الانفاق الروسي على أولمبياد سوتشي كبح جماح الراغبين بالاستضافة

  • 1/12/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لندن (أ ف ب) - أنفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميزانية تقدر بـ 50 مليار دولار لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 في سوتشي، وهي ميزانية دفعت العديد من المدن للامتناع عن محاولة استضافة الألعاب. هذا الرأي عبر عنه بصراحة هيو روبرتسون، وزير الرياضة البريطاني السابق الذي أشرف على استضافة لندن أولمبياد 2012 الصيفي، ومدير التسويق السابق في اللجنة الأولمبية الدولية مايكل باين. وفي إشارة على توجس المدن من الدورات الأولمبية، سقطت في الأشهر الماضية - بضغط شعبي أو استفتاء - ترشيحات عدة لاستضافة الأولمبياد: روما وهامبورغ وبودابست انسحبت من السباق لاستضافة أولمبياد 2024 الصيفي، وسانت موريتز ودافوس السويسريتان وإينسبروك النمسوية تخلت عن مسعاها لأولمبياد 2026 الشتوي. ويقول روبرتسون الذي يرأس حاليا اللجنة الأولمبية البريطانية ان "الأنباء عن بلوغ كلفة أولمبياد سوتشي 50 مليار دولار كانت مضللة، اذ ان معظم المبلغ - نحو 48 مليارا - أنفق لتنمية المنطقة وليس الألعاب". يضيف "يمكن للناس التوصل الى استنتاجات خاطئة من هذه الأرقام، وهذا الأمر لا يشجع المدن للترشح مستقبلا، لاسيما اذا كان (المبلغ) نقطة جدل في الاستفتاءات، لأن الكلفة هي ذريعة لا يمكن مقارعتها". ويرى باين ان هذا التقدير الخاطىء كان يمكن تفاديه في ما لو قام رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في حينه البلجيكي جاك روغ بشرح الفارق بين الكلفة الفعلية لإقامة الألعاب، وكلفة تطوير المدينة المضيفة. ويعتبر انه في ظل هذا الابهام من الطبيعي ان تقول المدن الالمانية أو النمسوية "نعم، نشاهد الالعاب ونحب ان نشارك فيها، لكن لا يمكننا ان نستضيفها في ظل هذه الكلفة". وبحسب باين الذي عمل أيضا في منصب مماثل في بطولة العالم للفورمولا واحد، يجب على اللجنة الأولمبية الدولية ان تقوم بجهد إعلامي أكبر لشرح الفوارق بين الكلفة الفعلية لاستضافة الألعاب، والكلفة الاجمالية التي تنفقها مدينة أو أخرى على هامش استضافتها. ويوضح "اعتقد انها (الأولمبية الدولية) لا تسيطر على الجدل الاعلامي والتواصلي، وهذا أمر مهم جدا في الاستفتاءات (...) الألعاب في حال جيدة الا ان الطريق للعثور على مدن مضيفة هو عمل مستمر". ويرى ان ذلك "يتم العمل على إصلاحه، الا انه لم يصبح صالحا بعد"، معتبرا ان القواعد الناخبة المتبدلة والمعقدة، تجعل من نتيجة الاستفتاءات على استضافة الألعاب الأولمبية غير قابلة للتوقع، في دينامية جديدة لم تستوعبها بعد الهيئات الرياضية الدولية بشكل جيد. - إرث المرشحين - ويرى روبرتسون ان على رئيس اللجنة الأولمبية حاليا، الالماني توماس باخ، العمل لإعادة الألعاب الى أهدافها الأساسية، مشيرا الى ان "الحل هو تبسيط الألعاب وإعادتها الى قيمها الأساسية". ويعتبر ستراتوس سافيولياس الذي عمل كمستشار لعدد من المدن المرشحة لاستضافة الألعاب، مثل لندن 2012 وبيونغ تشانغ الكورية الجنوبية 2018، ان على اللجنة الأولمبية الدولية ان تدرس سبل الحفاظ على الارث بالنسبة الى المدن المرشحة، وليس فقط المدن المضيفة. ويرى ان على اللجنة ان تشرح خلال مراحل الترشح، ان الالعاب الأولمبية لا تسمح بوجود أي "خاسر"، بل ترفع من قيمة المدن الى منافسين أولمبيين سيحصلون على منافع مثل الاستثمارات والسياحة. ويشير الى انه على رغم فضائح المال والمنشطات التي تهز عالم الرياضة، وآخرها التنشط الممنهج في روسيا الذي منع بموجبه رياضيوها من أولمبياد بيونغ تشانغ 2018، الا ان المدن الكبرى يمكنها ان تروج لكون الرياضة "ترحب بالجميع بصرف النظر عن العرق، الدين، أو الاثنية، وهي تتخطى الأحكام المسبقة وتجمع العالم الذي يعاني من التشقق". © 2018 AFP

مشاركة :