يعد الكبد من أهم الأعضاء داخل الجسم لما يقوم به من وظائف حيوية وهامة في حياة الأشخاص، وضرورة الحفاظ عليه واجب لحماية الصحة العامة، وأي إهمال في صحة الكبد يمثل خطورة على حياة الشخص، ويجب التحرك فور ظهور أية أعراض بسيطة عليه، والذهاب للطبيب المختص وعمل الفحوصات اللازمة، والمتابعة الدورية المنتظمة حتى الوصول إلى درجة الشفاء الكاملة، وأيضا الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أية علامات لمشاكل الكبد، يجب عليهم عمل فحوص دورية كل فترة، يمكن أن تكون سنوياً أو كل سنتين، وذلك للاطمئنان على صحة وسلامة الكبد وعلى مستوى أداء وظائفه الطبيعية.يمكن ملاحظة بعض التغييرات السلبية على الكبد من خلال النظر إلى العين، والكثير من الأطباء يؤكدون أن العين يظهر عليها علامات كثيرة تدل على أن الكبد لديه بعض المشاكل، ويوجد الكثير من الطرق والوسائل التي يمكن اتباعها لحماية الكبد من الأضرار، وكذلك بعض الإجراءات والأساليب البسيطة التي تعمل على وقاية الكبد من المشاكل والأمراض، وفي هذا الموضوع سوف نتناول طرق التعرف على اضطرابات الكبد من خلال ملاحظة العين، ونطرح بعض وسائل حماية الكبد من الأمراض، وبعض الفحوصات التي يجب عملها لمعرفة حالة الكبد باستمرار. جفاف العين يوضح الأطباء المتخصصون أن مشاكل وأمراض الكبد يمكن اكتشافها عبر علامات معينة تظهر على العين، لأن الكبد عندما يحدث له خلل ينعكس ذلك على غالبية أجهزة الجسم الأخرى، ومنها العين التي يظهر عليها بشكل ملحوظ هذه التغييرات السلبية، ويوجد مجموعة من العلامات التي تطرأ على العين، ويمكن من خلالها تحديد الأمراض التي تصيب الكبد، وأولى هذه العلامات حدوث جفاف للعين، وهذه المشكلة يمكن أن تحدث نتيجة أسباب أخرى غير أمراض الكبد، ولكنها عندما تظهر مع بعض الأعراض الأخرى، مثل شحوب لون الشخص، وانخفاض الرؤية خلال فترة الليل، والشعور بضبابية واضحة في العين، فذلك يدل على وجود خلل في وظائف الكبد الناتجة عن بعض الأمراض، وغالبا ما يكون الخلل في هذه الحالة ناتج عن نقص إمدادات الدم إلى الكبد، وبالتالي يحدث قصور في وظائف الكبد ينعكس على العين، ومن العلامات الأخرى التي تظهر على العين في حالة مرض الكبد، هي تحول لون بياض العين إلى اللون الأصفر، فمن المعروف أن العين تتمتع بلون أبيض ناصع البياض وعندما يظهر اللون الأصفر على البياض، أو ظهور بقع صفراء متفرقة داخل بياض العين، وغالبا ما يزيد اصفرار العين بشكل واضح ومركز عند زاوية العين قرب الأنف، وهذه العلامة عندما تظهر فلابد من الاهتمام وعدم التجاهل، لأن ذلك يدل على أن هناك خطورة على الكبد، ويعد مؤشراً على أن وجود جزء تالف من الكبد أو تليف حدث في الكبد وأثر سلبيا على وظائفه التي انعكست على صفار العين. بين الحاجبين تكشف المنطقة الموجودة بين الحاجبين على بعض الاضطرابات التي تحدث داخل الكبد، فمثلا عدم الانتظام بين الحاجبين يدل على وجود خلل في الكبد، وبينت دراسة حديثة أن المنطقة الموجودة بين الحاجبين تتصل مع الكبد بطريقة ما، وعند إصابة الكبد بأي مشاكل أو أمراض يظهر ذلك بصورة مباشرة وواضحة في هذه المنطقة الموجود بين العين والحاجبين، وحددها الأطباء بالخط العمودي الذي يقع بين الحاجبين، وعندما تظهر حالة من التجاعيد في هذه المنطقة في سن مبكرة لدى الشباب، يدل ذلك على وجود خلل في الكبد، وهذه التجاعيد تظهر واضحة عند خط العبوس بين الحاجبين، وتعد كل هذه العلامات مؤشراً على إصابة الكبد بخلل خطر، ومنها ضعف وظائف الكبد ووجود مشكلة مثل تليف الكبد، بالإضافة إلى وجود بدايات احتقان الكبد، أو على الأقل هذه العلامات تحذير واستغاثة من أن الكبد يقترب من التعرض لمشكلة الاحتقان، ويظهر التجعد بين الحاجبين بسبب الضغط العصبي المتزايد، ونتيجة تناول الدهون الزائدة داخل الطعام والتي تزيد من ارتفاع نسبة الدهون على الكبد، وأيضا تظهر بعد شرب الكحوليات التي تؤثر سلبياً على الكبد، ومن علامات خلل الكبد أيضاً ظهور جفن العين باللون الأصفر الواضح، وهو ما يشير إلى حدوث خلل داخل الكبد، ويجب التحرك لمعرفة نوع هذا الخلل وعلاجه، ونلاحظ تعرض بعض الأشخاص فجأة لهذه الحالة من اصفرار لون الجفون بقوة، والبعض يظهر لديه حول الجفون نتوءات صفراء فاقعة، وهذه الأعراض تبين وجود ارتفاع كبير في معدل الكوليسترول في الدم، وبالتالي يسبب زيادة تراكم الدهون على الكبد، ويتحول الكبد إلى مشكلة ما يسمى الكبد الدهني، وهذه العلامات والتحذيرات والتغييرات الملحوظة رسالة استغاثة من الكبد قبل الإصابة بالأمراض، لسرعة التحرك وإنقاذ الكبد من مزيد من التدهور والمضاعفات، كما يمكن اعتبار الهالات السوداء حول العين من الأعراض التي تدل كذلك على وجود خلل في الكبد، وذلك في حالة عدم وجود علاقة بين هذه الهالات وبين أمراض الجلد ومشاكله، وفي هذه الحالة تدل هذه الهالات على وجود ارتفاع في معدل الدهون حول الكبد، وتختفي هذه الهالات وتزول في حالة علاج مشكلة دهون الكبد والشفاء منها. الأدوية والماء توجد عدة وسائل وطرق يمكن اتباعها للحافظ على صحة الكبد وحمايته من التضرر والتلف، ومنها عدم تناول الأدوية والمسكنات والعقاقير المختلفة إلا بعد استشارة ووصف الطبيب لهذه العلاجات، لأنها عبارة عن مركبات كيميائية سامة، ولا يستطيع الكبد فهمها أو التعامل معها وتفكيكها، وغالبا ما تتراكم داخل الكبد مسببة بعض المشاكل، كما يجب الابتعاد عن الأدوية التي ليس لها مصدر موثوق، والحفاظ على رطوبة الجسم باستمرار بتناول ما يقرب من 4 لتر من الماء على مدار اليوم، وتنظيف الخضراوات والفاكهة جيدا قبل التناول، ويفضل وضع الخضار في الماء والخل لعدة دقائق، وذلك للتخلص من تأثير المبيدات الحشرية والكيماويات الموجودة على الخضار، فهذه المبيدات لها تأثيرات ضارة للغاية على الكبد، والمحافظة على أخذ قسط كاف من النوم العميق الهادئ، الذي يعمل على تهيئة الكبد للعمل والنشاط، ويفضل تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات جيدة من الألياف الغذائية، مثل الفواكه والخضراوات ذات الألوان الداكنة، وتناول البروتينات والأطعمة التي تشتمل على فيتامين «أ» وفيتامين «ب» 12 والنياسين والثيامين، وتجنب الدهون والأطعمة التي تسبب ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم، لتقليل فرص إصابة المرارة، كما يفضل الابتعاد عن الأطعمة المملحة والمدخنة، وتناول الغذاء الذي يحتوي على المعادن، وممارسة التمارين الرياضية والمحافظة على الوزن المثالي. أساليب الحماية يحذر الأطباء من خطورة استعمال الأدوات الشخصية للآخرين، فيمكن أن يسبب هذا السلوك الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي أو فيروس سي، أما بالنسبة للأشخاص المعرضين للإصابة بمرض السكري، نتيجة وجود هذا المرض في العائلة فيجب المتابعة الدورية المنتظمة للكشف المبكر عنه أو العمل على تأجيله قدر الإمكان، لأن مضاعفاته على الكبد تحدث مع عدم انتظام نسب السكر في الدم، ومن وسائل الوقاية أيضاً الذهاب للطبيب المختص في حالة ظهور أية أعراض وعلامات مثل اصفرار وشحوب لون الوجه، وأيضاً كما أشرنا اصفرار لون العين وتغير لون البشرة للون الأصفر، وأيضاً في حالة الانتفاخات والألم الحاد في منطقة البطن، وتغير لون الفضلات إلى الألوان الداكنة والسوداء، والإحساس بالإجهاد المستمر والرغبة في التقيؤ وفقدان الشهية.ففي هذه الحالات يجب عمل التحاليل والفحص اللازم لوظائف الكبد لمعـــرفة الحــقيقة، وفي غالب الحالات التي أصيبت بالتهــابات الكبد المتنوعة، كانت بسبب التلوث عن طريق الماء المختلط بالصرف الصحي، وكـــذلك عدم غسل اليدين قبل تناول الطعام، أو من تناول الغذاء والمياه الملوثة، وتنتقل الفيروسات عبر نقل الدم الملوث، ويجب الحذر والتأكيد من إجراءات السلامة عند نقل الدم، ومن وسائل الوقاية التقليل من المشروبات الغازية، والابتعاد عن تناول الكحوليات والمخدرات بأنواعها لأنها تدمر الكبد بصورة كبيرة.ومن طرق حماية الكبد تناول زيت الزيتون مع الأطعمة المختلفة، حيث كشفت دراسة حديثة أن زيت الزيتون يحمى الكبد من الضرر، وذلك بعد إجراء التجربة على مجموعات من الفئران، وتبين من النتائج أن المجموعات التي تناولت أعشابا تسبب التليف والأضرار للكبد تراجعت لديها نسبة الضرر بدرجة كبيرة عند تناول زيت الزيتون بانتظام مع الأطعمة المختلفة، مقارنة بمجموعات الفئران الأخرى التي لم يضف زيت الزيتون إلى النظام الغذائي لها. القهوة تقلل التليف توصلت دراسة بريطانية جديدة إلى أن تناول فنجان من القهوة صباحاً وبعد الظهر يقلل من الأضرار التي تصيب الكبد، وتمت الدراسة على 450 ألف متطوع، ومنهم 2000 ممن يعانون درجات متنوعة من تليف في الكبد، وبينت النتائج أن نسبة الخطورة على الكبد انخفضت بنسبة 24% في حالة تناول فنجان واحد من القهوة، وزادت نسبة انخفاض الخطر إلى 45% في حالة تناول فنجانين من القهوة يوميا، ووصلت إلى 58% في حالة تناول 3 فناجين يوميا، ثم بلغت 66% مع شرب 4 فناجين على مدار اليوم، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا القهوة تماما، كما كشفت 7 دراسات أخرى أن شرب المزيد من القهوة يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكبد، ووجدت دراسة سابقة أن هناك ارتباطا بين تناول القهوة وبين انخفاض خطر الإصابة بتليف الكبد، وأظهرت دراسة سابقة وجود علاقة قوية بين القهوة الأمريكية وبين انخفاض خطر التليف الكبدي، دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذا النوع من القهوة بالتحديد، ولم يعرف الباحثون المادة التي تؤدي إلى حماية الكبد والموجودة في القهوة، نتيجة وجود الكثير من المركبات الكيميائية داخل مكونات القهوة، ومن المعروف أن تليف الكبد يقتل أكثر من مليون شخص من جميع دول العالم سنويا.
مشاركة :