فيتامين «ب12» يحافظ على الدماغ والجهاز العصبي

  • 1/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر الفيتامينات من العناصر الضرورية التي يحتاج إليها الجسم باستمرار للقيام بوظائفه الحيوية، ومساعدة الجسم في الحصول على صحة جيدة، كما تقع عليها بعض المسؤوليات في الوقاية من بعض الأمراض والمشاكل الصحية، وتعطي الأجهزة الحيوية في الجسم درجة جيدة من الحماية والتعزيز العمل، وسوف نتحدث عن أهمية فيتامين «ب12» بالنسبة للجسم والصحة العامة.هذا الفيتامين لا يقل أهمية عن بقية الفيتامينات الهامة الأخرى، ويطلق عليه مسمى الكوبالامين، هو فيتامين قابل للانحلال في الماء، وأهميته مستمدة من دوره في تقوية عمل الدماغ والجهاز العصبي عموماً، وتعزيز وظائفه، كما يلعب هذا الفيتامين دوراً محورياً في تكوين خلايا الدم الحمراء، وينتج من أصل حيواني، ومنها اللحوم الحمراء، والكبد، والدواجن، وهناك جرعات محددة من هذا الفيتامين يجب دخولها للجسم يومياً، بهدف عدم الوقوع في المشاكل الصحية التي سوف نذكرها بالتفصيل، ورغم ذلك لم تذكر دراسات متعددة أية أضرار سلبية لتناول كميات أكبر من الجرعة المطلوبة والموصى بها عالمياً، ولذلك أكد الباحثون أن هذا الفيتامين آمن عند الاستهلاك وليس له أضرار جانبية، وينتج نقص هذا الفيتامين بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاصه، وليس انخفاض كميته في الغذاء، وفي هذا الموضوع سوف نتناول أعراض نقص هذا الفيتامين في الجسم، ووظائف فيتامين «ب12» في الجسم، وأسباب نقص هذا الفيتامين، وكذلك مصادر الحصول عليه. سوء الامتصاص يحدث نقص لفيتامين «ب12» نتيجة أسباب عدة، ويختلف هذا النقص من شخص لآخر، ومن هذه الأسباب الرئيسية حدوث خلل في امتصاص هذا الفيتامين، وليس في عدم تناول الأطعمة التي تحتوي عليه، وفي هذه الحالة يتعرض الشخص لنقص هذا الفيتامين رغم الكمية الكبيرة التي يحصل عليها من الأغذية، ويحدث سوء الامتصاص نتيجة ضعف إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة، وبالتالي يصعب هضم البروتينات بشكل جيد، ومعروف أن البروتينات هي أحد المصادر الرئيسية لهذا الفيتامين، وتفشل عملية الهضم في تحرير هذا الفيتامين للاستفادة منه، ولا تحدث عملية الامتصاص المعتادة لهذا الفيتامين، كما لا يستطيع الجسم امتصاص هذا الفيتامين أيضاً في حالة الإصابة بمشكلة التهاب المعدة الضموري لدى كبار السن بعد الوصول إلى الخمسينات، نتيجة تلف خلايا المعدة التي تنتج العامل الداخلي وهو بروتين سكري ينتج بواسطة الخلايا الجدارية في المعدة، ويعد من العوامل الهامة للغاية لنجاح امتصاص فيتامين «ب12» في الأمعاء، ويعرف في بعض الأحيان بالعامل المعدي الداخلي، ويفشل امتصاص هذا الفيتامين كذلك في حالة النقص في عنصر الحديد، وعند إصابة المعدة بنوع من البكتيريا يسمى الهيليكوباكتر المسببة لقرحة المعدة، التي تعوق عملية امتصاص فيتامين «ب12». العامل الوارثي يرجع السبب أيضاً في نقص فيتامين «ب12» إلى العوامل الوراثية، حيث يوجد لدى بعض الأشخاص عدم قدرة على تكوين العامل الداخلي، أو البروتين الذي يساهم في امتصاص هذا الفيتامين، نتيجة وجود جين وراثي معين، ومن العوامل الأخرى حدوث خلل نتيجة المناعة القوية للجسم، فبعض الأشخاص يتميزون بقوة زائدة لجهاز المناعة، والتي تقوم بمحاربة العامل المعدي الداخلي بشكل ذاتي، وبالتالي يفتقد الجسم وجود العامل الداخلي، وتفشل خلايا الأمعاء في امتصاص فيتامين «ب12»، ويمكن أن يتسبب استئصال جزء من المعدة أو الأمعاء الدقيقة بحدوث نقص ملحوظ في هذه الفيتامين، وكذلك تناول أدوية مضادات الحموضة بشكل متكرر ولمدة طويلة، والإفراط في تناول الكحوليات من عوامل نقص هذا الفيتامين، وتشمل مسببات النقص في هذا الفيتامين الإصابة بمتلازمة كرون، وهو من أمراض التهابات الأمعاء، ويهاجم كل طبقات أنسجة الجهاز الهضمي، مسبباً مشاكل وخللاً في عمل المعدة والأمعاء، وتؤدي الإصابة بأنواع معينة من البكتيريا إلى حدوث اضطرابات هضمية، ونمو الجراثيم والطفيليات، ما يفقد الجهاز الهضمي القدرة على امتصاص فيتامين «ب12»، وينصح الأطباء في حالة عدم توافر العامل الداخلي، أو البروتين السكري، يجب تناول فيتامين «ب12» كعلاج في صورة حقن، أو بخاخات من الأنف لعدم قدرة الأمعاء على امتصاصه وتوصيله للدم. اللحوم والكبد والحليب يتم الحصول على فيتامين «ب12» من المصادر الطبيعية للأطعمة الحيوانية، وهو ما يميزه عن الكثير من الفيتامينات الأخرى التي تتواجد في مصادر نباتية وحيوانية وعشبية، وتعد اللحوم الحمراء مصدراً غنياً بهذا الفيتامين وكذلك الكبد والكلاوي، والأسماك والدواجن والبيض والحليب ومنتجاته، ومنتجات الصويا والحبوب والمكسرات والخضراوات الداكنة، وهذه المصادر توفر هذا الفيتامين، سواء للأشخاص الذين يعتمدون على الأطعمة الحيوانية، أو الآخرين الذين يعرفون بالنباتيين، وفي حالة عدم إقبال هؤلاء الأشخاص على البيض واللبن، فيفضل أن تناول خبز الحبوب المدعمة بهذا الفيتامين، وأيضاً الأشخاص الذين يعانون مشكلة ضعف إنتاج حمض الهيدروكلوريك في المعدة يستحسن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هذا الفيتامين، كما ينصح الأطباء بعد استخدام الميكروويف في طهي الطعام لأنه يتسبب بفقدان هذا الفيتامين من الأغذية، ولم تسجل الأبحاث أي درجة من السمية عند تناول كميات كبيرة من هذا الفيتامين، وعندما يتم تناول هذه الأطعمة يكون فيتامين «ب12» مرتبطاً بالبروتينات، وفي المعدة تحدث عملية تحرير هذا الفيتامين من خلال عملية الهضم بإنزيم الببسين، ويرتبط ببروتين آخر ليصل إلى الأمعاء، وهناك يهضم هذا البروتين، ويتحرر الفيتامين، ثم يرتبط ببروتين مخصص لهذا الفيتامين تنتجه خلايا المعدة، وهو ما يطلق عليه العامل الداخلي ويرتبط الاثنان معاً بمستقبلات خاصة في خلايا الأمعاء الدقيقة، التي تسهل عملية الامتصاص إلى الدم والتخلص من العامل الداخلي، ولا تستطيع هذه المستقبلات التعرف إلى فيتامين «ب12» من غير العامل الداخلي، ويتم امتصاص ما يقرب من 98% من هذا البروتين بهذه الآلية، وباقية 2% يتم امتصاصها بواسطة الانتشار البسيط، ثم يصل هذا الفيتامين إلى الدم ويرتبط ببروتين موجود في البلازما، ويصل إلى خلايا الجسم من خلال مستقبلات مخصصة، من أجل القيام بوظائفه في الخلية كإنزيم يساعد على مهام مختلفة في الجسم، ويتم تخزين فيتامين «ب12» في الكبد بكمية تكفي استخدامات فترة تصل من 4 إلى 8 سنوات، لأن الكبد يحتوي على ما يقدر 600% من مخزون هذا الفيتامين. خلل الأعصاب يعمل فيتامين «ب12» كإنزيم مساعد في تمثيل البروبيونات والأحماض الأمينية، وكذلك في عمليات تمثيل البروتينات، وفي تصنيع الهيم المكون الذي يعطي اللون الأحمر للهيموجلوبين، ويساهم في تكوين غشاء البروتينات والدهون الذي يحيط بالألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي ويحميها، وتظهر بعض الأعراض في حالة نقص هذا الفيتامين من الجسم، وهي حدوث وخز وخدر في اليدين والقدمين، وتأثر الحركة، نتيجة قلة هذا الفيتامين الذي يؤدي إلى استهلاك مادة المايلين المغلفة للأعصاب ما يسبب المشاكل السابقة، كما يشعر الشخص بحالة من التعب والضعف في أوقات كثيرة، ويحدث خفقان للقلب بسبب نقص هذا الفيتامين لأنه يؤثر في تدفق الأوكسجين في الجسم، ويسبب النقص أيضاً ضعف وضبابية الرؤية وفقدان البصر، نتيجة تلف العصب البصري والأوعية الدموية في شبكة العين، ويلاحظ على الأشخاص الذين يعانون نقص في هذا الفيتامين ضعف الذاكرة، وسرعة النسيان، نتيجة التأثير السلبي في إنتاج هرمون السيروتونين في الدماغ، وتراجع في الذكاء وفقدان الذاكرة قصير المدى، ويحدث أيضاً مشكلة ضيق التنفس بسبب هذا النقص، وحدوث اضطراب في الجهاز الهضمي، ومنها الغازات والإمساك. الكمية والعمر تشير دراسة حديثة إلى أن الشخص يحصل على فيتامين «ب12» من خلال تناول الأطعمة، لأنه من الفيتامينات المركبة التي لا يقدر الجسم على إنتاجها، ويقوم الجسم بتخزين كميات كبيرة من هذا الفيتامين لحين الحاجة إليه، ويقوم الكبد بتخزين ما يقرب من 2500 إلى 3200 ميكروجرام.ويتم استعمال هذه الكمية لمدة سنوات، ولا يظهر تأثير نقص هذه الكمية إلا بعد نفاد المخزون وعدم دخول كميات جديدة للجسم، ويظهر أعراض نقصه بعد عدة سنوات، ويحتاج الجسم يومياً إلى كمية صغيرة للغاية من فيتامين «ب12»، حيث يحتاج الطفل الرضيع منذ أول يوم بعد الولادة إلى حوالي 0.5 ميكروجرام وحتى وصوله إلى 6 أشهر، وفي عمر 7 شهور تزيد الكمية إلى حوالي 0.6 ميكروجرام وتستمر حتى بلوغ الطفل عاماً، وبعد العام إلى سن 3 سنوات ترتفع الكمية التي يحتاجها الصغير إلى حوالي 1.2 ميكروجرام، وفي عمر 4 سنوات وحتى وصول الصغير إلى 8 سنوات تزيد الجرعة اليومية إلى حوالي 1.6 ميكروجرام، ومن 9 إلى 14 سنة تكون الجرعة حوالي 2 ميكروجرام، ومن 15 إلى ما فوق تصبح الجرعة المطلوبة هي 2.6 ميكروجرام، أما السيدات الحوامل فيجب توفر نسبة تصل إلى 2.8 ميكروجرام.وفي حالة النساء المرضعات ترتفع إلى حوالي 3 ميكروجرامات، وذلك حتى لا يحدث أضرار صحية للطفل والأم في هذه المراحل المختلفة.

مشاركة :