حضت تركيا اليوم (الاربعاء)، إيران وروسيا على «تحمل مسؤولياتهما» باعتبارهما دولتين داعمتين للنظام السوري، من اجل وقف هجومه على محافظة إدلب المشمولة باتفاق مناطق خفض التوتر الذي تضمنه الدول الثلاث. ونقلت وكالة «الاناضول» عن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش قوله، إن «ايران وروسيا يجب ان تتحملا مسؤولياتهما في سوريا». واضاف «اذا كنتم دولاً ضامنة، والحال كذلك، فيجب وقف النظام. الأمر هناك لا يتعلق بمجرد هجوم جوي، النظام لديه نوايا أخرى وهو يتقدم في ادلب». واعتبر وزير الخارجية التركي ان وجود مجموعات تعتبر «إرهابية» في ادلب لا يبرر شن ضربات واسعة النطاق على كل اراضي المحافظة، متهماً النظام السوري باستهداف مسلحي المعارضة المعتدلة المدعومة من انقرة. وتابع تشاوش اوغلو «اذا كانت مجموعات إرهابية تتواجد هناك، فيجب كشفها وتحديد مكانها. العمليات يجب ان تتم بطريقة حذرة بمساعدة وسائل تكنولوجية». ويأتي هجوم النظام السوري قبل اسابيع من اجتماع يفترض ان يجمع في 29 و 30 كانون الثاني (يناير) الجاري ممثلين عن النظام والمعارضة في سوتشي، على أمل التوصل الى حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 الف قتيل منذ اندلاعه في 2011. وتقع ادلب على حدود تركيا التي تتخوف من تدفق لاجئين الى اراضيها في حال تصاعد هجوم النظام السوري. ونشرت تركيا قوات في محافظة ادلب لوضع مراكز مراقبة في اطار اقامة مناطق خفض التوتر التي تفاوضت عليها موسكو وطهران وانقرة. وبحسب تشاوش اوغلو، فان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يمكن ان يتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين «اذا لزم الامر» ليحضه على التدخل لدى دمشق. وقال «لا يمكننا غض الطرف، بذلنا الكثير من الجهود ولا يمكننا افساد كل شيء». وكانت وزارة الخارجية التركية استدعت أمس سفيري إيران وروسيا في أنقرة لإبلاغهما «استيائها»، ما تعتبره «خرقاً لحدود منطقة خفض التوتر في إدلب» شمال غربي سورية، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية تركية واعلنت المصادر نفسها أنه طلب من السفير الروسي إبلاغ موسكو بضرورة التدخل لدى النظام السوري لوقف عمليات القصف. وكانت تركيا اتهمت النظام السوري باستهداف مقاتلي المعارضة «المعتدلة» تحت غطاء العملية العسكرية ضد المتطرفين، معتبرة ان هذه التطورات يمكن ان «تقوض» المساعي الهادفة لانهاء النزاع. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو، انه «تحت غطاء مكافحة جبهة النصرة (سابقا)، تستهدف قوات النظام ايضا المقاتلين المعتدلين» في محافظة ادلب المجاورة للحدود مع تركيا، وفق ما نقلت عنه وكالة انباء «الاناضول». ورداً على سؤال حول هجوم النظام السوري بدعم جوي من روسيا على ريف ادلب الجنوبي الشرقي أجاب: «مثل هذا الموقف يمكن ان يقوض عملية التسوية السياسية للنزاع»، مشدداً أن «الذين سيتوجهون الى سوتشي يجب الا يقوموا بذلك». وقبل بدء العملية العسكرية للنظام السوري، نشرت تركيا قوات في محافظة إدلب لإقامة مراكز مراقبة في إطار «مناطق خفض التوتر» التي تم الاتفاق في شأنها بين موسكو وانقرة وطهران. وترفض انقرة أي مشاركة لوحدات «حماية الشعب الكردية» و«قوات سورية الديموقراطية» في محادثات سوتشي. وتدور نقطة الخلاف الأخرى بين أنقرة وموسكو حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواصل نظيره التركي رجب طيب اردوغان المطالبة بتنحيه، مستبعدا اي حل طالما لا يزال في السلطة.
مشاركة :