الموسيقى يمكنها أن تسرد حكايات تسكت عنها الصورة

  • 1/16/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نخبة من النقاد المغاربة يقاربون العلاقة بين السينما والموسيقى انطلاقا من نماذج من الإنتاج السينمائي المغربي في إطار الدورة السابعة لمهرجان واد نون السينمائي.العرب  [نُشر في 2018/01/16، العدد: 10871، ص(15)]مخرجون تفوقوا في استعمال الموسيقى كعنصر أساسي في التعبير السينمائي كلميم (المغرب) – قدمت نخبة من النقاد المغاربة مؤخرا بمدينة كلميم جلسة نقدية قاربت خلالها العلاقة بين السينما والموسيقى تنظيرا وتحليلا انطلاقا من نماذج من الإنتاج السينمائي المغربي، وذلك في مداخلات بندوة حول “السينما والموسيقى: تقاطعات جمالية” نظمت في إطار الدورة السابعة لمهرجان واد نون السينمائي. وتراوحت المداخلات بين تلك التي اكتفت بقراءة نظرية للعلاقة “الجدلية” و”الوطيدة” بين الفن السابع والموسيقى باعتبارها عنصرا أساسيا من عناصر التعبير السينمائي، وتلك التي اشتغلت على نماذج من فيلموغرافيا السينما المغربية. وأعمل الناقد محمد شويكة معوله المفاهيمي على شريط “ميلوديا المورفين” للمخرج المغربي هشام أمال، معتبرا أن المخرج في عمله هذا كان واعيا كل الوعي بأهمية الموسيقى، انطلاقا من عنوان الشريط ووصولا إلى السرد بتقسيمه للشريط إلى مقاطع سمفونية. ويرى شويكة أن المخرج أمال فكر خلال إنجازه لهذا العمل بعقلية الموسيقي كأنه يعزف قطعا موسيقية، فيأخذ شريطه بذلك “بعده القيمي” من هذا المنطلق. وطرح الناقد عدة أسئلة عبر قراءة نقدية لمقاطع الشريط، متتبعا حالات البطل، والشريط يحكي قصة شخصية سعيد الطاير المؤلف الموسيقي الذي فقد ذاكرته إثر تعرضه لحادث سير، ويبين شويكة كيف حاول العمل استجداء الإبداع (الموسيقى) الهارب بعد الحادثة، واستلهام الألم وبالتالي علاقة الألم بالإبداع (تأليف البطل للموسيقى انطلاقا من ألم والده إثر المرض)، مرورا بانتقال الشخصية الرئيسية من حالة اللا إبداع إلى حالة الإبداع. وفي مداخلة بعنوان “من الأوبرا إلى السينما” اشتغل الناقد والسينمائي محمد باكريم على شريط “الصوت الخفي” للمخرج المغربي كمال كمال وقد عرضت مقاطع من الشريط، معتبرا أن الفيلم “مبني على أساس الأوبرا”، وأن الموسيقى في هذا العمل لعبت دورا وظيفيا وعنصرا دراميا وليست مكملة للديكور. وتعطي الموسيقى في شريط كمال كمال، بحسب بكريم، تارة ملخصا لأحداث الشريط وتارة توحي وبطريقة استباقية لما سيقع في الرواية، مستنتجا أن الأوبرا في “الصوت الخفي” تغذي السرد والبعد الدرامي للعمل بطريقة تقعيرية. أما الناقد أحمد سيجلماسي فتحدث عن أوجه الاتصال بين الموسيقى والسينما، مركزا على الخصوصية الفنية للفن السابع بالمغرب، حيث ذكر بقلة توظيف الألوان الموسيقية المغربية في الأعمال السينمائية بالرغم من أن الأعمال المهمة التي أنجزها مخرجون ومخرجات من قبل إيزا جنيني التي وظفت الموسيقى المغربية في عدة أعمال منها “أصوات المغرب” و”كناوة” و”الموسم” و”إيقاعات مراكش” و”العيطة”، وكذا المخرج أحمد المعنوني لا سيما في تجربة “الحال” التي تتبع فيها تجربة الفرقة الموسيقية “ناس الغيوان”.المهرجان قدم 15 فيلما كما تضمن ندوات وفقرات موسيقية ومنتديات خاصة بالمبدعين الشباب ودروسا في السينما وعرج سيجلماسي على البعض من الإنتاجات السينمائية المغربية التي كانت تعتمد في الغالب على الموسيقى لإنجاح الفيلم تجاريا، من قبيل “الحياة كفاح” (1968 إخراج مشترك بين أحمد المسناوي ومحمد التازي) الذي يحكي قصة المطرب عبدالوهاب الدكالي و”الصمت اتجاه ممنوع” للمخرج عبدالله المصباحي (1973) وبطولة المطرب عبدالهادي بلخياط، و”دموع الندم” للمخرج حسن المفتي والذي أدى فيه الراحل محمد الحياني دور البطولة. وحديثا، أشار الناقد إلى مخرجين تفوقوا في استعمال الموسيقى كعنصر أساسي من عناصر التعبير السينمائي منهم كمال كمال وهشام أمال، مبرزا أهمية اعتماد موسيقيين محترفين أثناء الاشتغال على النص السينمائي، ذاكرا نماذج لموسيقيين محترفين نجحوا في وضع موسيقى أفلام مهمة من أمثال يونس ميكري وبلعيد العكاف ومحمد أسامة وعادل عيسى وغيرهم. وبعنوان “أي موسيقى لأي سينما”، دعا الناقد خليل الدامون إلى فتح النقاش حول الموسيقى التصويرية وتوظيف الموسيقى من قبل السينمائيين الذين دعاهم إلى البحث عن الموسيقى المناسبة “التي تقول أمورا لا تشاهد على الشاشة”. وتحدث عن تاريخ الموسيقى في السينما انطلاقا من بدء وضع أسماء الموسيقيين في جينيريك الأفلام بعد بداية السينما الناطقة باعتبارها مكونا من مكونات العمل السينمائي، وصولا إلى تخصيص المهرجانات لجوائز الموسيقى باعتبارها عنصر إبداع وإمتاع وتشويق، مبرزا في هذا الصدد تجربة المخرج العالمي ألفريد هتشكوك الذي استعمل الموسيقى للتشويق. وتنافست في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة للدورة السابعة لمهرجان واد نون السينمائي 15 فيلما تمثل المغرب والعراق ومصر والجزائر وسوريا. وقد توج الفيلم القصير “الدار البيضاء بنتي” للمخرج المغربي عماد الزواغي بالجائزة الكبرى للدورة السابعة لمهرجان واد نون السينمائي الذي اختتم الأحد. وفاز بجائزة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة للدورة، التي ترأسها المخرج محمد الشريف الطريبق، فيلم “آيس كريم” للمخرج المصري محمد عصام أبوالعينين. ومنحت اللجنة، التي ضمت الفنان صلاح الدين بنوموسى والفنانة نورا الصقلي، جائزة أفضل موهبة سينمائية صاعدة للمخرج العراقي صاحب شريط “البنفسجية”.

مشاركة :