مالطا مزيج حضاري وثقافي خلاب

  • 1/13/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: قرشي عبدون تقع مالطا بين صقلية وسواحل شمال إفريقيا، وهي عبارة عن أرخبيل من ثلاث جزر، ويعيش معظم سكانه في جزيرة مالطا، وثاني أكبر جزيرة هي غوزو التي تشتهر بالشواطئ والمناظر الخلابة، أما كومينو فهي أصغرها، حيث تبلغ مساحتها 3.5 كيلومتر فقط، ولا توجد فيها سيارات وتضم فندقاً واحد. ويمتد تاريخ مالطا إلى 7000 سنة، وتتمتع بشواطئ وأجواء جميلة، ما يعني إمكانية الاستمتاع بعطلة استرخاء تمتد طويلاً، أو تجوال لرؤية خليط معالمها الحضارية والثقافية ومعمارها الفريد، فكي لا تفتك أبرز هذه المعالم نقدم لك أفضل الأنشطة والأماكن التي يمكن زيارتها .عاصمتها فاليتا، صغيرة الحجم إلى حد كبير، حيث تغطي مساحة أقل من كيلومتر مربع، ما يجعلها سهلة الاستكشاف سيراً على الأقدام، شوارعها متميزة ومملوءة بالمباني التاريخية والمعمار الأوروبي القديم، وتضم منازل ذات شرفات بألوان مشرقة، فالمرء لا يحتاج حتى التجول في أنحاء المدينة، حيث يمكن رؤية مناظرها الخلابة ومرفأها البديع من حدائق «بركة» العامة. يوجد حول فاليتا عدد من المتاحف المذهلة، ومن أجملها متحف الآثار الوطني، حيث يضم مجموعة من الأعمال الفنية تشمل مقتنيات يعود تاريخها إلى 5000 سنة قبل الميلاد، حيث تربض داخل مبنى من أجمل المباني التاريخية للمدينة.رحلة المدن الثلاث توجد خدمات توصيل بالقوارب إلى المدن التاريخية الثلاث على حد سواء، من بيرجو، مرفأ فاليتا، ويعرف أيضا باسم فيتوريوسيا، ففيتوريوسيا، وسينغليا، وكونسبيكوا تعرف ب «الجزر الثلاث»، حيث أنشئت خلال القرون الوسطى، ولكن جذورها تمتد إلى أبعد من ذلك، فقد كانت تشكل المدخل الرئيسي إلى مالطا منذ زمن اليونانيين القدماء، فعندما يتجول المرء في أنحائها يكتشف أنها أقل حداثة من فاليتا، وأن طريقة حياتها تقليدية أكثر، لا سيما خلال فترة المهرجانات المفعمة بالحيوية والتي تقام على مدار العام. v الحصون التاريخيةيوجد حصن سينت ألمو قبالة مرفأ فاليتا، حيث لعب دوراً رئيسياً في الدفاع عن فاليتا خلال الحصار الكبير لمالطا عام 1565، ومرة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية. وفي الوقت الراهن يمثل مكاناً لإعادة التشكيلات العسكرية على أرض الواقع، كما يضم أيضاً متحف ناشونال وور، حيث يجد السياح أيضاً فرصة رؤية الحصون التاريخية حول الجزر المالطية. وفي القرن السابع عشر تم بناء عدد من أبراج المراقبة في أنحاء سواحل البلاد. وعلى الرغم من أن بعضها هدم خلال القرون التي خلت، إلا أن بعضاً منها ما تزال باقية، وبعضها يمكن الدخول إليه.جولة الشاطئتعتبر الفترة من أبريل/نيسان إلى أكتوبر/تشرين الأول، من أفضل الأوقات لزيارة الشواطئ، فالجزر الثلاث لديها شواطئ رائعة بحق، لاسيما المياه الصافية للسباحة فيها، وتشمل الشواطئ الشهيرة في الجزيرة الرئيسية شاطئ غوجن توفيتا، وجولدن باي، وكلاهما يوجد على الساحل الشمالي الغربي، أما شاطئ غوزو، فيشتهر بالغطس والإبحار، وكذلك يستحق شاطئ راملا هامرا، الزيارة للاستمتاع برماله الحمراء.المناظر الخلابة لو كان المرء ممن لا يحبون التشمس والاستلقاء على الشواطئ، يمكنه تجريب التنزه وسط الطبيعة الخلابة لغوزو، حيث ينصح السياح بالتوجه إلى هناك خلال أشهر الشتاء قبل اشتداد موجات البرد، ومع نهاية موسم الذروة، ويتوفر في مالطا أيضاً عدد من المدارس لتعليم ركوب الخيل وإدارة الإسطبلات، ومع ذلك توجد أفضل مسارات التنزه في السواحل الشمالية، أضف إلى ذلك الجزر الثلاث التي تتيح مواقع لتسلق الجبال والإبحار.البحيرة الزرقاءتوجد قبالة جزيرة كومينو، التي تعتبر مكاناً ملائماًَ لالتقاط الصور الخلابة، وتعتبر من أشهر المواقع السياحية في البلاد، بحيرة على الطريق بين مالطا وغوزو، فالزوارق المبحرة بين الجزيرتين بشكل دائم، تتوقف عند المياه الفيروزية المتلألئة للبحيرة، ولا توجد الكثير من الشواطئ حول البحيرة؛ لذا تكون المناطق التي بها الرمال مكتظة بالسياح؛ لذا ينصح بالذهاب إليها باكراً أو بعد الظهيرة لتلافي الحشود.مدينة مادينا الصامتة تعتبر مدينة مادينا من المدن المسورة التي تم الحفاظ عليها بشكل رائع، مبنية فوق تلة في شمال الجزيرة الرئيسية. عدد قليل من السيارات يسمح به في الجزيرة، ما أكسبها لقب «المدينة الصامتة». كانت مادينا هي عاصمة البلاد حتى منتصف القرن السادس عشر، وموطن لعدد كبير من أثرياء البحر الأبيض المتوسط، فبعد أن تم نقل العاصمة إلى بيرجو ومن ثم فاليتا، تدهورت مادينا، حيث ظلت على حالها بشكل كبير منذ ذروتها؛ لذا تضم بعض الأبنية التاريخية الرائعة وأماكن الاستكشاف. ويستطيع السياح إيجاد بقايا الفلل الرومانية خارج الأسوار مباشرة، ولم تتبق أجزاء كثيرة من الفلل، ومع ذلك يستطيع المرء رؤية الفسيفساء التي ما تزال على حالها، حيث تستحق المشاهدة. أفضل وقت للزيارة تتميز مالطا بمناخ البحر الأبيض المتوسط، ما يعنى أن البلاد تتمتع بأجواء معتدلة ولطيفة على مدار العام، يتميز صيفها عادة بالحرارة مع درجات حرارة تصل إلى 30 درجة مئوية، في يوليو، ومع ذلك فإن العديد من السكان المحليين يقضون عطلاتهم خلال منتصف أغسطس/آب، حيث تكون المطاعم والمحلات التجارية الصغيرة مغلقة، وتكون الشواطئ مزدحمة إلى حد ما، أكثر من المألوف. أما في فصل الشتاء فيكون الطقس معتدلاً، مع متوسط درجة حرارة يصل إلى حوالي 15 درجة مئوية،و قد يكون بارداً إلى درجة ما، بالنسبة لهواة التشمس. لو كان المرء ممن لا يحبون الزحام، ينصح بالتوجه إلى الشاطئ في مايو/أيار، أو سبتمبر/أيلول. الحياة البحرية لو يود السياح رؤية الأسماك في أماكن تكاثرها الطبيعي، فهناك مواقع غطس عديدة في مالطا، فالعديد من البلدات المالطية بجانب البحر لديها مدارس الغوص الخاصة بها، كما أن مياهها الصافية والهادئة مناسبة جداً لهواة الغطس المبتدئين، فمثلاً غار لابسي، القريبة من بلو غروتو، تعد من الأماكن الجيدة للغواصين والمتنزهين من كل أصحاب القدرات. مدينة الأنفاق بعض أكثر معالم مالطا مخبأة تحت الأنفاق، إنها مدينة رباط تشتهر بالمدافن تحت الأرض، حيث يعود تاريخها إلى عهد الإمبراطورية الرومانية، وتعتبر من أقدم المعالم المسيحية في البلاد، وعلى الرغم من أن عمرها يتجاوز أكثر من ألف سنة، يمكن للسياح مشاهدة بعض أروع الجداريات في المدافن تحت الأرض.

مشاركة :