متابعة: ضمياء فالح تستأثر قمة ليفربول ومانشستر سيتي اليوم بكل الأضواء في إنجلترا، خلال المرحلة ال23 من الدوري الإنجليزي، خصوصاً أنها أول مباراة لليفربول بعد رحيل نجمه البرازيلي كوتينيو إلى برشلونة.ولن تكون أهمية المباراة تنافسية، لان الكل يعترف ان لقب «البرمييرليج» هذا الموسم لن يذهب بعيدا عن مانشستر سيتي، بل لكون اللقاء تحديا خاصا لليفربول الذي يتطلع لان يكون أول فريق يلحق بسيتي الهزيمة الأولى هذا الموسم بعد مرور 22 جولة، حيث فاز «القمر السماوي» في 20 مباراة وتعادل في مباراتين، ويتصدر الترتيب ب 62 نقطة، بفارق مريح يبلغ 15 نقطة عن غريمه مان يونايتد، الذي يتقدم بدوره بنقطة عن تشيلسي، وليفربول رابعاً ب 44 نقطة، مقابل 41 لتوتنهام و39 لأرسنال.امتاز ليفربول بقدرته الهجومية الكبيرة هذا الموسم فسجل 50 هدفاً في 22 مباراة في البطولة حتى الآن، منها 17 للمصري محمد صلاح، الذي يحتل المركز الثاني في ترتيب هدافي البطولة بفارق هدف خلف مهاجم توتنهام الدولي هاري كاين. وتحدثت الصحف الإنجليزية عن قوة مانشستر سيتي وإذا كان في مقدور ليفربول الفوز عليه، وعنونت صحيفة التايمز: «كيف تتغلب على سيتي الذي لا يقهر؟»، وقدمت مجموعة من الحلول لليفربول لتحقيق الانتصار.ويتطلع ليفربول كذلك إلى محو الخماسية التي ذاقها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على يد مانشستر سيتي، وفيها طرد مهاجمه ساديو ماني بعد التحام قوي مع الحارس ايدرسون.ويبرز اسم الهولندي فان ديك مدافع ليفربول الجديد في المواجهة رغم أنه لم يكن يخطط لمقارعة سيرجيو أجويرو بعد وقت قصير من صفقة انتقاله القياسية (75 مليون إسترليني) من ساوثمبتون، وفي الوسط سيطلب كلوب مدرب ليفربول من مواطنه أيمري تشان تحجيم خطر البلجيكي كيفن دي بروين الذي ظهر في شريط فيديو بسن ال11 وهو يقول في أول مقابلة بعد تسجيل 4 أهداف: «فريقي المفضل هو ليفربول ولاعبي المفضل هو مايكل أوين وأود اللعب فيه».وستشهد المباراة حوارا كرويا جميلا بين محمد صلاح والمدافع البرازيلي فابيان ديلف، وهي أول مباراة لابن قرية نجريج، إحدى قرى مركز بسيون التابع لمحافظة الغربية، بعد رحيل زميله كوتينيو. صلاح أكبر اشقائه الثلاثة وبدأ اللعب في ساحة ترابية وتميز بقدمه اليسرى فلاحظ موهبته كشافة فريق المقاولون العرب في دوري «بيبسي للمدارس»، ورفض رئيس ناديه إبراهيم محلب بيعه للأهلي والزمالك في عام 2011 لأنه كان يرى أنه يستحق اللعب في أوروبا، وبدأ المشوار فعلا من بازل السويسري. يتطلع صلاح اليوم ليكتب اسمه كمحطم لآمال سيتي في الرقم القياسي بعدد الانتصارات رغم صعوبة المهمة مقارنة بخط هجوم سيتي الذي يضم إلى جانب أجويرو مهاجم ليفربول السابق رحيم سترلينج والألماني ليروي سانيه. وكشف سانيه لأول مرة عن رفض أكثر من محاولة ليورجن كلوب مدرب ليفربول حاليا ودورتموند سابقا لإقناعه باللحاق به عندما كان في أكاديمية شالكه لأنه لم يرغب في إغضاب مشجعي فريقه بالانضمام للغريم المحلي كما رفض محاولة ثانية في صيف 2016 عندما جاء عرض سيتي، ويستعد سانيه الذي سجل هدفين من الخماسية الماضية لتعذيب مواطنه مجددا اليوم. مباراة اليوم لها طعم خاصة لدى الألماني ايكاي غندوغان فقد سبق أن لعب تحت قيادة كلوب في دورتموند وكان يسميه «كلوبو» لعمق الصداقة بينهما، وبقيا صديقين حتى بعدما رفض عرض كلوب للحاق به في ليفربول في صيف 2016 والتحق بسيتي وكان أول صفقة لبيب جوارديولا، ويعلق غندوغان: «أتحدث مع يورغن في مختلف المواضيع، يحبني كثيرا كلاعب وأكون كاذبا لو قلت إنه لم يحاول شرائي لليفربول، لكن بيب جوارديولا دعمني وصمم على شرائي رغم إصابتي وما أشهده من النجاح معه دليل على أني لم أخطئ في قراري».واعترف غندوغان بقوة ملعب الأنفيلد وقال: «يمكن أن يكون الفوز منعطفا، فملعب الأنفيلد واحد من أصعب الملاعب في العالم وفي أيام ليفربول الجيدة كان لا يهزم به أبدا. ستكون مباراة ممتعة لأن كلا الفريقين هجومي، لا نستمتع بمواجهة خصم يضع 10 لاعبين في منطقة الجزاء. قهرنا تشيلسي ومانشستر يونايتد وجميع الفرق الكبيرة الأخرى وسوف نكرر نفس الشيء اليوم». وعما إذا كان الفريق مرشح لحصد 4 ألقاب أجاب غندوغان: «صعب، إذا قلت نعم فهذا يعني أنني أخالف المدرب وهذا ليس تصرفا ذكيا، أمامنا الكثير من المباريات والكثير من العقبات لكن كل شيء ممكن». وعن تكرار ما فعله فريق أرسنال الذي لا يقهر أجاب غندوغان: «نحن في وضع مريح ونستمتع بالقمة والفارق الكبير مع خصومنا يمنحنا الثقة». يتحدر ايكاي من عائلة متماسكة فيها شقيقه الأكبر ايكر وابن عمه أيلكان ووالده عرفان وعمه ووكيل أعماله ايلهان ويعلق ممازحا: «اسماؤنا تتشابه في العائلة خصوصا لدى الرجال، لا أعرف فكرة من كانت هذه». وسافر إسماعيل، جد ايكاي، من باليقيصر غرب تركيا واستقر في غليزنكرشن حيث عمل في مناجم الفحم وايكاي هو ابن الجيل الثالث في ألمانيا وعمل والده سائقا ووالدته آيتين طباخة في ناد صحي، بدأ ايكاي وشقيقه ايكر لعب الكرة في فريق غليزنكرشن - هيسلر 06 ويعلق ايكاي: «كان جل تفكير والدينا إبعادنا عن الشوارع، غليزرنكرشن ليست مدينة ثرية ومعدل الجريمة فيها أعلى من مثيلاتها لكنهما حرصا على إبعادنا قدر المستطاع عن المشاكل ونجحا في ذلك، أكملت دراستي تنفيذا لرغبتهما ونشأت في وسط متعدد الثقافات ولدي اصدقاء من أصول مغربية وتونسية وبولندية، العيش في وسط ثقافي متعدد يثري التجارب». فضل غندوغان العيش في شقة وسط مانشستر مثل مدربه على العيش في منزل مترف في ريف شيشير، ويعلق: «فكرة العيش مع ابن عمي في منزل كبير موحشة بعض الشيء كما أن قيادة السيارة 40 دقيقة ذهابا وإيابا يوميا لملعب التمرينات شيء مرهق، لذا لم يكن العيش في الريف خيارا بالنسبة لي، أنا جديد على المدينة وعلى البلد وأردت العيش في وسط المدينة كي أتعرف على الحياة والناس فيها والخروج في نزهة لشرب القهوة والتسوق». في المقابل، ذكّر الإنجليزي أليكس أوكسليد تشمبرلين مهاجم وسط ليفربول زملاءه بأن «لاعبي سيتي بشر ويمكن التفوق عليهم» وسأل، هم بشر أليس كذلك؟ واضاف: «صحيح أنهم لم يخسروا الكثير من المباريات لكن يمكن هزمهم، شاهدنا أداء بريستول سيتي أمامهم كما أن اللاعبين في الأنفيلد يشعرون بهدير المدرجات وحماسها، عندما كنت لاعبا في أرسنال كنت أتهيب من مباراة الأنفيلد لأنني أدرك أن ليفربول قوي على ملعبه مهما كان فريقه الخصم». واعترف تشمبرلين بصعوبة رحيل كوتينيو واضاف: «أنا كما قلت سابقا لا أحب رؤية رحيل اصدقائي وفيليب كان فعلا صديقا مذهلا لكنني أتمنى له كل التوفيق، الفريق لعب وفاز بشكل رائع بدون كوتينيو في المباريات الأخيرة فلدينا صلاح وماني وفيرمينو كما أن الرحلة إلى دبي وطدت علاقة اللاعبين ببعضهم وخففت من تأثير رحيل كوتينيو، مجيء فان ديك وتسجيله هدفا في الديربي منحنا أيضا شيئا إضافيا لنسعد به وقد نشر أجواء الثقة بشخصيته القوية».
مشاركة :