أعلن الجيش الروسي أمس، أن الطائرات المسّيرة عن بعد (درون) التي هاجمت الأسبوع الماضي القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سورية انطلقت من محافظة إدلب، حيث يشنّ النظام السوري هجوماً أثار توتراً بين أنقرة وكل من موسكو وطهران. ونقلت صحيفة «كراسنايا زفيزدا» عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن «الطائرات المسيرة أطلقت من بلدة الموزرة الواقعة جنوب غربي إدلب، وهي منطقة مشمولة باتفاق خفض التوتر والخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من المعارضة المعتدلة». وإثر الهجوم، طالبت الوزارة الروسية رئيس أركان الجيش التركي ورئيس جهاز الاستخبارات بتأكيد «ضرورة احترام أنقرة التزاماتها الهادفة إلى ضمان وقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر في إدلب»، ودعت تركيا إلى «منع وقوع هجمات مماثلة من طائرات مسيرة وتشديد سيطرتها على الفصائل المسلحة في المنطقة»، وفق الصحيفة التابعة لوزارة الدفاع. وكانت وزارة الدفاع اتهمت بطريقة غير مباشرة واشنطن بمساعدة «الإرهابيين» على تنفيذ الهجوم، مشيرةً إلى أن طائرة استطلاع أميركية حلقت لحظة هجوم الطائرات بدون طيار قرب قاعدة حميميم. يذكر أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت الإثنين الماضي أن «عشر طائرات من دون طيار محمّلة بمتفجرات» هاجمت قاعدة حميميم الجوية الروسية ليل 5-6 كانون الثاني (يناير)، فيما هاجمت ثلاث طائرات اخرى قاعدة الأسطول الروسي في طرطوس على الساحل السوري من دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا أو أضرار. في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن مصدر في وزارة الدفاع نفيه صحة تقارير أشارت إلى أن عدد الطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم على القاعدتين العسكريتين في سورية بلغ أكثر من 13 طائرة. وبعد سنتين على تدخل القوات الروسية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي انسحاباً جزئياً للقوات المنتشرة في سورية، لكن روسيا لا تزال تحتفظ بثلاث كتائب من الشرطة العسكرية وقاعدتي حميميم وطرطوس غرب سورية. وتشكل محافظة إدلب الواقعة على الحدود مع تركية أحد المعاقل الأخيرة المتبقية للمعارضة وتتعرض حالياً لهجوم يشنه النظام اثار توترا بين روسيا وإيران، حليفتا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة.
مشاركة :