تحدثت في أكثر من لقاء تلفزيوني عن مشاهير السناب وما يروّجون له من دعايات مدفوعة الثمن للمطاعم والماركات والمحلات المختلفة -تحت ستار الجودة والنظافة والسعر المناسب- بينما في الواقع يوجد هدف آخر لتصاريحهم المتكررة وهو الترويج الإعلاني الذي بدأ يأخذ حيزا كبيرا من (سوالف) السنابيين، والضحية بالطبع المستهلك الذي يقع تحت ضغط أسرته نتيجة تأثرهم بهذه الدعايات، وربما يجهل الكثير من تلك الأسر أن هذا المشهور لم يتحدث بقصد عمل الخير أو الترفيه البريء، وإنما هو إعلان مدفوع الثمن حتى وصل دخل الكثير من المشاهير إلى مئات الآلاف شهريا جراء التغرير بالمستهلك وعائلته. كتبت أيضا في هذه الصحيفة قبل فترة محذرا من مشاهير السناب، وأنهم سحبوا البساط الإعلاني من الصحف لصالحهم، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالأغلبية تنظر لهذا السنابي بعين الرضا التي تتناسى عيوبه وتتجاهل أخطاءه وتركز على صولاته وجولاته في عالم التسوق، ويتمنى الكثير ان يصنعوا مثله، ولا أدل على ذلك من الحضور الكثيف للجمهور عندما يعلن هذا السنابي او السنابيه قدومه الميمون لبعض المعارض او المحلات لتتأكد من تأثيرهم على المستهلك وبالأخص فئة الشباب والشابات. نعيش حاليا في مرحلة تتطلب تنمية ثقافة الادخار نظرا للتحولات الاقتصادية التي نشهدها ويشهدها العالم أجمع وما يتبعها من ارتفاع للأسعار والفواتير وما تتطلبه هذه المرحلة من تخفيض شراء الكماليات والتركيز على الأساسيات، وهذا ما يتعارض مع مصالح السنابيين، لذلك من المفترض تفعيل الحق الخاص في هذا الجانب ليستطيع المتضرر مقاضاة السنابي عن أي ضرر لحقه بسبب دعايته المخالفة للواقع. أعجبتني حملة تبليك مشاهير السناب على تويتر والتي تؤكد تنامي الوعي بمخاطر هؤلاء وما يبثونه من تفاهات تضر ولا تنفع ولا تقدم شيئا للمجتمع. يوجد الكثير من المشاهير يرفضون هذا الأسلوب الدعائي الرخيص بسبب تعارضه مع الأخلاق والدين فلهم منا ألف تحية.