الشارقة: محمدو لحبيباختتمت أمس الأول في قصر الثقافة في الشارقة الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشعر العربي، وقد شهدت أمسية الختام إلقاء ستة شعراء قصائدهم، وحضرها محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة ومدير المهرجان، وقدمها الإعلامي السوداني عماد بابكر.البداية كانت مع الشاعر الأردني طاهر رياض، الذي وزع حيرته وقلقه الشعري المعرفي على الحضور حين قرأ عليهم قصيدته الرمزية «في مثل هذا الليل» والتي قال فيها:في مثل هذا الليل/ من سنة اقتران الجدي بالجوزاء/ لم ينم الكناري الصغير/ لفرط ما خفقتْ رياح في جناحيه/ ولم تهدأ وراء الباب/ همهمة الغراب/ في مثل ليل ليس ينفدُ مثل هذا الليل/ أيقظني حفيف فراشة/ وجرى غزال المسك بين أصابعي/ وتلفتت من حيرة أو حكمة في الصدر بومْ/ من أكون أنا هنا؟.الشاعرة الموريتانية مباركة بنت البراء استلهمت معاني الرحيلفي قصيدتها «رحيل» فقالت:من بين أزمنة المحاق/ من المسافات التي تُذكي حميم الاشتياق/ من سرك المرصود بالأحلام بالأمل المعاق../ تطل يا حلماً تأبد/ موجع الأعصاب ملتبس الخناق/ تطل مرهوناً بماضيك الذي عرف الخراب/ ها أنت ترقب من عيون التيه هودجها الجميل/ يا دار عبلة أقفرت/ لم يبقَ إلاكِ الدليل.الشاعر السعودي حيدر العبد الله الفائز بلقب «أمير الشعراء» في موسمه السادس، ألقى قصيدة «بريد من أم أوفى» وقال فيها:إلى «ابن أبي سُلْمايً» من أم أوفاهُ إليه وقد عوفيت من ضيم زلفاهإلى من أغانيه خدائنه ولا غرابة إذْ كانت فحولته فاهُ«لسانُ الفتى نصفٌ» ونصف لسانه فماذا تبقى منه والشعر نصفاهأعندك قلب يا زهير فأينه؟ أم الحربُ تبديه إذا الحبّ أخفاهُ؟أنا امرَأةٌ أخرى أحبَّتْ وكل ما أصاب خوابيها من الحب حرفاهُالدكتور محمد عبد الكريم الشحي من سلطنة عمان كان رابع الشعراء الملقين في الأمسية، وقرأ قصيدته «الإعصار» قال فيها:في سفح البدء القاني/ ساحتْ خلف الغيهبِ/ شمس الله لأول مرة/ كان الليل علامته الأولى/ وغزالته كانت أسراب النجم/ طري النشأة والخفقان/ وقف العارف لما انتبه لحمى الوله الأخضر في الدوران/ أكمل دورته الأولى، الستين، الألف، اللاتحصى/ كان يوزع في كل جهات الكون البصرَ المجذوب.الشاعرة المصرية هاجر عامر أنشدت مكرسة حضور الأنثى في شعرها، وذلك من خلال قصيدتها «أنثى» والتي قالت فيها:في الصمت أنثى تستلذّ عذابها وعناد عقلي ساعة الهذيانِوالقلبُ ينبضُ دقة أزلية من ذا يهدهد نشوةَ الإنسانِسَكْرى.. تراودُ نفسَها عن نفسِها حتى تضيءَ بيوسف الإيمانِأنثى.. لها في الحبِّ دعوة تائبٍ وصلاةُ صوفيٍّ وسبعُ مثانِيهيَ هاجرٌ تبكي على ظمأ الصفا والمروة انْتظر البكاء الثانيزمزم الدمعات تحت ردائها وجعٌ يخيطُ الروحَ بالأحزانِ عرافُ قريتِها يقول بأنها ما آمنت بنبوءةِ الفنجانِ وخطوطها بحرٌ بألفِ متاهةٍ والسندبادُ مغيَّبَ العنوانالشاعر والناقد البحريني الدكتور علوي الهاشمي، والذي استهل مداخلته بالحديث عن استعادة ذكرى الشاعر من قِبَل الناقد، حيث تتلاشى المسافة بينهما من حيث الاشتغال على الشعر، لكن تختلف الأمور حين الحديث عن قرض الشعر، ودراسة النص الشعري، وأنشد علوي عدة قصائد من بينها «اللحظات الهاربة» يقول فيها: فكرت مراراً/ أن أصطاد اللحظات الهاربة العجلى من عمري/ ففتحت شباك الكلمات/ وألقيت بها في بحر الكون الواسع/ كانت ذاكرتي تشبه نافذة الأفق المفتوحة/ وهي تطل على البحر/ وطفل يلعب في رمل الشاطئ/ يبني للريح منازلها/ ويجرجر فوق الزبد الطائر/ أذيال الضحكات الجذلى.
مشاركة :