نجح الأدعم الأولمبي في اجتياز العقبة الأولى بكأس آسيا تحت 23 سنة للمنتخبات الأولمبية التي تستضيفها الصين خلال الفترة من 9 وحتى 27 يناير الحالي، من خلال فوزه على المنتخب الأوزبكي بهدف دون رد في المباراة التي جمعت المنتخبين أمس الأول على الملعب الأولمبي بالمدينة الصينية تشانغشو ضمن منافسات الجولة الأولى لحساب المجموعة الأولى بالبطولة.وبالتأكيد فوز الأدعم في بداية مشواره بالكأس القارية زاد من حظوظه في التأهل للدور الثاني لحساب المجموعة الأولى التي تضم منتخبات قوية بجانبه مثل الصين البلد المستضيف وعُمان وأوزبكستان، ودائماً ما تكون المباريات الافتتاحية هي المفتاح الحقيقي للتأهل للأدوار النهائية. والحمد لله، منتخبنا نجح في اجتياز هذه المرحلة على حساب المنتخب الأوزبكي العنيد، فلم تكن المواجهة أمام الأخير سهلة كما كان يعتقد البعض، بل كانت في غاية الصعوبة لا سيما أن منتخبنا واجه منتخباً متطوراً يمتلك لاعبين على أعلى مستوى، كما أنه شكل خطورة كبيرة على مرمى منتخبنا لا سيما في الثلث ساعة الأولى من عمر المباراة التي شهدت سيطرة كاملة له، وكان قريباً من تسجيل هدف أو أكثر. وبالتأكيد عبور المنتخب الأوزبكي يمنح منتخبنا دفعة كبيرة في استكمال المشوار الآسيوي وبقوة حتى يحقق هدفه بالتواجد على منصات التتويج. وبالنظر لتفاصيل المباراة سنجد أن العنابي كان متحفظاً في لعبه في بداية الشوط الأول؛ وهو ما جعل المنتخب الأوزبكي يسيطر على مجريات اللعب وكان الأخطر والأفضل، وبالرغم من هذه السيطرة إلا أن منتخبنا استطاع أن يظهر ردة فعل قوية من خلال تحسن مستواه مع نهاية الشوط الأول وظهوره بشكل مغاير جداً في الشوط الثاني وإحرازه لهدف التقدم في الدقيقة 55 عن طريق اللاعب المعز علي، الذي قدّم مردوداً جيداً في المباراة وكلل مجهوده بالهدف الذي جاء بعد تمريرة متقنة جداً من زميله أكرم عفيف الذي قدّم هو الآخر مستوى مميزاً في المباراة، وكان بمثابة رمّان الميزان في الملعب والعلامة الفارقة في المنتخب، لا سيما أنه شكل خطورة كبيرة على مرمى الخصم من خلال تحركاته المنظمة وتمريراته الرائعة لزملائه داخل وخارج منطقة المناورات. وفي الوقت نفسه لا ننسى أيضاً دور الدفاع الكبير الذي قام به مدافعو منتخبنا، خاصة بعد هدف التقدّم لمنتخبا والذي جعل الخصم يتخلى عن حذره الدفاع والاندفاع نحو الهجوم من أجل تعديل النتيجة، لكن يقظة لاعبي العنابي وتمركزهم الجيد حال دون تسجيل الخصم هدف العودة للقاء. ومن المكاسب المهمة التي خرج بها منتخبنا من المباراة احترامه الشديد للمنافس مهما كان اسمه أو مستواه، وكذلك كيفية التركيز على الهدف الذي دخل من أجله للقاء، بالإضافة إلى ذلك الأداء المتوازن الذي قدمه على مدار الشوطين وإن كان هناك تراجع في بعض فترات اللقاء وهذا أمر طبيعي، والدليل على أن أداء المنتخب كان متوازناً تسجيله لهدف التقدّم بعد مرور 10 دقائق من عمر الشوط الثاني، وقدرته في الحفاظ على الهدف حتى نهاية المباراة، وإضاعته للعديد من الفرص السهلة، ومن ضمن المكاسب أيضاً التي خرج بها منتخبنا من اللقاء هو عدم دخول مرماه أي أهداف. الأدعم مطالب الآن بنسيان الفوز على المنتخب الأوزبكي والتركيز بشكل كبير على مباراة عُمان المقبلة في الجولة الثانية بالبطولة، والتي ستقام غداً الجمعة إذا أراد أن يكمل المشوار على نفس الوتيرة التي بدأ بها البطولة. وبالطبع الفوز الأول في البطولة خطوة مهمة ولكن المباريات المقبلة أصعب أهم، وتحتاج إلى تركيز كبير وجهد مضاعف من أجل تحقيق الهدف المطلوب وهو التأهل لربع النهائي. ورغم الإشادة بالمنتخب بعد عبوره المباراة الأولى، لكن هناك بعض الملاحظات التي يجب ألا نتغاضى عنها، مثل الأخطاء الدفاعية التي وقع فيها بعض اللاعبين والتي كانت ستكلفنا الكثير، بالإضافة إلى إهدار مهاجمينا العديد من الفرص السهلة التي كانت كفيلة لزيادة المحصلة التهديفية، فقد عكست المباراة ضرورة التركيز على كيفية استثمار أو ترجمة المحاولات الهجومية بالشكل المطلوب، فالذي حدث أمس الأول كان فيه الكثير من المبالغة في إهدار الفرص، ومنها فرص سهلة جداً كان يجب أن تستثمر بشكل أفضل، مع ضرورة العمل على تجاوز ظاهرة التسرع غير المبرر وربما العشوائية أحياناً في كيفية إنهاء المحاولات الهجومية، ومن هنا يجب على منتخبنا التركيز على ذلك خلال المباريات المقبلة، لا سيما أن القادم سيكون أصعب، خاصة أن الفوز الذي حققه ما هو إلا مجرد خطوة أولى فقط لم تحقق لنا التأهل إلى الدور الثاني، لذلك نطالب لاعبينا بزيادة التركيز خلال المباراتين المقبلتين أمام المنتخب العُماني يوم غد وأمام المنتخب الصيني يوم 15 يناير الجاري، حتى ينجح في حسم تأهله لدور الثمانية ومن ثم الوصول للأدوار النهائية.;
مشاركة :