بعد فيلمه الأول «كلام جرايد»، أطلق المخرج محمد سعيد تجربته الثانية «حليمو أسطورة الشواطئ»، من بطولة مجموعة من الفنانين، من بينهم طلعت زكريا، وريم البارودي. حول هذه التجربة التقينا محمد سعيد. لماذا قررت العودة من خلال «حليمو أسطورة الشواطئ»؟ كنت أحضِّر لفيلم آخر كوميدي سياسي مع طلعت زكريا، ولكن واجهتنا مشاكل عدة مع الرقابة فأوقفنا العمل عليه، وبدأنا بالفيلم الجديد «حليمو» مع المؤلف محمد فضل. ولما كانت علاقتي بالمنتج مدحت سعد جيدة، ولديه ثقة كبيرة بي، فتحمس للمشروع وبدأنا الإعداد له ثم التصوير حتى أنجزناه تماماً. ألم تواجهك مشاكل أثناء التحضير أو التصوير؟ الحمد لله، مرّت الأمور بسلام، ما عدا مشكلة واحدة تتعلّق بمساحة الأدوار نظراً إلى وجود عدد كبير من الفنانين إلى جانب طلعت زكريا وريم البارودي ودينا. مشكلات ولكن تصوير الفيلم استمر عاماً ونصف العام وتوقف أكثر من مرة. لماذا؟ مشاركة مجموعة كيبرة من الفنانين في عمل واحد أمر صعب للغاية، نظراً إلى أن معظمهم يحضر في أعمال أخرى، من ثم يصعب تنسيق المواعيد بينهم، خصوصاً أن ثمة ديكورات تجمعهم. لذا كان ضبط المواعيد بينهم المعوق الأكبر، إلى جانب أن شركة الإنتاج كانت ما زالت تخطو خطواتها الأولى فيما الفيلم يحتاج إلى تكلفة كبيرة. هل المقاطعة السابقة لطلعت زكريا أخافتكم من التعاون معه في هذا الفيلم؟ أعتقد أن المقاطعة انتهت بغياب الظروف العامة التي فرضتها، والبلد كله بدأ صفحة جديدة. كذلك أشير هنا إلى حب الناس لطلعت زكريا الذي بدا واضحاً أثناء تصويرنا في الشارع سواء من المصريين أو العرب، وأخبره كثيرون بأنهم اشتاقوا له، فهو فعلاً ممثل كوميدي لديه جماهيرية كبيرة. ردود وإنتاج ماذا عن ردود الفعل حول الفيلم؟ تقبّل الجمهور الفيلم، وشهد العرض الخاص موجات من الضحك منذ البداية، كذلك الحفلات التجارية، والأبطال يزورون صالات العرض في مصر، التي شهدت عروضاً مكتملة العدد، وهو أبلغ دليل على تجاوب الجمهور مع الفيلم، ما أسعدني للغاية، رغم أننا لسنا في موسم جماهيري. وآمل بأن تشهد الأيام المقبلة تحسناً في الإقبال نتيجة لبدء إجازة منتصف العام الدراسي. حدثنا عن الإنتاج، هل تدخل في عملك، وماذا عن التكلفة؟ لم يتدخل المنتج في تفاصيل العمل. وبالنسبة إلى تكلفة الفيلم الكلية فلا أعرف رقماً محدداً، وأذكر هنا أن مدحت سعد لبى احتياجاتنا بقدر المستطاع، ومن جانبنا لم نحمله فوق طاقته كي لا تتعثر الأمور. كواليس ماذا عن كواليس التصوير وعلاقتك بالفنانين، وما اكتشافاتك في الفيلم؟ الأهم بالنسبة إلي، كان أن أخرج قدرات أبطال الفيلم ليشكلوا مفاجأة لجمهورهم. بتعبير أدق، إعادة اكتشاف النجوم من خلال الفيلم. مثلاً، خالد حمزاوي قدّم الشر بشكل كوميدي مختلف، كذلك كريم أبو زيد يظهر للمرة اﻷولى بشكل مغاير، وريم ودينا قدّمتا أفضل ما لديهما. كيف تقيم تجربتك؟ للأسف، ثمة مشاهد مهمة عدة كنت أريد تقديمها ولكن لم يسعفني الوقت، إذ أردت أن يظهر كم كبير من الفنانين بشكل جيد، خصوصاً أن من الصعوبة أن ترضي المشاركين كلهم معك، وأن تتعامل مع منتج جديد وتحظى بثقته. ولكن أحمد الله أنني تمكنت من مواجهة التحديات كافة. لماذا ضمّنت الفيلم عدداً من المشاهد هدفها تنشيط السياحة؟ كان من المفترض تصوير هذه المشاهد التي تتحدث عنها في مدينة أخرى، ولكن إنجازها في مصر جاء مطلباً عاماً لأسرة الفيلم، نظراً إلى ما تعانيه السياحة في مصر من عثرات، فكان مهماً أن يرى الناس أن بلدنا جميل وأن حركة السياحة ليست متوقفة، ولم نجد ممانعة من الإنتاج في ذلك. فيلمان مقبلان حول تجاربه السينمائية المقبلة يقول محمد سعيد: «أحضِّر لفيلمين، الأول يختلف عن فيلمي الأخير في طبيعته وتركيبته إذ يتحدث عن المشكلات الاجتماعية، وللأسف لم نستقر على بطل له حتى الآن نظراً إلى أنه لا يزال في الإعداد. الفيلم الآخر من بطولة مصطفى قمر وأتصور أنه أيضاً سيكون مختلفاً عما قدمه النجم المصري سابقاً، فهو خليط بين الرومانسية والتراجيديا والكوميديا. كذلك لم نحدد الأسماء النهائية له حتى الآن ونبدأ في التحضير له خلال الأيام المقبلة».
مشاركة :