تستعد المحكمة الجزائية المتخصصة قريباً في محاكمة المواطن المتهم في قضية الإقدام على قتل ابن عمه في الجريمة الإرهابية المعروفة بـ"داعشي يقتل ولد عمه"، والتي كان فيها الضحية يستنجد فيها بابن عمه ويرجوه ألا يقدم على قتله قائلا "تكفى يا سعد"، وتعتبر هذه القضية من قضايا الرأي العام التي أثارت المجتمع السعودي، حيث إنها وقعت في أيام عيد الأضحى عام 1436هـ. ومن جهته، أوضح المحامي والمستشار القضائي عبدالعزيز بن باتل لـ"العربية.نت" قائلا: إن ما أقدم عليه الجاني هو ضرب من ضروب الحرابة والإفساد في الأرض، حيث عمد إلى نفسٍ مصومةٍ بريئة وأزهقها بما يقتل غالباً، وبيَّن بن باتل أن المستقر قضاءً أن القاتل غيلة وغدراً يُقتل حداً لا قصاصاً ولا يُقبل فيه العفو مطلقاً، وحيث درست الهيئة العامة بالمحكمة العليا موضوع حد الغيلة وهل هو نوع من أنواع الحرابة من عدمه، وقررت أن قتل الغيلةِ هو ما كان عمداً وعدواناً على وجه الحيلة والخداع بما يأمن معه المقتول من غائلة القاتل، وهو بذلك ضربٌ من ضروب الحرابة، وبإنزال ذلك على الواقعة يتجلى أن القاتل ارتكب عدة جرائم في حق المقتول والمجتمع، منها تصوير الجريمة ونشرها والاعتزاز بها وترويع الآمنين بتصوير فصولها وإعلانه موالاة جهات خارجية ونزع يد الطاعة من ولي الأمر ونقض مبايعة ولي الأمر الشرعي. وأضاف الباتل أن لكل جريمة من هذه الجرائم وحدها عقوبة تقوم بذاتها إلا أن عقوبة القتل حداً تستوعب ذلك كله، ومع ذلك كلِه فإن الدولة كفلت للجاني الحق في الدفاع عن نفسه بذاته أو بواسطة، كما جعلت له ولغيره الضمانة القضائية القصوى لتحقيق العدالة وذلك بمرور الجاني بثلاث درجات قضائية عقب جمع الأدلة من لدن رجال الضبط الجنائي وسماع الأقوال وفحص البينات من قبل أعضاء النيابة العامة وانتهاءً بالقضاء الشرعي المتخصص متمثلاً بالمحكمة الجزائية المتخصصة مروراً بمحكمة الاستئناف وتصديق الحكم من المحكمة العليا، وهو ما يظهر ويجلي العدالة بالمملكة العربية السعودية بأبهى صورها. وكانت الداخلية قد صرحت عن تفاصيل القضية آنذاك عندما غدر الجناة بابن عمهم مدوس فايز عياش العنزي من منسوبي القوات المسلحة - تغمده الله بواسع رحمته - حيث تم استدراجه في يوم عيد الأضحى المبارك من قبل ابني عمه، من سكان محافظة الشملي بمنطقة حائل، ثم الغدر به وقتله. كما ارتكبا حينها جريمتين أخريين يوم الخميس الموافق 11 / 12 / 1436هـ، تمثلت الأولى في قتل اثنين من المواطنين عند مخفر شرطة عمائر بن صنعاء، التابع لشرطة محافظة الشملي، أما الثانية فقد تم فيها إطلاق النار على العريف بمرور محافظة الشملي عبدالإله سعود براك الرشـيدي مما نتج عنها مقتله. هذا وقد صرحت الداخلية أنه بناء على ما توفر لقوات الأمن من معلومات عن الجناة، وما نفذته من عمليات تمشيط أمني سريعة وواسعة بمشاركة طيران الأمن للحيلولة دون تمكنهما من الفرار بعيداً عن موقع ارتكابهما جرائمهما، تم بتوفيق الله رصد وجودهما في منطقة جبلية قرب قرية ضرغط بمحافظة الشملي، وبمحاصرتهما ودعوتهما لتسليم نفسيهما بادرا بإطلاق النار بكثافة تجاه رجال الأمن، فتم التعامل مع الموقف بما يتناسب مع مقتضياته، ما نتج عنه مقتل المطلوب (المصور) في الفيديو الشهير "تكفى يا سعد"، وإصابة شقيقه (القاتل) والقبض عليه، كما استشهد في هذه العملية الجندي أول نايف زعل الشمري، تغمده الله بواسع رحمته وتقبله في الشهداء. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد تداولت المقطع في حالة من الغضب الشعبي بسبب القتل بهذة الطريقة واستغلال العلاقة بين الجناة والضحية واستدراجه للتخلص منه بتأثير من جماعات إرهابية على العديد من أتباعه لقتل أقاربهم من رجال الأمن، واعتبار ذلك نوعاً من أنواع الجهاد.
مشاركة :