أكد سعادة الدكتور توفيق عبد الله ييف سفير جمهورية أذربيجان لدى الدولة، في حوار لـ «العرب»، أن أزمة الحصار التي تمر بها قطر ليست في صالح المنطقة، والعالم الإسلامي بشكل خاص، مؤكداً ثقته في أن الحوار كفيل بتسوية الأزمة، شرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها. وفي حوار مع «» بمناسبة انتهاء مهامه بالدوحة، وتوشيحه بوسام الوجبة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس، تحدث سعادة السفير عن ذكرياته بالدوحة، قائلاً إنه لم يلمس طوال الأشهر السبعة الماضية أي نقص في السلع والمواد الاستهلاكية، وأن الحياة طبيعية جداً في الدوحة بفضل نجاح الدولة في توفير طرق بديلة لضمان التأمين الغذائي، معبراً عن ثقته في أن قطر ستخرج من الأزمة بفضل حكمة قيادتها وشعبها، بعد أن نجحت في استيعاب الصدمة الأولى بالحكمة والعقلانية، وتفاصيل أخرى في نص الحوار التالي:تغادرون الدوحة قريباً بعد انتهاء مهامكم، كيف تقيّمون حصاد إنجازاتكم لتطوير العلاقات الثنائية؟ ¶ خلال السنوات الأخيرة، شاهدنا تقدماً كبيراً في التعاون الثنائي بين جمهورية أذربيجان ودولة قطر، إن علاقات الصداقة القائمة بين الشعبين وقيادتي الدولتين هي قوة دافعة لتنمية التعاون بين البلدين الصديقين، ومن أهم الإنجازات خلال فترة عملي في دولة قطر زيارة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لأذربيجان في شهر مارس 2016، وزيارة فخامة رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف لدولة قطر في شهر فبراير 2017، وخلال هاتين الزيارتين تم التوقيع على 14 اتفاقية ثنائية، وبهذا وصل عدد الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين إلى 31 اتفاقية للتعاون في شتى المجالات، وعام 2016 تم تأسيس اللجنة المشتركة الاقتصادية والتجارية والفنية بين حكومة جمهورية أذربيجان وحكومة دولة قطر، وعقد أول اجتماع لها عام 2017 في مدينة باكو، وحينها قام سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة باكو، في أول زيارة رسمية على مستوى وزير الخارجية من جانب قطر لجمهورية أذربيجان، وكذلك علينا أن نذكر تسهيل إجراءات التأشيرة من كلا الطرفين. ما أجمل الذكريات الشخصية التي تحتفظون بها في قطر، من خلال احتكاككم بالمجتمع القطري من مواطنين ومقيمين؟ ¶ أحتفظ خلال فترة إقامتي في قطر طيلة عملي فيها كسفير بانطباعات طيبة جداً، فالشعب القطري يتميز بحسن ضيافته ومعاملته وحبه للخير، وسأذكر قطر وأصدقائي فيها دائماً، فذكرياتي الجميلة بالدوحة لا أنساها. برأيكم، ما الأولويات والقضايا التي ينبغي أن يعمل عليها السفير المقبل؟ ¶ إن العلاقات السياسية بين البلدين على مستوى عالٍ، هناك دعم متبادل لكلا البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبهذا الخصوص أود أن أنوه بأهمية موقف دولة قطر الشقيقة ودعمها في مساندة بلدنا للوصول إلى حل عادل وشامل للنزاع على (إقليم كاراباخ الجبلي) بين أرمينيا وأذربيجان، والعمل على تنفيد قرارات مجلس الأمن لمنظمة الأمم المتحدة ذوات الأرقام 822 و853 و874 و884 بخصوص رفع الاحتلال عن أراضي أذربيجان المحتلة. ولذا، المطلوب حالياً هو رفع مستوى العلاقات الاقتصادية إلى مستوى التعاون السياسي، لا سيما وأن تبادل الزيارات على أعلى مستوى بين الطرفين، وإنشاء اللجنة الحكومية الاقتصادية المشتركة خلال السنتين الأخيرتين قد فتح آفاقاً واسعة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، وهذا ما أدى إلى زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري، وآخذاً كل هذا بعين الاعتبار، فإن تنمية التعاون الاقتصادي الثنائي هي من أهم الأولويات حالياً. عشتم 7 أشهر في قطر تحت الحصار، كيف رأيتم تعامل دولة قطر مع الأزمة؟ وهل لمستم تأثيراً للحصار على الحياة الاجتماعية والاقتصادية؟ ¶ قطر تميزت في تعاملها مع تبعات الأزمة منذ اللحظة الأولى بالحكمة والعقلانية، مما أعطاها القدرة على استيعاب الصدمة الأولى للوضع الذي عاشته، ووفرت طرقاً بديلة لضمان التأمين الغذائي خاصة، وهذا ما شهدنا عليه نحن بصفتنا مقيمين في قطر، فالحياة طبيعية، وجميع السلع متوفرة في البلد. ونحن على ثقة بأن قطر ستخرج من الأزمة الحالية بحكمة قيادتها وشعبها، بما سيعود بالنفع عليها وعلى المنطقة بالكامل. وما قراءتكم لمستقبل الأزمة؟ ¶ يؤسفنا أن نرى خلافاً بين أشقائنا الذين دعموا قضيتنا الأساسية، وصوتوا لصالح وحدة الأراضي الأذربيجانية، لكننا نثق بتسوية الأزمة عن طريق الحوار بناءً على معايير وأعراف الشرعية الدولية، التي تطلب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام سيادة الدول وسيادة قراراتها، كما نثق بأن هذه الأزمة ستنتهي في أسرع وقت بحكمة قادة الدول المعنية، ونثق بأن تطبيع العلاقات بين أشقائنا العرب سيعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، وسيعمق روح التعاون في جميع المجالات بين جميع الدول بمنطقتنا. نحن نعتبر أن استقرار منطقة الخليج يلعب دوراً هاماً وأساسياً في استقرار منطقة الشرق الأوسط، كما أنه هام لوحدة موقف وتضامن العالم الاسلامي، خاصة في ظل ما نشاهده من قيام بعض المجموعات المتطرفة بتحريف الدين. أعلنت قطر انفتاحها على أسواق جديدة، ضمن رؤية جديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ما مدى اهتمام بلادكم بتطوير علاقاتها الاقتصادية والمبادلات التجارية مع قطر؟ ¶ نحن نرى حالياً منتجات محلية ذات جودة عالية في السوق القطري والإقبال عليها متزايد، ويسرنا استيراد منتجات أذربيجانية من قبيل عصائر، مياه معدنية، عسل، بيض وألبان إلى دولة قطر، إن جمهورية أذربيجان تهتم بتنمية علاقاتها الاقتصادية مع دولة قطر، وقبل سنة قام وفد اقتصادي كبير من أذربيجان بزيارة لدولة قطر، وتمت الموافقة على بعض الشراكات بين رجال الأعمال من الطرفين، وهذا ما سيسهم في زيادة التبادل التجاري، وسنرى النتائج قريباً إن شاء الله. ييف: نقدّر دعم قطر لوحدة أراضي أذربيجان قال سعادة الدكتور توفيق عبد الله ييف، سفير جمهورية أذربيجان لدى الدولة في حواره لـ «العرب»، إن بلاده تقدر موقف قطر الداعم لأذربيجان وتأمين وحدة أراضيها. وبمناسبة احتفال بلاده بعيد الاستقلال الشهر الجاري، أكد سعادة السفير أن قطر كانت من أوائل الدول التي اعترفت بسيادة أذربيجان الحديثة وأقامت معها العلاقات الدبلوماسية في 14 سبتمبر عام 1994. وأشار سعادة السفير إلى أن جمهورية أذربيجان وشعبها ستحيي الذكرى الثامنة والعشرين على أحداث العشرين من يناير عام 1990. وفي تلك السنة نفذت الآلة العسكرية السوفيتية الإرهابية بطشاً وقتلاً ودماراً ضد الشعب الأذربيجاني المسالم والمطالب بالحرية والاستقلال. وصنفت تلك الجرائم من أبشع الجرائم المرتكبة ضد البشرية في تاريخها. وعام 1988 قام الحزب الشيوعي السوفيتي السابق، بمحاولات متتالية من أجل فصل إقليم قاراباغ الجبلية الأذربيجاني عن جمهورية أذربيجان السوفيتية وضمها إلى أرمينيا، ممّا أدى إلى قيام الشعب الأذربيجاني بالدفاع عن وحدة أراضيه. وأضاف: «وبهدف قمع الحركة الشعبية التي دخلت دبابات الجيش السوفيتي إلى العاصمة باكو وعدة مدن أخرى لأذربيجان، حيث نفذت قتلاً وتدميراً فيها بإطلاق النيران على المواطنين المدنيين الأبرياء في 20 يناير عام 1990، مستخدمة شتى أنواع الأسلحة الفتاكة. وكان الهدف الأساسي لهذا العدوان إحداث تأثير معنوي وإيديولوجي على الشعب الأذربيجاني لإجهاز حركة الحرية وقمع إرادة الشعب الأذربيجاني الراسخ في نيل الاستقلال وإقامة دولته المستقلة المبنية على أسس العدالة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وقد استطاعت أذربيجان إعادة استقلالها بعد سنة واحدة من أحداث 20 يناير.;
مشاركة :