الخرطوم - عادل صديق: قال خبراء عسكريون وسياسيون سودانيون، إن قطر استطاعت تجاوز الحصار، المفروض عليها بفضل حكمة قيادتها وصمود شعبها وتفرد سياستها الحكيمة ودبلوماسيتها المتزنة فى تعاملها مع الأزمات في المنطقة، ونوّهوا إلى دور قطر ومكانتها فى المنطقة، وحرصها على تعزيز السلم والأمن الدوليين. وطالبوا فى تصريحات لـالراية بإيجاد حل سلمي للأزمة الخليجية، في إطار منظومة مجلس التعاون الخليجي. وقالت الباحثة السودانية والمهتمة بالشأن الخليجي جيهان موسى لـالراية «إن الأزمة الخليجية قوضت حُلم الكونفدرالية الخليجية والتي أكدت على أن مستقبلاً غامضاً يكتنف المنطقة حيث إن للأهمية والخصوصية الكبيرة التي يمثلها الخليج بالنسبة للمنطقة جعلت من انشغاله بأزمته الراهنة خسارة فادحة للمنطقة بصفة عامة ولبعض الدول التي كانت تعوّل على الخليج - انطلاقاً من تفوقه الاقتصادي - في مساعدتها وحلحلة مشكلاتها بصفة خاصة كفلسطين مثلاً. وقالت: الأزمة الخليجية كان بالإمكان عدم حدوثها أو على الأقل عدم وصولها إلى هذه المرحلة من التعقيد لولا السلوكيات غير المسؤولة التي تنمّ عن قصر نظر ودراية غير جيدة بتحديات المنطقة في الوقت الراهن. وقالت إن فشل القادة العرب والقمم التي يتداعون إليها في حلحلة قضاياهم أمر يؤكد أنهم طرف في صناعة وافتعال هذه الأزمات. وتضيف إن قمة الظهران الأخيرة التي جاءت في ظروف استثنائية تعيشها المنطقة كان من المفترض أن تكون أكثر جدية في الطرح والتعاطي، مع أزمتي الخليج واليمن وأن تكون مخرجاتها متفقة مع الأوضاع الراهنة وعلى قدر خطورتها إلا أنها كانت فاشلة ولم يحالفها التوفيق. وحذرت الباحثة من المبادرة السعودية بشأن تعزيز الأمن القومي العربي ومواجهة تحدياته الراهنة إذا كانت ستتجه إلى عمل عسكري لأنه سيدخل المنطقة في حرب الكل ضد الكل وتبرر التحذير بتجربة عاصفة الحزم التي تعد من التجارب الفاشلة التي اتخذتها السعودية وحلفاؤها جراء إخفاقها في حل الأزمة، وانتقدت مشاركة القوات المسلحة السودانية في التحالف والحرب ضد اليمنيين، وقالت إن التاريخ لن يرحم كل من شارك بالحرب في اليمن التي أصبحت أداة لتوازنات جديدة في المنطقة وأدّت إلى مزيد من تكريس لغة الغاب، وتواصل بالقول «ليس للسودان مبرّرات مقنعة لخوضها». من جانبه قال اللواء مهندس ركن دكتور أمين إسماعيل مجذوب الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي لـالراية هنالك رأي عام سالب من النخب السياسية والعسكرية والتشريعية تجاه مشاركة السودان في اليمن عبر قوات عسكرية، نتيجة لتحالف إقليمي بقيادة السعودية. وأضاف الخبير العسكري: جاءت مشاركة القوات المسلحة بقرار من الرئيس السوداني، وهو يملك الصلاحية، ولم يعرض الأمر على البرلمان السوداني لأخذ الموافقة التشريعية لتكتمل الموافقة والإجماع الوطني لانتقال القوات المسلحة للعمل خارج البلاد. وقال اللواء مهندس ركن دكتور أمين إسماعيل مجذوب، بعد اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح اتضح للمراقبين أن الأزمة اليمنية أصبحت تخضع للمناورات والصفقات بين المكونات اليمنية وليس أمر استعادة شرعية من مجموعة خارجة على القانون، وعزا المطالبات بسحب القوات المسلحة السودانية من التحالف إلى عدة أهداف تمثلت في مراجعة أهداف تحالف عاصفة الحزم الموضوعة والتي تحققت، بجانب مستقبل التحالف والذي يجب أن يحدد بنهاية مرحلة أو تحقيق أهداف وليس السير في طريق ذي اتجاه واحد بدون نهاية. وقال: كل التحالفات تحتوي على مكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية ولم تعد على السودان هكذا مكاسب، ويواصل: الخسائر المتصاعدة للقوات المسلحة السودانية دونا عن دول التحالف الأخرى تؤكد اقتصار العمليات العسكرية عليها فقط، مضيفاً إن هنالك قراراً يتم إعداده في مطبخ القرار السوداني سيكون له آثار قريبة وبعيدة المدى.