في الوقت الذي تقف فيه غالبية القيادات السياسية في إسرائيل، من الائتلاف والمعارضة، في موقف عدائي موحد من اللاجئين الأفارقة، وتتفق على «ضرورة طردهم بنعومة أو بالقوة»، خرج مئات من سكان تل أبيب في مظاهرة مضادة، يطالبون فيها بالإبقاء على اللاجئين ومنحهم حق الإقامة.وقالت عيلي إبراهام، التي تقود الحركة المعارضة للطرد: إن «هذه المظاهرة جاءت لتنقذ شرف إسرائيل الملطخ بالعنصرية. فيبدو أننا نسينا أننا كنا ذات يوم لاجئين في أوروبا وعانينا الأمرّين من العنصرية الأوروبية ضدنا. فنقوم بتأييد حكومة اليمين العنصري عندنا ونساند جريمة طرد الأفارقة». وقالت: إن حكومة إسرائيل تنوي طرد الأفارقة، ليس فقط بسبب عنصريتها، بل أيضاً بسبب ولائها لكبار رجال الأعمال اليهود والأجانب، الذين يريدون شراء منطقة تل أبيب وهدم بيوتها وعماراتها وبناء مراكز تجارية وأبراج عملاقة مكانها. وعليه، فإن طرد اللاجئين هو خطوة أولى سيعقبها طرد اليهود الفقراء الذين يقطنون هذه المنطقة». ودعت هؤلاء اليهود الفقراء ألا يقفوا مع الحكومة ولا يصدقوا وعودها؛ لأنهم بذلك يكونون مثل من يحفر قبره بيديه.وقد واجهت قوى اليمين هذه المظاهرة بمظاهرة أخرى مضادة، دعت الحكومة إلى المضي في مسارها لطرد اللاجئين الأفارقة.المعروف أن الحكومة الإسرائيلية وضعت خطة لطرد 35 ألف لاجئ أفريقي (من إريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان بالأساس)، إلى رواندا وغيرها من دول أفريقيا. وادعت أنها عقدت اتفاقيات مع هذه الدول، إلا أن حكومات هذه الدول نفت الادعاء الإسرائيلي. وبموجب خطة الحكومة سيجري دفع مبلغ 3500 دولار هدية لكل لاجئ و5000 دولار للدولة التي تستقبله مقابل موافقته على مغادرة إسرائيل بإرادته. ومن يرفض سيتم طرده بالقوة. ولقي هذا المخطط تأييداً واسعاً في إسرائيل، حتى من أحزاب المعارضة، باستثناء «القائمة المشتركة» و«ميرتس».وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، قد طالبت إسرائيل، أمس، بالامتناع عن ترحيل طالبي اللجوء. وأعربت المفوضة السامية عن قلقها إزاء الخطة الإسرائيلية؛ لأن هناك أخطاراً تهدد هؤلاء في أفريقيا. وطالب ويليام سبندلر، المسؤول في المفوضية، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف أمس، إسرائيل بإيجاد بدائل قانونية للاجئين من خلال إعادة التوطين في بلدان أخرى. وأبدى استعداد المفوضية «للمساعدة في هذا الاتجاه».
مشاركة :