توقع خبراء ومحللون أن يكون العام المقبل مملوءاً بالأحداث المثيرة بالنسبة للمستثمرين، وفي مقدمتها الأحداث الجيوسياسية الكثيرة التي يترقبها العالم، أو التي حدثت العام الماضي ولا تزال آثارها حتى اليوم، فضلاً عن جنون التكنولوجيا الذي اجتاح العالم أجمع، والذي من المتوقع أن يقود توجهات الأسواق في 2018 الذي سيشهد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية وكأس العالم، علاوة على أن أنظار العالم ستتركز أيضا على التهديد النووي لكوريا الشمالية وتطورات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والإصلاحات الاقتصادية في الصين وغيرها من الأحداث.استباقاً للعديد من المعارك الطاحنة التي ستدور رحاها في الأسواق العالمية، أوردت CNBC عددا من العناصر التي سيكون لها التأثير الأكبر على الأسواق المالية في العام 2018. تحولات كبرى قال خبراء إن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل «فيسبوك» و«جوجل» وغيرهما ستواجه إجراءات أكثر صرامة من جانب الحكومات حول العالم في العام 2018، بعد أن نمت تلك الشركات وأصبحت كبيرة إلى درجة لا يمكن التحكم فيها، إضافة إلى تحكمها وسيطرتها على كم كبير من البيانات واستخدامها بطريقة لا تناسب في الغالب الكثير من مستخدميها، والقلق المرتبط باحتمالية استغلال تلك البيانات في توجهات سياسية.وتقوم العديد من شركات التكنولوجيا الأمريكية باتخاذ مقار رئيسية لها في دول الاتحاد الأوروبي بسبب أن الضرائب فيها أقل تشددا من الولايات المتحدة، ما يعني أن تلك الشركات تحتفظ بالجزء الأكبر من عائداتها وأرباحها فيها. وقال محللون إن الضرر الناتج عن تشديد الإجراءات الخاصة بالتعاطي مع شركات التكنولوجيا الكبرى سيشمل الحكومات أيضا وسيؤثر على عوائد تلك الشركات. وفي حين تتوقع العديد من الأوساط تسليط الضوء على شركات التكنولوجيا الكبرى العام الجاري، رجحت مصادر أن تصدر الحكومات الأوروبية قوانين وتشريعات خاصة لحماية بيانات العملاء من سوء الاستغلال والاحتكار الذي تمارسه تلك الشركات.وقال باحثون من بنك «يو بي اس» الذي يعتبر أكبر البنوك السويسرية إن الظروف المالية التي عاشتها شركات التكنولوجيا الكبرى في كل من الولايات المتحدة وأوروبا تعتبر «سهلة» ومكنتها من توسيع نطاق تحكمها في البيانات والموارد وغيرها. كما توقع الباحثون أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 3.8%. ترامب وماكرون من المتوقع أيضا أن يشهد العالم على الصعيد السياسي صراعا بين إيديولوجيات مختلفة تتمثل في كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أشار دانييل فرانكلين من مجلة إيكونوميست البريطانية إلى أنه وفي ظل تركيز أجندة ترامب على أمريكا دون غيرها من العالم، فإن ماكرون وعد العالم بنمط جديد من العولمة الشمولية التي تعزز من مستويات التنافسية وريادة الأعمال وحماية العمالة.وقد وجه العديد من أصابع الاتهام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه وضع سيادة الولايات المتحدة كأولوية له عوضا عن تحالفاته الدولية خلال الأشهر ال 12 التي قضاها رئيسا، رغم أنه يحاول إيجاد فرص عمل أفضل في الداخل الأمريكي وزيادة رواتب الموظفين، ولكنه على الجانب الآخر يحاول صراحة أن تستفيد أمريكا وحدها من علاقاتها التجارية مع دول العالم بغض النظر عن الآخرين، وهو الأمر الذي يؤكد الكثير من الأقاويل التي أشارت إلى أن رؤية ترامب الضيقة للعالم، تقف على النقيض تماما من رؤية ماكرون المنفتحة بشكل أكبر على العالم. وقد ظهر جلياً حجم الاختلاف بين إيديولوجيا كل من ترامب وماكرون، خصوصا بعد إشارات انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس للتغير المناخي، ووضعت فرنسا شعارا يكاد يكون مطابقا في سياقه مع ما وضعه ترامب شعارا لحملته الانتخابية «لنجعل أمريكا عظيمة مجددا». وفي ذات الوقت يحاول ماكرون جعل سوق العمل في فرنسا أكثر مرونة لتعزيز نمو اقتصاد بلاده. وتوقع خبراء أن تشهد الأشهر المقبلة إبراز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أنه القائد العالمي المنفتح الذي يناظر الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت الذي كان قائداً لمرحلة التطور الأمريكية. (وكالات)
مشاركة :