انطلاق الدورة العاشرة لـ«مهرجان المسرح العربي» في تونس

  • 1/12/2018
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

تونس: عثمان حسنانطلقت، مساء أول أمس، وتزامناً مع الاحتفال ب«اليوم العربي للمسرح» فعاليات الدورة العاشرة من «مهرجان المسرح العربي» في تونس تحت عنوان: «نحو مسرح عربي جديد ومتجدد» بحفل افتتاح رسمي، أقيم في المسرح البلدي في تونس، بحضور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية في تونس، وإسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، وجمع غفير من المسرحيين والرموز الثقافية والرسمية العربية.استُهل الحفل بكلمة زين العابدين؛ حيث عبر فيها عن سعادته بانعقاد هذا المهرجان المتميز في تونس، التي تحتضن دورته العاشرة بمشاركة الهيئة العربية للمسرح، شاكراً جهودها لتنظيم الدورة؛ من أجل التقدم بالمسرح العربي بمختلف تعبيراته وجمالياته، وقال: «إن النتائج الإيجابية، التي حققناها بفضل التعاون المثمر بين وزارة الشؤون الثقافية والهيئة العربية للمسرح؛ تجسّدت كأحسن ما يكون في ما بذل من جهود تبشر بالخير، وهو ما يشجعنا على مزيد من الانفتاح على الهيئات والجمعيات ذات البرامج النوعية، ويزيدنا إصراراً على التقدم، والبحث عن إشعاع أكبر للمسرح التونسي؛ من خلال الافتتاح القريب لمدينة الثقافة ذات المسارح العصرية الثلاثة، التي يعول عليها؛ لاستمرار تألق الفن الرابع».كما عبّر زين العابدين، عن بهجته بثراء الدورة العاشرة للمهرجان، ما يدفع إلى التفكير وإمعان الرأي فيما ينتظر المسرح والثقافة من أسئلة جوهرية تضع المسرحيين في المسار الصحيح، باعتبار أنه لا توجد تنمية حقيقية للشعوب دون أسس ثقافية ثابتة تقوم عليها دعائم المجتمع المتماسك.واشتمل حفل الافتتاح على عرض لشريط فيديو يوثق أبرز محطات الهيئة العربية للمسرح منذ نشأتها إلى اليوم، كما شهد تكريم عشرة فنانين من نساء ورجالات المسرح التونسي؛ لثراء مسيرتهم الفنية والإبداعية، وهم: دليلة مفتاحي، سعيدة الحامي، صباح بوزويتة (التي تسلم الدرع نيابة عنها الممثل نعمان حمدة)، فاتحة المهداوي، فوزية ثابت، البحري الرحالي، أنور الشعافي، صلاح مصدق، محمد نوير، ونورالدين الورغي. كما كرّمت الهيئة العربية للمسرح، وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين؛ لمساهمته في إنجاح هذا العرس المسرحي. تلا ذلك كلمة إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة، التي نقل من خلالها تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح؛ بمناسبة انعقاد الدورة العاشرة للمهرجان، وهو الذي تابع كل تفاصيل التحضير بفرح، فلا شيء يسعد روحه كمسرحي، كما يسعدها جمال المسرح.وقال عبدالله: «هذا حجيج للمسرح العربي الجديد، حجيج لتونس، حجيج العشاق لأجملِ المواعيد، وفي اليوم العربي للمسرح، هنا، خير موعد، نوقد له مشاعل القلب ويعلو لسدته النشيد، فالليلة تتلو قامة من قامات المسرح العربي رسالتها، إنه الفنان والكاتب العربي السوري الكبير فرحان بلبل؛ لينضم إلى قافلة من كتبوا الرسائل السابقة، وليسطر بنور بصيرته صفحة جديدة من تراتيل المكتوين بنار التجربة، المتطهرين بنورها».وعرّج عبدالله على مسيرة المهرجان، بقوله: «ما بين العاشر من يناير عام 2008، والعاشر من يناير 2018، تبدو السنون أكثر من عددها، وأقصر من الطموح، وما كان لذلك أن يكون لولا مساعيكم، فهذا البيت، الذي أراده صاحب السمو حاكم الشارقة بيتاً لكل المسرحيين العرب، بيتكم، وصدر البيت لكم، بإرادتكم وعملكم؛ وإذ يعلو هذا الصرح فإنما يعلو بكم؛ وإذ يشع نوراً، فهذا نوركم؛ وإذ يقول للغد نحن قادمون لمسرح جديد ومتجدد، فإنما هو قولكم فالكلمة كلمتكم»، وأضاف: «بكم لم يعد هذا الحدث مهرجاناً كما توحي به مفردة المهرجان، صار مؤتمراً، فيه تتباحثون، تقررون مدارات ومسارات، تولد فيه الرؤى والنصوص، تتناسج فيه المعارف، وتنسج غلالة الصباح القادم، هنا لا يغمض جفن إلا على حلم، ولا تتفتح عين إلا على أمل، هنا العملُ، والمسرح الأجملُ».ووجه عبدالله، شكره لوزارة الشؤون الثقافية في الجمهورية التونسية، ولكلِ الذين عملوا وصولاً إلى هذه اللحظة الفارقة من عمر المهرجان، كما شكر العديد من المؤسسات والشخصيات على امتداد الأرض التونسية، الذين فتحوا آفاقاً جديدة للتعاون، الذي لن يتوقف عند انتهاء المهرجان؛ بل يمتد مع كل نَفَسٍ مسرحيِ صاعد إلى ذرى العطاء.وقال عبدالله: «هنا وفي عاشرة المهرجان، ينبض المشهد بدقات القلوب، تنفتح ستائر الروح، وتتوهج أنوار العيون، ونرفع راية السيد النبيل المسرح؛ لنعلن أن الحياة تزهو هنا، وتمضي للإمام من هنا، كجدول ماء يشق شريعته، يسقي ويروي تربته ويستنبت الزهر على حوافه، هذا هو مسرحنا، وهنا مداه الجديد في تونس الخضراء».ونوّه عبدالله بمكرمي المسرح التونسي، موضحاً أن تكريمهم، كأنما هو تكريم لجيل كامل من المسرحيين في تونس، لجيل ناضل وليس له مبتغى سوى لوجه مسرح واضح القسمات، بيِّن النظرات، فصيح العبارات والصور، وقال: «فكم نحتاج من تكريمٍ لنفي من رحل منهم ومن بقي على قيد الإبداع حقه؟ فها نحن في بلد محمد العقربي، علي بن عياد، وفضيلة خيتمي، سمير العيادي، والمنصف السويسي، وعبدالله رواشد، ورجاء بن عمار، والهادي الزغلامي، وعز الدين قنون، وسعيدة السراي، محسن بن عبدالله، محفوظ سليم، حاتم الغانمي، الحبيب بولعراس، عبد المجيد الأكحل، الطيب الوسلاتي، محمد المحظي، منية الورتاني، ويحيى يحيى». وأضاف: «الليلة نقف في حضرة الذين ما زالوا على سروج خيلهم، من منى نور الدين وزهيرة بن عمار وجليلة بكار ولطيفة القفصي، وناجية الورغي، وليلى الشابي، وفاطمة بن سعيدان، فاضل الجعايبي وتوفيق الجبالي ومحمد إدريس وعيسى حراث وعبد القادر مقداد، وعز الدين المدني، البشير الدريسي ورجاء فرحات وعبدالعزيز المحرزي، والفاضل الجزيري، ولن يكفي المقام لذكر العشرات ممن يستحقون الذكر من سيدات وسادة المسرح، وأستحضر روح محمود المسعدي؛ لتطل على هذا المشهد وعلى الخشبة، قائلاً: يا صاحب السُدِ، سلاماً لروحك من مسرحيين شبابا هنا، وعوا قولك، وعرفوا الذئاب، التي تلبست دماء البشر فأعارتهم وحشة وظمأ وجوعاً، وأنبتت بأفواههم أنياباً حديدةً، فراحوا ينزفون عطر أرواحهم على منصات المسارح ومطارح الإبداع، يروون ظمأ الإنسان للجمال، وجوعه للحق، فتية لا يفسدون ولا يهدمون؛ بل يرتُقون جراح البسطاء بمراهم الحكمة، فتيةٌ معاولٌ للبناء في زمن الخراب، فسلاماً لروحك فيهم يا محمود المسعدي.وختم عبدالله كلمته مخاطباً المسرحيين بالقول: «دقوا دقات الحياة الثلاث وانطلقوا.. هذي الحياة لكم، وهذا مهرجانكم، المسرح مسرحكم، عشتم وعاش المسرح».وتم في الحفل، تقديم أعضاء لجنة تحكيم «جائزة صاحب السمو حاكم الشارقة لأفضل عرض مسرحي عربي»، التي يتنافس فيها 11 عرضاً مسرحياً من 9 دول هي: تونس والجزائر والمغرب ومصر والأردن والعراق وسوريا والإمارات والسعودية، وضمّت لجنة التحكيم رفيق علي أحمد (رئيساً) من لبنان، وخالد الرويعي من البحرين، والبروفيسور عثمان جمال الدين من السودان، والدكتور محمد مبارك من الكويت، ومحمد البكري من فلسطين.

مشاركة :