أكد القيادي في "الجيش السوري الحر"، العقيد فاتح حسون، أن إنشاء الولايات المتحدة قوة جديدة شمال سوريا قد يؤدي إلى تقسيمها واندلاع حرب طويلة الأمد في المنطقة. إقرأ المزيدالتحالف الدولي: نعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية جديدة في سوريا تضم 30 ألف مقاتل وقال حسون، عضو وفد الفصائل السورية المسلحة إلى مفاوضات أستانا، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الاثنين، إن "إنشاء واشنطن لقوات جديدة في الشمال لا يساعد على وحدة سوريا وحماية حدودها بل بالعكس تماما، فهي خطوة قد تؤدي إلى تقسيمها، وحدوث حرب طويلة الأمد على الحدود مع الجارة تركيا حليفة الثورة". وأضاف حسون أن "هذا سيؤثر على أمن تركيا القومي من جهة، وكذلك حرب طويلة الأمد مع مكونات الشعب السوري من جهة أخرى، حيث ما تزال جرائم التغيير الديموغرافي تحدث بشكل ممنهج على يد هذه الميليشيات الانفصالية". وأوضح القيادي في "الجيش الحر" أن "هذه الخطوة لا نراها إلا ضمن سباق تقاسم النفوذ الدولي والإقليمي في الملف السوري، وخاصة بين أمريكا وروسيا، وهي مرفوضة من قبلنا، كوننا طلبنا رسميا من الأمم المتحدة تصنيف حزب الاتحاد الديمقراطي وواجهته المسماة قوات سورية الديمقراطية منظمة إرهابية... وإذا بالرد الأمريكي هو زيادة دعم هذه القوى الانفصالية وجعلها نواة لما تسميه جيشا يحرس الحدود". كما شدد القيادي المعارض على أن الولايات المتحدة "باتت بعيدة عن أهداف الثورة السورية" بعدما تحالفت مع "ميليشيات مسلحة" شمال سوريا وقطعت الدعم عن فصائل "الجيش الحر" وزادته لقوات "قسد". واعتبر حسون أن الولايات المتحدة "يمكن أن تصحح هذا الخطأ بأن تكون قوات الجيش الحر هي نواة هذا الجيش، بتوافق مع الدول الإقليمية وخاصة تركيا"، موضحا بأن "واشنطن باتت بعيدة عن أهداف الثورة بالحفاظ على وحدة سوريا بعدما اتخذت الميليشيات الانفصالية حليفا لها". قال حسون إن الهدف الأول من تشكيل القوة الجديدة "هو منع انتشار القوات التركية على الحدود، والهدف الثاني تشكيل إقليم له حدود محمية قد يطالب بالانفصال لاحقا، وهناك أهداف أخرى غير معلنة"، متابعا أن هناك هدفا آخر يكمن في "زيادة نفوذ في المنطقة، وتقليل لنفوذ روسيا، ومماحكة لتركيا، حقيقة هو أشبه بأداة متعددة المهام، يمكن من خلالها تغليب مهمة على مهمة بالمساومة". وأعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة، أمس الأحد، عن تشكيل قوة أمنية جديدة لنشرها على الحدود السورية مع تركيا والعراق وشرقي نهر الفرات، قائلا إن هذه القوة ستضم 30 ألف مقاتل وستخضع لقيادة "قوات سوريا الديمقراطية". الولايات المتحدة تقدم على الأرض السورية دعما كبيرا بالسلاح والتدريب والتغطية الميدانية لتحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، الذي تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية عموده الفقري، و"حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي محوره السياسي. أما تركيا، التي تحالف معها "الجيش السوري الحر" خلال حملة "درع الفرات" العسكرية في شمال سوريا المنفذة بين 24 أغسطس/آب من العام 2016 و29 مارس/آذار 2017، فأعربت مرارا عن استيائها الشديد من هذه الخطوة الأمريكية، مهددة بالقضاء على "القوة الحدودية" حال تطلبت الضرورة. المصدر: سبوتنيك + وكالات رفعت سليمان
مشاركة :