أوصى مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الذي اختتم فعالياته أمس الخميس في المدينة المنورة، بإنشاء هيئة مستقلة للثقافة تُلبِّي تطلعات الأدباء وتواكب الحراك الثقافي السعودي. كما أوصى المؤتمر الذي شارك فيه 40 باحثًا وباحثة بتأسيس رابطة للأدباء، وتشكيل لجنة لإنشاء صندوق الأدباء ووضع لائحة خاصة به، ومنح جائزة الدولة التقديرية للأدب التي صدرت الموافقة السامية بالموافقة عليها. ودعا المؤتمر الجهات العلمية والأكاديمية والبحثية للاهتمام بالأدب السعودي وإدراجه ضمن مناهجها، مشدِّدًا على ضرورة الاهتمام بالأدب السعودي الرقمي، ورصد حركة الأدب المسرحي السعودي ورعايته والاعتناء به. وأكد المشاركون في المؤتمر أهمية متابعة تنفيذ مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع من خلال لجنة علمية خاصة بذلك. وبهذا يختتم مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع أعماله التي انطلقت في المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية يوم الثلاثاء الماضي واستمرت على مدار ثلاثة أيام. وأقيمت العديد من الجلسات التي شهدت تقديم أوراق عمل متنوعة، وقد اختتمت الجلسات أمس بجلستين، الأولى انعقدت الساعة العاشرة صباحًا، وأدارتها سهام القحطاني، وبدأت زهور كرام محورها عن التشخيص الروائي للآخر في الرواية وقدمتها بالنيابة أميرة الزهراني، وقدم سعد الرفاعي ورقة عن: «تمظهرات اللونية بين روايتي ميمونة وجاهلية» وذكر أن الرواية ذاكرة للمجتمع والروائي المتمكن هو الذي يمارس الكشف المعرفي دون إسفاف. وفي الورقة الثالثة من أوراق جلسة صباح أمس، قدمت الدكتورة شادية شقروش ورقتها تحت عنوان: «تجليات الآخر في الرواية السعودية المعاصرة» حيث أوضحت أن الرواية السعودية جزء من المكون السردي العربي واستطاعت رغم التحديات المعاصرة أن تخترق الفضاء وتختزل الزمن وهذه الورقة تكشف اللثام عن جانب آخر يعد من القضايا التي اهتمت بها الرواية السعودية وهي قضية الآخر المختلف وكيفية استحضاره في الإبداع السعودي بعامة والروائي بخاصة. وكانت آخر ورقة بالجلسة للدكتورة عائشة الدرمكي تحت عنوان: «خطاب الآخر في النص السردي.. لوعة الغاوية نموذجًا» أشارت فيها إلى أن اللغة هي التي تؤسس مفهوم الذات في الواقع وأن الوعي بالذات لا يكون إلاَّ إذا تحقق التقابل مع الآخر عبر موقع خطابي متمثل في فعل الخطاب ضمن صيرورة التخاطب بطريقة تبادلية وهذه التبادلية قد تكون مقصودة تمامًا وواضحة في مكوِّن الخطاب أو غير قصدية يدل عليها ذلك المكوِّن ضمن تفاعلاته وتشكلاته الخطابية. وقد شهدت الجلسة العديد من المداخلات من جمهور الحضور، شارك بها: محمود عمار، وحمد الدخيل، والدكتور عاصم حمدان الذي أشاد بأن تدير الجلسة امرأة فهذا يعني أننا على أبواب تحقيق المساواة، ومحمد الأسمري، وصالح الحربي، ومحمد أبوملحة. وفي الجلسة الأخيرة من جلسات المؤتمر أمس، أقيمت الساعة الواحدة ظهرًا، وشارك بها: سعيد الحية بورقة عن: «الصحافة الإلكترونية المتخصصة»، وسكينة المشخص بورقة عن: «الصحافة الإلكترونية الأدبية»، وعبدالحق بلعابد بورقة عن: «خطاب الإهداء في الأدب السعودي»، ولمياء باعشن بورقة عن: «الرسم على سطح النسيج السردي»، وأخيرًا محمد المشوّح بورقة عن: «أثر الجوائز في الأدب». وقد حفلت النشاطات العلمية المسائية للمؤتمر الرابع للأدباء السعوديين بالمدينة المنورة التي عقدت مساء أمس الأول (ثاني أيام المؤتمر) بموضوعات متنوعة من بينها ورقة عمل للأديب الأوزبكي الدكتور مرتضى عمروف بعنوان: «ترجمة الإبداع السعودي (ترجمات روسية أنموذجًا)» وقال فيها إن دراسة الأدب العربي تحتل مكانة هامة لدى الباحثين الروس وحفلت به الدراسات الروسية الاستشراقية وأن كثيرًا من الباحثين الروس تناولوا دراسة الأدب العربي الكلاسيكي وقام المترجمون بنقل الكتب والمؤلفات الأدبية القديمة للروسية ومن تلك الكتب «كليلة ودمنة» و»ألف ليلة وليلة» و»طوق الحمامة» وغيرها وأما الأدب العربي الحديث فقد اهتم الروس بترجمة كثير من الروايات والأعمال الأدبية من جميع الأقطار العربية بما فيها السعودية وكان أول عمل تُرجم منها رواية «ثمن التضحية» لحامد دمنهوري. وفي الورقة الثانية بالجلسة قدمت نادية خوندنه ورقتها «نصوص سعودية في الذاكرة الغربية الإبداع السعودي، المترجم: غازي القصيبي أنموذجًا» واشارت فيها إلى ترجمة الإبداع السعودي إلى اللغة الإنجليزية والتركيز على بعض الأعمال الأدبية المترجمة للأديب السعودي القصيبي كنموذج لترجمة الأدب السعودي المعاصر. وفي ورقة أخرى، قدم سلمان الأفنس ورقته «الأدب التفاعلي: إشكالياته والمفهوم وآفاق الإبداع» وأشار فيها إلى أن الأدب التفاعلى مصطلح جديد وشكل من الأجناس الحداثية التي أوجدتها التكنولوجيا بتطوراتها المتلاحقة على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها ولقد تأثر الأدباء والشعراء وكتّاب القصة والرواية والمبدعون والمثقفون بشكل عام بها مفيدا أن الأدب السعودي استفاد من المنجز الإبداعي التقني ودخل مضمار التجريب والتشاركية ليكون في صدارة مشهد الثقافة العربية. وقد حظي مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع بتغطية إعلامية مميزة في مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي. وكان للجنة الإعلامية للمؤتمر برئاسة محمد عابس دورها في متابعة جلسات المؤتمر وفعالياته المختلفة وتسهيل مهمة ممثلي وسائل الإعلام بتنسيق لقاءات وحوارات مع المشاركين في المؤتمر وضيوفه وتوفير ما يحتاجونه عبر مركز إعلامي متكامل ومجهز بأحدث الأجهزة ووسائل الاتصال. كما قامت اللجنة الإعلامية بإصدار نشرة إخبارية يومية على مدى أيام المؤتمر سلطت الضوء على أبرز فعاليات المؤتمر كما ضمّت حوارات مع القائمين على المؤتمر وأبرز ضيوفه. كما أثنى المشاركون في المؤتمر على جهود لجنة العلاقات العامة والسكن ودورها في التحضير المبكر للمؤتمر من خلال توجيه الدعوات وتنسيق حجوزات السفر والسكن وتأمين احتياجات الضيوف والسهر على راحتهم طيلة أيام المؤتمر، إضافة إلى ترتيب زيارات ميدانية للضيوف أثناء إقامتهم بالمدينة المنورة. الجدير بالذكر أن لجنة العلاقات العامة يترأسها الأمير سعود بن محمد بن عبدالله بن مساعد مدير الإدارة العامة للأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام.
مشاركة :