فك شفرة المشكلة الكامنة في حظوظ نجوم هوليوود

  • 10/11/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

هوليوود هي غرفة نوم الصبي في الكون. جميع أحلامنا وتخيلاتنا معلقة على الجدران مثل الملصقات. الضوء الموجود بجانب السرير يدور بأخيلة الأحلام المبهرجة. مخلوقات غريبة، محشية أو من البلاستيك، تجلس منتظرة أدوارها المقبلة. كما أن الآباء لا يدخلون مطلقاً ومعهم أوامر ترتيب الغرف. المكان جميل ومتنوع، وهو فوضى لا يمكن إنقاذها وتستمر إلى أبد الآبدين. أهلاً بكم في "خرائط إلى النجوم". بدأ ديفيد كروننبيرج إخراج الأفلام في بلده كندا، حيث الكوابيس أكثر ترتيباً. في الطور الأول من حياته المهنية، (في أفلام مثل رابيد وفيديودروم) كان مزيجاً من سيد أفلام الرعب والمهووس بالسيطرة الفنية. كانت الدماء التي تسفك في الفيلم غرينية لكنها رمزية. كان هناك شيء يشي بوجود طابع مدير المدرسة حول هذا المخرج الذي يصنع الحكايات، الذي أعيد تمثيله من خلال عمليات التجميل الأخيرة ذات الطابع الأدبي (في أفلام مثل "أسلوب خطر" و"كوزموبوليس") والتي كانت تبدو نوعاً أقرب إلى المخاض منها إلى الحب. الآن، بفضل القسمة والنصيب، ذهب إلى هوليوود ليخرج فيلماً حول هوليوود. وهذا يشبه أن تسمع صوت المرأة وهي تفك المشد على بطنها. السيناريو من إعداد بروس واجنر، وهو عبارة عن حكاية مجنونة إلى حد كبير حول أجاثا، وهي فتاة مصابة بهوس إشعال الحرائق وقد أصبحت الآن بالغة (تلعب دورها ميا فاسيكوفسكا) التي تترك مقر الرعاية لتعود إلى موطنها ووالديها في لوس أنجلوس (جون كوساك يلعب دور الأب، الذي هو خبير في كتب المساعدة الذاتية، وأليفيا وليامز، أم الطفلة النجمة) وشقيقها الممثل المضطرب نوعاً ما الذي يلعب دور الطفل (إيفان بيرد). كل واحد منهم يمر بحالات من الهلوسة حول كونه نجماً. الأخ يرى شبح فتاة في المستشفى وسبق أن باركها بزيارة نجمية. والممثلة هافانا سيجراند، التي تتناول الحبوب بكثرة، التي لعبت دورها الممثلة جوليان مور، بأداء متمكن جعلها تفوز بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان، ترة والدتها الميتة، والتي كانت أيضاً نجمة سابقة. الشخص الوحيد العاقل أمامنا هو السائق روبرت باتيسون، الذي يقود سيارة ليموزين سياحية حول مساكن النجوم، تماماً مثلما كان يفعل واجنر. نحن بين أيدي مضيفين فنيين جيدين. إذا صرختَ "متى"، كل ما يفعله الفيلم هو أنه يصب الأمور المشوشة بحبور. هؤلاء المقيمون في مصنع الأحلام يريدون السيطرة على خيالات وأوهام العالم، لكنهم لا يستطيعون حتى السيطرة على حياتهم وذواتهم. هناك وفاة واحد أو اثنين من الشخصيات الرئيسة، الأمر الذي يعلمنا ما يحدث حين تنهار النجوم. إنها تصبح ثقوباً سوداء، وتجرجر معها كل شخص آخر إلى حافة الدمار. أعجبني التهكم الهازل ذو الحركة الدائمة للفيلم وحالات الارتطام والتواطؤ بين الواقع والخيال. (كاري فيشر لديها حجر ثمين قابل للنحت مثل كاري فيشر). كذلك أحببت عملية التصوير السينمائي من بيتر سوشتشيتسكي، الذي سبق أن أعطى بريقاً خاطفاً وسماحة للسينما في هوليوود. الدين يُظهِر أسوأ ما في الناس – وما عليك سوى النظر إلى عالم اليوم من حلب إلى الموصل – ويظهر أفضل ما في السينما. هناك عدة أفلام ، مثل "نحو الصمت العظيم"، ثم "ما وراء التلال" و "كاميل كلوديل 1915"، والآن لدينا فيلم آيدا من إخراج بافيل بافليكوفسكي. جنون الإيمان، الذي يدفع الناس نحو غياب العقل والقسوة (وحتى يقف وراء الحرمان من لوازم الحياة الأساسية في حياة الأديرة)، يستطيع أن يعطي الفيلم حافزاً وروحاً وصراعاً. هذا الفيلم المقتصد الساكن بالأبيض والأسود هائل بالحياة والدراما. الممثلة أجاتا ترزيبوتشوفسكا، التي تمثل للمرة الأولى، لديها وجه تستطيع مراقبته إلى الأبد: ذقن مليئة بالنمش، وجمال باهت حبيس طيلة الحياة في دور الممثل الجديد، ومع ذلك حيوي بصورة دقيقة تكاد تكون غير مرئية، خصوصاً حين تأخذها عمتها، ليلة عقد قرانها، على رحلة في الطريقة داخل ذاكرة العائلة. آيدا، الفتاة، تكتشف أنها يهودية. خالتها المتوفاة، وهي قاضية شيوعية بولندية (نحن الآن في أوائل الستينيات) ناجية من المحرقة، تكثر من الشرب والتدخين، حيث تصطحب آيدا نحو سبب وموقع اختفاء والديها أثناء الحرب. الصور المجزأة في الفيلم – في إطار متقشف للصورة بقياس 1.375:1، حيث الوجوه غالباً ما تُدفع إلى زوايا الصورة – تشكل مجموعة تثير التنويم المغناطيسي. مع كل لقطة جديدة نفكر "أين نحن بالضبط"؟ يبدو الأمر وكأننا في داخل عقل آيدا في الوقت الذي يعيد ماضيها وهويتها بإعادة التشكل من حولها. هي لا تستطيع العودة إلى الزمن الماضي، أليس كذلك؟ إلى حيث حياة اليتم الطوعية لراهبة؟ المخرج بافليكوفسكي، الذي شارك في كتابة السيناريو مع ريبيكا لينكيفيتز، لديه أفكاره الخاصة. هو أيضاً لديه سحر الآمر الخاص المليء بالمفارقات باعتباره مخرجاً سينمائياً. لقد أخرج "الملاذ الأخير" و"صيفي من الحب"، والآن ثالث أفضل قصائده السينمائية المليئة بالألغاز حول الحب والتهجير وسعي الإنسان للبحث عن الهوية. حوادث الطرق، خصوصاً إذا كانت مميتة، لا تصور أي إنسان في صورة جميلة. ربما يحاول المتفرجون والشهود الاختباء أو الكذب. وربما يلجأ أصدقاؤهم أو جماعات المساندة إلى الكذب، محاولين التوصل إلى أفضل طريقة حتى لا يفعلوا أي شيء. رأس المال البشري، الذي تم إضفاء الطابع الأوروبي عليه بمهارة من رواية ستيفن أميدون، التي تجري أحداثها في كونتيكت، تضع عائلتين تحاولان تسلق السلم الاجتماعي، حيث كل عائلة تمسك بخناق العائلة الأخرى، بعد حادثة سيارة التي أصيب فيها شخص وهرب السائق، في ليلة ثلجية في إيطاليا. الشيء الوحيد الذي هو أسوأ من مجتمع محلي مليء بالكواسر – من الممول وزوجته التي تريد أن تصبح ممثلة (فاليريا بروني تيديستشي في أفضل دور هش ومضحك ومليء بالمعاني)، إلى الصديق الطفيلي ذي الابنة الجميلة، التي تقيم علاقة غرامية مع ابن الممول – هم الذين يحسدون هذا المجتمع. إنهم يتدافعون بصخب مثل الحمقى نحو العمود الرطب المغطى بالشحم. من الذين يستطيع أن يشتكي إذا التصق الشحم وورط أحد هذه الشخصيات في ليلة الكارثة؟ إنها دراما يحتل الممثلون فيها أدواراً متساوية، وتتسم بحيوية لاذعة رصينة، مثل فيلم لألتمان ضل طريقه في الليلة المظلمة للروح التي تقطن في جبال الأبنين. هناك فقط حرف واحد يميز كلمة cheery (مسرور) عن كلمة cheesy (رخيص ورديء النوعية)، حين يتعلق الأمر بفيلم "ماذا فعلنا أثناء عطلتنا"، من الأفضل أن تحسم أمرك. في هذا الفيلم الكوميدي البريطاني على الشاشة الكبيرة، المستوحى من المسلسل الكوميدي Outnumbered (متكاثرون...كانوا أكثر منهم عدداً) على الشاشة الفضية، من تأليف وإخراج أندي هاملتون وجاي جنكين (اللذين أخرجا وأنتجا المسلسل التلفزيوني)، يذهب بايك وديفيد تينانت، من أهالي لندن، إلى اسكتلندا مع أطفالهما الثلاثة، وهم أطفال صاخبون حساسون آسرون (تستطيع أن تحذف الصفة التي لا تعجبك) لحضور حفلة عيد ميلاد الجد بيلي كونولي. حين تتعرض الشخصيات لأزمة – والفيلم يعطيها أزمات كثيرة – يلجأ البالغون إلى الكذب وقول الأطفال الصدق. هذا هو ملخص الحبكة. هناك بضع ضحكات، وحالتان من البكاء، والتصوير السينمائي الذي يعترك بشجاعة من أجل الاستمرار وسط الطقس البريطاني المزاجي في الموقعين. حبكة I Origins، وهو دراما من الخيال العلمي حول تناسخ الأرواح، ثابت لا يحيد عن سخفه المثير للاستهزاء إلى درجة أننا نشعر بأننا مسحورون بالفيلم، ونتساءل إذا كان بإمكانه تدوير صحونه لمدة 100 دقيقة دون أن يكسر صحناً منها، أو جميعها، أو بعضها. مايكل بيت، عالم البيولوجيا الجزيئية، يجري أبحاثاً حول تفرد (أو عدم تفرد) قزحية العين لدى الإنسان. بريت مارلينج، مساعدته في المختبر، والجميلة أستريد بيرجيس فريسبي، الغامضة ذات البؤبؤ المستدير، هما المرأتان في حياته. حين تموت شخصية وتولد شخصية أخرى، هل سيتبين أن العين هي نوافذ على الروح المزدوجة التي تسافر عبر الزمن؟ بحلول الوقت الذي يصل فيه الفيلم إلى الهند – حيث التصوف كما نعلم يصلح جميع المشكلات التي تعانيها حبكات الأفلام – من الصعب أن تكترث بما يدور.

مشاركة :