تقنيات الذكاء الاصطناعي تعزز قدرات الهواتف الذكية باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي محرك العصر في الكثير من المجالات التقنية، فلم يعد عملها يقتصر على الشركات والجهات الحكومية للاستفادة منها فقط، بل قامت أيضا الهواتف الذكية التي تمثل الرفيق الدائم للمستخدمين بالاعتماد على هذه التقنيات لتوفير مزاياها وخدماتها للمستخدم النهائي مباشرة.العرب [نُشر في 2018/01/14، العدد: 10869، ص(17)]هواتف بخدمات كمبيوترات لندن - يتطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، فبعد استخدامه في مختلف قطاعات التكنولوجيا، من المتوقع أن تتحول مزاياه إلى خدمات الهواتف الذكية. وتتنافس الشركات الكبرى المصنعة للهواتف الذكية مثل سامسونغ وآبل، وهواوي، على استثمار مبالغ طائلة في مجال الذكاء الاصطناعي بوتيرة يصعب على منافسيها من الشركات الصغرى مجاراتها. وبات الذكاء الاصطناعي معيارا جديدا للهواتف الذكية ويدعمها لتتجاوز مفهومها السابق وتصبح أول منصة حوسبة متنقلة ومن شأن التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أن تمكن الخوارزميات من مراقبة طريقة استخدام الناس لأجهزتهم، واستخدام تلك البيانات للتنبؤ بالسلوكيات وفهمها، وتمكين وتشغيل هذه الأجهزة عند مستويات ذروة الأداء. وتتوقع مؤسسة غارتنر أن تتمتع 80 بالمئة من الهواتف الذكية المشحونة بتقنيات ذكاء اصطناعي مدمجة بحلول العام 2022، ويتم توفير قدرات الذكاء الاصطناعي على الهواتف الذكية ذات المواصفات العالية فقط، حيث توفر حماية أفضل للبيانات وتحكما أكبر بالطاقة، وذلك بسبب معالجة البيانات وتخزينها بشكل داخلي ضمن الأجهزة.الهواتف الذكية المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تمتاز بأداء منقطع النظير بواقع 25 مرة مقارنة مع الأداء التقليدي ومن المتوقع أن تمتاز الهواتف الذكية المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بأداء منقطع النظير بواقع 25 مرة مقارنة مع الأداء التقليدي لوحدات المعالجة المركزية، وبمستويات كفاءة أعلى بمقدار 50 مرة لهذا النوع من وحدات المعالجة. وقد حددت مؤسسة غارتنر استخدامات مؤثرة للغاية في الهواتف الذكية، حيث ستسمح أنظمة استشعار العواطف والحوسبة العاطفية للهواتف الذكية بأن تكتشف وتحلّل حالات المستخدمين المزاجية والعاطفية والاستجابة لها. وسيتم تحسين قدرات الهواتف الذكية على التعرف على الكلام، وفي ذات الوقت فهم نوايا المستخدمين بالتحديد وبشكل أفضل. يذكر أنّ النتائج التي توصل إليها الباحثون في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال دراسة الكلمات المنطوقة ولغة الجسد كانت صحيحة بدقّة 75.6 بالمئة من مجمل الحالات التي تمت دراستها، بينما بلغت دقة تنبؤات الذكاء الاصطناعي 79.3 بالمئة، استنادا إلى الخصائص الصوتية فقط. وتكمن أهمية هذه التجربة في كشفها مدى تشفير البشر للمعلومات المتعلقة بمشاعرهم الأساسية عن طريق الأسلوب الذي يتحدثون به. ويرى الباحثون أن مكتبة الواقع المعزز ومكتبة التعلم الآلي، سوف تغيران عالم التطبيقات، ورؤية الذكاء الاصطناعي المستقبلية في الهواتف الذكية، وقامت شركة آبل بتوفير مكتبة التطبيق “آركيت” ضمن نظام التشغيل أي أو إس 11، هذه المكتبة تجعل تطوير تطبيقات تستخدم الواقع المعزز سهلا جدا مع إتقان شديد وغير مسبوق في هذا المجال، فلا توجد أجهزة ذكية حتى المدعومة بكاميرات خاصة للواقع المعزز تقوم بعمل أداء مشابه. وعن طريق استخدام الواقع المعزز يمكن مشاهدة الأثاث في مكانه الحقيقي وحجمه الحقيقي قبل الشراء، لكن هذه التجربة أصبحت مذهلة أكثر مع الذكاء الاصطناعي، لأن المطور مكن المزيد من التحكم عبر تغيير حجم الأثاث ولونه، حتى مؤثر سقوط الأثاث على الأرض رائع جدا. وتسعى شركة هواوي إلى الدخول في المنافسة المحتدمة على الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية من خلال معالج “كيرين 970” الذي يحتوي على ذكاء اصطناعي معزز قادر على منافسة أقوى مصنعي الهواتف الذكية.الهواتف الذكية سوف تصبح امتدادا للمستخدمين، حيث ستكون قادرة على التعرف عليهم والتنبؤ بخطواتهم التالية وستركز وحدة التشغيل العصبية من هواوي، والتي تعد جزءا أساسيا من معالج “كيرين 970”، على مهام الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالخدمات السحابيّة، إلى جانب الاهتمام بالعمليات الحسابية الفوريّة في الوقت الحقيقي بمختلف مراحل عمل الجهاز. ومن خلال توظيف مزايا الذكاء الاصطناعي القائمة على المنصات السحابيّة، ستقوم هواوي بتوفير خدمات مخصصة ومتاحة بسهولة على جهازها الثوري “مايت 10”. ومن الأمثلة عن الوسائط الجديدة التي سيستفيد منها مستخدم الهاتف الجديد، أنه يمكن أن تحدد عدسة الهاتف الذكي وجه الإنسان والحيوانات، وحتى النباتات، بالإضافة إلى سرعة عالية في الأداء. وأعلنت غوغل عن أداة “آركو ار” للمطورين، وهي خاصة بنظام التشغيل أندرويد، وتخطط الشركة لتضمين تقنيات الواقع المعزز في 100 مليون جهاز أندرويد بحلول نهاية العام الحالي. وسوف تتيح ميزة التعلم الآلي للهواتف الذكية التصرف بشكل مستقل، أي الاستجابة لأحداث معينة بشكل صحيح دون تلقين، فمع العديد من أجهزة الاستشعار، ستتمكن الهواتف الذكية من فهم سلوك المستخدم بشكل أفضل وتعلّم ما يناسبه، مثل القدرة على تحديد الوقت المناسب لاستخدام تطبيق ما. وسيمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية جمع الكثير من البيانات عن سلوك المستخدم وخصائصه الشخصية. ومن خلال ذلك يمكن للمستخدمين الحصول على حماية ومساعدة أكبر بشكل ديناميكي بالاعتماد على ماهية النشاط الذي يجري تنفيذه وبيئة الاستخدام التي هم فيها. ويرصد الذكاء الاصطناعي أنماط السلوكيات التي يتعذر على البشر ملاحظتها، كما يمكنه التدخل لإيقاف النشاط المثير للريبة قبل أن يخرج عن السيطرة، ويساهم ذلك في حماية البيانات المصرفية الموجودة على الهاتف الذكي وكشف محاولات الدخول إليها من غير المستخدم الحقيقي لها. ويمكن أيضا اكتشاف المحتوى الممنوع بشكل تلقائي، كما يمكن وضع علامة على الصور أو مقاطع الفيديو أو النصوص المرفوضة، ويمكن تفعيل حالات تنبيه متنوعة لإبلاغ المستخدم عنها. وتشمل مزايا التصوير الشخصي على الهواتف الذكية التي يمكنها إنتاج صور جميلة بشكل تلقائي بالاعتماد على تفضيلات المستخدم الجمالية الخاصة به وذلك باستخدام الشبكات العصبية المترابطة لمساعدة الذكاء الاصطناعي على تحديد الصور التي نصنفها نحن كبشر على أنها جيدة أو جذابة. ومع الذكاء الاصطناعي سيصبح ميكروفون الهاتف الذكي قادرا على التقاط أصوات العالم الحقيقية بشكل مستمر، ومن ثم تستطيع قدرات الذكاء الاصطناعي المتوفرة في الجهاز التعرف على هذه الأصوات وإرشاد المستخدمين، أو تفعيل أحداث معينة. ومن خلال تقنيات الحماية والتعلم الآلي والقياسات الحيوية بالإضافة إلى سلوك المستخدم، سوف يتم تحسين تجربة الاستخدام وتعزيز قدرات الخدمة الذاتية للهواتف الذكية. وسوف تصبح الهواتف الذكية امتدادا للمستخدمين، حيث ستكون قادرة على التعرف عليهم والتنبؤ بخطواتهم التالية. وسوف تفهم الهواتف الذكية المستخدم، وماذا يريد؟ ومتى يريد ذلك؟ وكيف يريد القيام بالأمر؟ بالإضافة إلى تنفيذ المهام تحت إشراف المستخدم.
مشاركة :