وزير الغسكان الأميركي يلقي كلمته في الحفل التكريمي لذكرى مارتن لوثركنج في البيت الأبيض الجمعة (رويترز) «المجلة»: لندن رد الأفارقة بغضب واستياء (الجمعة) على تصريحات نقلتها وسائل الإعلام نسبت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هاجم فيها دولاً أفريقية عدة وهايتي، واصفاً إياها بأنها «حثالة». وقالت إبا كالوندو، المتحدثة باسم رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فقي لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا ليس جارحاً فحسب، باعتقادي، للشعوب ذات الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة، وإنما بالتأكيد للمواطنين الأفارقة كذلك». وأضافت: «إنه جارح أكثر بالنظر إلى الحقيقة التاريخية لعدد الأفارقة الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة رقيقاً». وتابعت: «الأمر أيضاً مفاجئ جداً؛ لأن الولايات المتحدة تبقى مثالاً إيجابياً جداً للطريقة التي يمكن أن تنبثق فيها أمة من الهجرة»، واصفة ما نقل عن ترمب بأنه «تصريح يثير غضباً كبيراً، ويتنافى تماماً مع السلوكيات والممارسات المقبولة». وغردت وزيرة خارجية بوتسوانا، بيلونومي فنسون – مواتو، بأن ملاحظات ترمب شكلت «ضربة موجعة» للعلاقات الدبلوماسية بين واشنطن والدول الأفريقية. وأعلنت بوتسوانا (الجمعة)، أنها استدعت السفير الأميركي لديها لتعرب عن «استيائها» إزاء التصريحات «العنصرية» التي نسبت إلى ترمب، وقالت الخارجية في بيان «نعتبر أن تصريحات الرئيس الأميركي الحالي غير مسؤولة وعنصرية إلى حد بعيد». وأكدت حكومة هايتي في بيان (الجمعة) أنها «تدين بشدة هذه التصريحات المشينة (…) وغير المقبولة لأنها تعكس رؤية سطحية وعنصرية مغلوطة تماماً». واعتبرت أنها «غير منسجمة مع العلاقات المتعددة التي نسجها تاريخ طويل من الصداقة والتعايش يوحد الشعبين في أقدم ديمقراطيتين» في القارة الأميركية. وكتب بطل العالم السابق في ألعاب القوى برنار لاغا، الذي يحمل الجنسية الأميركية منذ 2004 على «تويتر» «أنا ابن قارة عريقة اسمها أفريقيا، وفخور بذلك. إن أرثي متجذر بعمق في جذوري الكينية. سيد ترمب، أفريقيا ليست مكاناً قذراً». وإذ عبروا عن استيائهم من الملياردير الذي بات رئيساً، تقاسم كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لناطحات سحب حديثة أو مشاهد رائعة عن بلدانهم. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أن الملياردير الجمهوري استقبل في مكتبه عدداً من أعضاء مجلس الشيوخ للبحث في مشروع يقترح الحد من لمّ الشمل العائلي. في المقابل، سيسمح الاتفاق بتجنب طرد آلاف الشبان الذين وصلوا في سن الطفولة إلى الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تذكرها أن ترمب سأل خلال المناقشات «لماذا يأتي كل هؤلاء الأشخاص القادمين من حثالة الدول إلى هذا البلد؟». ولمح الرئيس الأميركي (الجمعة) إلى أنه لم يستخدم العبارات المسيئة التي أثارت غضب الأمم المتحدة ودفعتها إلى وصف كلامه بأنه «عنصري». وكتب أن «اللهجة التي استخدمتها في الاجتماع كانت قاسية، لكنني لم أستخدم هذه الكلمات». لكن السيناتور الديمقراطي ديك دوربن، أكد أن ترمب استخدم كلمة «حثالة» مرات عدة للإشارة إلى بعض الدول خلال اجتماع الخميس في البيت الأبيض محوره ملف الهجرة. من جهته، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، روبرت كولفيل، خلال مؤتمر صحافي في جنيف «إذا تأكد ذلك، فإنها تعليقات صادمة ومعيبة من جانب رئيس الولايات المتحدة. آسف، ولكن لا كلمة أخرى (لوصف ما قاله ترمب) سوى (عنصرية)». وكتب الغاني إدمون برايم ساربونغ على موقع «فيسبوك»: «سيد ترمب، سأرافقك يوماً إلى بلد حثالة اسمه غانا». وأضاف: «المحطة الأولى ستكون قصر أوسو ثم قصر إيلمينا، ومن ثم أكثر من أربعين قلعة استخدمت لاعتقال نحو ثلاثين مليون عبد ضربوا واقتيدوا بحراً (إلى القارة الأميركية). ولاحقا، سأروي لك تاريخ أفريقيا وكيف حولها أناس مثلك إلى قارة حثالة». وقال المعلق السياسي الكيني باتريك غاتارا: إن تصريحات ترمب لا تنطوي على «أي جديد» من جانب إدارة أميركية «عنصرية وجاهلة». وأضاف: «هذا لا يختلف عما تقوله هوليوود أو وسائل الإعلام الغربية عن أفريقيا منذ عقود. وما يشكل إهانة أكبر هو نفاق جميع من يدينون ترمب، علما بأنه ينبغي إدانته، من دون النظر إلى لهجتهم وسلوكهم». ودعا الناشط الكيني بونيفاس موانغي عبر «تويتر» إلى «عدم الخلط بين حثالة القادة الذين ننتخبهم نحن الأفارقة وقارتنا الجميلة»، مضيفاً إن «قارتنا مباركة، لكن (مسؤولين) إمبرياليين اغتصبوها بالتعاون مع قادتنا الحثالة منذ أجيال». وفي جنوب أفريقيا، اعتبر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، أن تصريحات ترمب «مهينة للغاية»، في حين وصفها اتني ويك اتني، المتحدث باسم رئيس جنوب السودان، الذي يشهد حرباً منذ ديسمبر (كانون الأول) 2013 بأنها «مشينة». في المقابل، أكدت مواطنة سودانية جنوبية تقيم في جوبا، أن تصريحات ترمب «في محلها تماماً» وقالت: «يوجهون إلينا إهانات مماثلة بفضل قادتنا الأفارقة». وكذلك في نيجيريا، أكد كثيرون عبر «تويتر» أن بلادهم «حثالة».
مشاركة :