قالت سياسية كردية سورية بارزة لـ«رويترز»، إن المناطق التي يديرها الأكراد في سوريا تتطلع إلى قوة حدودية جديدة تدعمها الولايات المتحدة من أجل حماية نفسها في مواجهة التهديدات المتنامية من تركيا ومن دمشق. وقالت فوزة يوسف العضو البارز في السلطة التي تدير مناطق الحكم الذاتي التي يسيطر عليها الأكراد، إنه نظرا لأن الحل السياسي للحرب السورية المستمرة منذ نحو سبع سنوات لا يزال بعيد المنال، فإن المخاطر التي يواجهها الأكراد وحلفاؤهم العرب ما زالت كبيرة. ويعمل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يقاتل تنظيم «داعش» في سوريا منذ العام 2014، على تشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد مع فصائل سورية متحالفة معه في شمال البلاد. وواجهت الخطوة معارضة شديدة من تركيا، التي أغضبها بالفعل الدعم الأمريكي للقوات الكردية في سوريا، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا لمتمردين أكراد في جنوب شرق تركيا. وتقود وحدات حماية الشعب الكردية السورية تحالفا لفصائل مسلحة حارب تنظيم «داعش» في شمال وشرق سوريا، تحت راية قوات سوريا الديمقراطية. وسوف تتولى القوة الجديد حماية حدود المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وبدأ بالفعل تدريب مجموعة أولى من تلك القوات. وسوف تنتشر القوة الجديدة على طول الحدود مع تركيا إلى الشمال وعلى الحدود العراقية إلى الجنوب الشرقي. كما ستحرس القوة حدود المناطق على طول وادي نهر الفرات في مواجهة الجيش السوري المدعوم من القوات الروسية وفصائل مسلحة تدعمها إيران. وقالت فوزة يوسف، «هناك تهديدات من الدولة التركية. أيضاً النظام قام أكثر من مرة بالتصريح بالهجوم». وأضافت، «من أجل أن نتجنب أي هجوم… يجب أن يكون هناك قوة رادعة تقوم بحراسة الحدود التي تفصل بين مناطقنا والمناطق الأخرى… ويجب أن نحمي المكتسبات التي قمنا بتحريرها لحد الآن». ومنذ بدء الصراع في العام 2011، أنشأت وحدات حماية الشعب الكردية وحلفاؤها مناطق حكم ذاتي في الشمال. واتسع نطاق نفوذها بعدما انضمت إلى الولايات المتحدة في قتال «داعش». ومع قرب انهيار تنظيم «داعش»، عمل أكراد سوريا على تعزيز سلطتهم في الشمال. وتفادت الحكومة السورية إلى حد بعيد الاشتباك مع المقاتلين الأكراد، لكن لهجتها باتت عدائية على نحو متزايد. وفي حين يسعى زعماء الأكراد إلى المفاوضات، تعهدت الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون باستعادة الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. واتهمت دمشق، الولايات المتحدة بأنها قوة احتلال غير قانونية، كما اتهمت قوات سوريا الديمقراطية بالخيانة. وتوعدت دمشق اليوم الإثنين بإنهاء أي وجود أمريكي في سوريا.استبعاد من المحادثات واستعادت حكومة الأسد بدعم من روسيا وإيران أراضي كثيرة من الفصائل المعارضة ومن «داعش». وتسيطر وحدات حماية الشعب وحلفاؤها حاليا على أكبر منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية. وقالت فوزة يوسف، إنه برغم هزيمة «داعش»، «يبدو بأن المنطقة لن تستقر بسهولة». وأضافت، «إلى حين أن يتم الوصول إلى تسوية سياسية، المناطق بحاجة إلى حماية». وتابعت تقول في إشارة إلى القوة الحدودية التي ستعمل تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية، «هذه القوة هي قوة سورية وستحمي الأراضي السورية ضد المعتدين». وتقول الولايات المتحدة، إن لها حوالي 2000 جندي في سوريا يشاركون في المعركة ضد تنظيم «داعش». وقالت واشنطن، إنها مستعدة للبقاء في سوريا إلى أن تتأكد من هزيمة التنظيم، وحتى يحدث تقدم جيد في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع والتي لم تكلل بالنجاح. وقالت فوزة، إن مبعوثين من وزارة الخارجية الأمريكية، التقت معهم في شمال سوريا الأسبوع الماضي، أوضحوا، أن القوات الأمريكية لن ترحل قبل التوصل إلى تسوية سياسية. وأضافت، أن المسؤولين الأمريكيين قالوا، إنه يتعين أن تشارك جميع الأطراف السورية في العملية الدبلوماسية. وجرى استبعاد أكراد سوريا من محادثات السلام الدولية لسنوات بناء على رغبة تركيا. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الإثنين، إن الولايات المتحدة تحاول تشكيل «جيش ترويع»، على الحدود الجنوبية لتركيا وتوعد بسحق القوة قبل أن تولد. وتسبب دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب في ضغوط هائلة على العلاقات مع تركيا شريكتها في حلف شمال الأطلسي التي تعتبر تنامي نفوذ أكراد سوريا تهديدا لأمنها القومي. وتنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن عمليات مسلحة داخل تركيا منذ أكثر من ثلاثة عقود. وقالت فوزة، إن الدعم الأمريكي سيعزز الأمن في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، ويحول دون وقوع تفجيرات، كما يمنع تنظيم «داعش» من العودة. وأضافت، «داعش يمكن أنه تم إضعافه عسكرياً لكن هذا لا يعني بأنه سينتهي بشكل تام».
مشاركة :