أبو بكر الدسوقي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ومستشار التحرير بمجلة السياسة الدولية، يرى أن الساحة الإيرانية الداخلية تدفع حاليا ثمن أخطاء نظامها في الخارج، مشيرا إلى أن الإيرانيين صبروا طويلا على المعاناة الاقتصادية والغلاء فضلا على انتشار الفساد في مختلف قطاعات الدولة، إلى جانب فشل الرئيس حسن روحاني في تحقيق برنامجه الإصلاحي، بسبب القيود المفروضة من قبل التيار المحافظ وسلطة المرشد الأعلى المناوئة، ويلفت الدسوقي إلى أن انتقادات الإيرانيين وشعاراتهم كانت مركزة على إدانة إنفاق بلادهم أموالا طائلة لخدمة مغامرات النظام الخارجية، ودعمه لحلفائه ووكلائه في المنطقة العربية، عبر التمويل والتدريب والتسليح والمساعدات المالية، والتي رأى الإيرانيون أنه كان من الأولى إنفاقها في إصلاح وتنمية الداخل، ليدفع الشعب ثمن أوهام النظام في إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية بالهيمنة والتوسع والتدخل في الإقليم العربي، وهو الثمن الذي دفع فئات مختلفة إلى الاحتجاج ضد التدهور في أحوالهم المعيشية، في حين خرج الإيرانيون من قبل تلبية لشعارات وأهداف سياسية.ويقول الدسوقي: الشعب الإيراني توهم أنه بعد التوصل للاتفاق النووي سوف تتفتح الأبواب أمام تحقيق الانتعاش الاقتصادي وهو ما لم يحدث، وعلى العكس من ذلك تزايدت حالة العداء مرة أخرى مع واشنطن مع وصول ترامب للبيت الأبيض، على الرغم من أن الاتفاقية النووية منحت طهران أموالها المجمدة في الخارج والتي تراوحت بين 100 و120 مليار دولار، وهي الأموال التي استخدمها النظام في خدمة رغبته في مد النفوذ الإقليمي في سوريا ولبنان والعراق واليمن، متوقعا أن تقود الاحتجاجات إلى تغيير الحكومة الحالية، ومشيرا إلى أنه في حال استخدام العنف المفرط وسقوط عدد كبير من القتلى، فإن السيناريوهات البديلة ستكون شديدة الوطأة بالنسبة لنظام روحاني.
مشاركة :