رئيس "الشورى": المسلمون يواجهون مخاطر تستهدف كينونتهم وبقاءهم

  • 1/17/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى، أن العالم الاسلامي اليوم يمتلئ بكل صنوف القهر والظلم، وأن المسلمين يواجهون مخاطر جسيمة تستهدف كينونتهم وبقاءهم كأمة وكشعوب، قائلاً " لقد اصبح الاعتداء على المسلمين اليوم ومقدساتهم وحقوقهم أمراً مباحاً لا يتردد في فعله حتى أضعف الأمم والشعوب، لقد استهانوا بأمر المسلمين فشردوهم وأذاقوهم صنوف العذاب في فلسطين وميانمار وفي دول أخرى، ومع ذلك أصبح بأسنا بيننا شديداً، فنحن إما نقاتل بعضنا بعضا أو نكيل الاتهامات لبعضنا لنقدمها للأعداء المتربصين بنا دون عناء وجهد منهم". وأضاف سعادته بأن المسلمين ضاعوا عندما ضيعوا الاسلام وأوامر الله، التي تأمر بالوحدة والتكاتف مستشهداً بقولة تعالى" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" .. مشيراً إلى أنه وعلى العكس فإن المسلمين في الوقت الراهن اختلفوا وتفرقوا ، قائلاً " أصبحنا نبدد جهدنا وطاقاتنا فيما لا ينفع بل في ما يؤدي الى إضعاف وتقليل شأننا بين الأمم" ، مستشهداً على ذلك بالحصار الجائر الذي تتعرض له دولة قطر ، قائلاً " فالحصار الجائر الذي يتعرض له اخوتكم في دولة قطر، وما ذكرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة حول الحصار والتي أكدت في تقرير رسمي لها أن الإجراءات التي قامت بها دول الحصار ضد دولة قطر تتجاوز حدود الإجراءات الدبلوماسية، وأنها ليست مجرد مقاطعة لأنها طالت جوانب إنسانية واقتصادية وحقوقية وغيرها، بل ان التقرير المشار اليه وصف تلك الاجراءات بأنها حرب اقتصادية". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة رئيس مجلس الشورى اليوم خلال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في دورته الثالثة عشرة والمنعقدة حالياً في العاصمة الإيرانية طهران، والتي استهلها بتقديم الشكر للجمهورية الاسلامية الإيرانية لاستضافتها هذا المؤتمر، كما تقدم بخالص التعازي في حادث ناقلة النفط الايرانية التي احترقت قبالة سواحل الصين. ولفت سعادة رئيس مجلس الشورى إلى أن هذا المؤتمر الجامع هو مؤتمر كافة الدول الإسلامية، معتبراً إياه ممثلاً لإرادة الشعوب الإسلامية المنضوية تحت هذه المنظومة، وتابع سعادته قائلاً "أود في كلمتي هذه التي أخاطب بها هذا المحفل لأول مرة، ومن خلالكم أخاطب أمتنا الإسلامية، أمة الخير إلى قيام الساعة، التي تحمل رسالة السلام والتسامح والإخاء، وأقول لكم أنكم على الحق لا يضركم كيد الاعداء ولا اساءاتهم لنا، والإسلام المفترى عليه ظلماً وزوراً وبهتاناً بالإرهاب والعنف بريء مما يفتري أعداؤه". ومضى سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى إلى القول، إن من ينكر فضل الإسلام والمسلمين على البشرية كمن ينكر ضوء الشمس في وضح النهار. وأضاف "إن أعلام الإسلام لا زالوا هم رواد الحضارة والتقدم والتقنية وما قامت العلوم الحديثة في الغرب ، إلا على مناهج المسلمين الأوائل وأبحاثهم، وستظل أسماء الأعلام من علمائنا البارزين مشاعل في كل علم، وسيذكر اسم جابر بن حيان مرتبطاً بالكيمياء وأبوبكر الخوارزمي والبوزجاني وعمر الخيام بالرياضيات، وأبوبكر الرازي وسنان بن ثابت بن قرة وابن سيناء بالطب، واسم الحسن بن الهيثم بعلم البصريات، وأبوحذيفة الدينوري وابن الرومية بعلم النبات، والقزويني والإدريسي بالجغرافيا وبالفلك والذين كانوا موسوعات علمية في العديد من المعارف والعلوم." وشدد سعادته على أن دين الإسلام ظل ينشر السلام والعدل زهاء خمسة عشر قرناً، قائلا " إن دين الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والسلام والمعاملة الكريمة لبني الإنسان بصرف النظر عن الدين والعرق واللون، ولكنني على يقين بأن طلوع الفجر يسبقه الظلام، والحق والنصر قادمان بإذن الله". وحول القضية الفلسطينية، قال سعادة رئيس مجلس الشورى" نحن في هذا المقام يعتصرنا الألم والأسى لما نشاهده يومياً من قسوة الآلة العسكرية للكيان الإسرائيلي التي تحاول بكل السبل كسر وتفتيت عضد المقاومة، ودولة قطر لم ولن تألو جهداً أو مسعىً في سبيل دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في وجه العدوان المستمر عليه". وجدد سعادته خلال المؤتمر دعوة دولة قطر إلى تفعيل كافة القرارات الصادرة بشأن القدس من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمرات العربية والاسلامية العديدة التي تبناها هذا الاتحاد. وفيما يخص الارهاب وحقوق الإنسان، لفت سعادته إلى أن دولة قطر تدعو إلى التفريق بين حق الدفاع ومقاومة الاحتلال وبين إرهاب المدنيين، وتؤكد أن معالجة ظاهرة الإرهاب لا تقتصر على الجانب الأمني بل يجب محاربته فكرياً وأيدولوجياً وتجفيف منابعه، وتابع " كما تدعو دولة قطر لتقديم الدعم للأقليات المسلمة التي تعاني من الاضطهاد والظلم في العديد من مناطق العالم وعلى رأسها الأقليات المسلمة في ميانمار وجنوب الفلبين وإفريقيا الوسطى وفي غيرها حتى لا تضطر للعنف دفاعاً عن نفسها ودينها". وفي ختام كلمته، أشار سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى إلى انضمام أربع نساء لمجس الشورى القطري في دورته الحالية، هن من ذوات الخبرة والكفاءة، وقال" إن ذلك يأتي في إطار زيادة انخراط المرأة في العمل السياسي ودورها". كما قدم سعادته الشكر لكل من جمهورية تونس وجمهورية الجزائر وجمهورية السودان على تنازلهم لمرشح جمهورية السنغال لتولي منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي، متمنياً للمؤتمر بلوغ غاياته وتحقيق ما يتطلع إليه المسلمون من رفعة وتقدم. يذكر أن فخامة الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية افتتح اليوم أعمال المؤتمر، حيث ألقى كلمة الافتتاح التي شدد فيها على أهمية تعزيز وتأصيل علاقات التعاون وتبادل وجهات النظر بين الدول الإسلامية، داعياً العالم الاسلامي لوضع الخلافات جانباً والاعتماد على امكانياته الداخلية الانسانية والاجتماعية والمضي نحو تطوير العالم الاسلامي، مؤكداً أن الانشغال بالنزاعات لا يوفر فرصة البناء والتنمية. وأضاف الرئيس روحاني ،في كلمته،" أنه عن طريق مشاركة الشعوب بشكل حقيقي وعادل في تقرير مصير بلادها يمكننا تجاوز الظروف الحساسة التي يمر بها العالم الاسلامي".. مشيراً إلى الدور الهام الذي تلعبه البرلمانات في عكس رأي الشعوب ومشاركتها في إدارة البلاد. وأوضح روحاني أن السبب الرئيسي لعدم استقرار المنطقة، هو الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، معتبراً أن الخطوة الأمريكية بحق القدس هي نقض لكل القوانين الدولية.. مشيراً إلى أن الإرهاب أدّى إلى انحراف البوصلة عن القدس وفلسطين. ونوه روحاني بأهمية دور البرلمانات الإسلامية ومنظمة العمل الاسلامي في توطيد الوحدة، وقال " إن العالم الإسلامي يواجه عقبات ومطبات جادة، ومواجهة تلك العقبات ومنها التدخل العسكري وبث التفرقة تكون من خلال حل مشاكلنا الداخلية".;

مشاركة :