المدينة المنورة الشرق أوصى مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع، في ختام أعماله أمس في المدينة المنورة، بإنشاء هيئة مستقلة للثقافة تُلبي تطلعات الأدباء، وتواكب الحراك الثقافي السعودي. كما أوصى المؤتمر، الذي شارك فيه 40 باحثاً وباحثة، بتأسيس رابطة للأدباء، وتشكيل لجنة لإنشاء صندوق الأدباء، ووضع لائحة خاصة به، ومنح جائزة الدولة التقديرية للأدب التي صدرت الموافقة السامية عليها. ودعا المؤتمر الجهات العلمية والأكاديمية والبحثية للاهتمام بالأدب السعودي وإدراجه ضمن مناهجها، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالأدب السعودي الرقمي، ورصد حركة الأدب المسرحي السعودي ورعايته والاعتناء به. وشدد المشاركون في المؤتمر، على أهمية متابعة تنفيذ مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع من خلال لجنة علمية خاصة بذلك. وعُقدت أمس الجلسة الأخيرة في المؤتمر، الذي افتتح الثلاثاء الماضي، وحمل فيها سكرتير تحرير ملحق الثقافة في صحيفة الجزيرة، الزميل سعيد الدحية الزهراني، وزارة الثقافة والإعلام مسؤولية إصدار صحيفة ثقافية إلكترونية متخصصة تُعنى بشؤون الثقافة والمثقفين وحراكهم ونتاجهم وقضاياهم. وقدَّم الزهراني ورقة بعنوان «الصحافة الإلكترونية الثقافية المتخصصة.. تصور لصحيفة ثقافية متخصصة.. إطار نظري ونموذج تطبيقي»، طالب فيها الوزارة بتبني فكرة إصدار الصحيفة، مشيراً إلى أن هذا يمثل جزءاً من مراحل دعم المشهد الثقافي. وشدد الدحية على أهمية الدعم للصحافة الثقافية من الجهات الرسمية، مبيناً أنه أمر ضروري كون الثقافة لاتزال في منأى عن دعم رجال الأعمال. وشاركت الكاتبة سكينة المشيخص، في الجلسة التي أدارتها أمل القثامي، بورقة حملت عنوان «الصحافة الإلكترونية الأدبية في المملكة العربية السعودية»، مرجعة فيها عدم إنشاء صحف أدبية متخصصة، على غرار صحف الرياضة والاقتصاد، إلى عدم توفر الوعي الثقافي، وارتفاع السقف الثقافي للمتلقين، إلى جانب ضعف الجوانب التسويقية والإعلانية في المجال الثقافي، ولذلك استعاض الأدباء والمثقفون عن الصحافة الثقافية والأدبية، بالمواقع الإلكترونية المتخصصة. وقالت: لم توجد صحف أدبية وفقاً للمفهوم الإعلامي المهني، فكان التوسع التلقائي للمثقفين للتواصل مع المتلقين ونشر منجزاتهم عبر الوسائط التقنية الحديثة والشبكات الاجتماعية في «فيسبوك» و»تويتر». واستعرضت المشيخص معوقات الصحافة الإلكترونية واتجاهاتها المستقبلية، راصدة عدداً من المعوقات التي تعترض سير العملية الصحفية في الصحف الإلكترونية، مثل غياب التخطيط، وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بمقومات الصحفي الإلكتروني، وعدم وجود عائد مادي كبير للصحافة الإلكترونية من خلال الإعلانات، إضافة إلى غياب الأنظمة واللوائح والقوانين التي تحتاجها الصحف الإلكترونية. فيما أشار الباحث عبدالحق بلعابد، في ورقته «خطاب الإهداء في الأدب السعودي بين تشكيل الوعي الإبداعي واشتغال الآخر النقدي»، إلى أن هذا الخطاب موجود في الموروث التأليفي العربي، كما أصبح تقليداً كتابياً غربياً في عصرنا الحالي، منوهاً إلى أن الغربي وضع آلية نقدية لقراءة إهداءاته. وبيَّن أن خطاب الإهداء في التاريخ العربي يُعد من بين العتبات النصية التي لم تلتفت إليها كثيراً المؤسسات النقدية العربية، فيما يُعد خطاب الإهداء لدى الغرب من التقاليد الثقافية العريقة، منذ أرسطو وحتى الآن. وقال إن الإهداء حضر في البلاغات الغربية والعربية القديمة، على حد سواء، غير أنه حين النظر في المؤلفات يرى عزوفاً من قبل الكُتَّاب لتمثل هذه العتبات في كتاباتهم.
مشاركة :