الشرقية" على باب توما والقصاع. كما ذكر التلفزيون الرسمي أن مدنيين قتلا في هجوم بقذائف استهدفت حي الشاغور. ويأتي تصعيد القصف على الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في مايو/أيار في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو/تموز. وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية حيث يقطن نحو 400 ألف شخص بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية وبحالات سوء تغذية حادة. وتحذر منظمات دولية بانتظام من مأساة انسانية حقيقية في المنطقة.

مشاركة :