أقليات عراقية ترسم مصيرها بعد دحر «داعش»

  • 1/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عند مدخل برطلة في شمال العراق، نصبت شجرة ميلاد عند تقاطع طرق وُضِعت أسفلها صور تمجد «شهداء» طائفة الشبك، واحدة من الأقليات الإثنية والدينية التي تسعى إلى تحديد مصيرها بأيديها بعد دحر الإرهابيين. وفي قرية باز جركان، حيث تضررت غالبية المنازل أو دمرت بفعل المعارك، أعاد السكان من أبناء الطائفة الشبكية بناء مدرستهم بدعم من مساهمين، فعجّ ملعبها مرة أخرى بأصوات الأطفال الذين عادوا للعب مجدداً. وعلى بعد كيلومترات عدة من المكان، رمم هؤلاء مزاراً للإمام علي الرضا، وهو الإمام الثامن لدى الشيعة الإثني عشرية، فجره مقاتلو تنظيم «داعش» الذين يعتبرون الشيعة «كفاراً». ويقول معتصم عبد (47 سنة) المنضوي في صفوف «الحشد الشعبي» لوكالة «فرانس برس»، إنه «تجب إعادة بناء المزار بطريقة أجمل وأكبر، كي نقول للدواعش إنهم لم يفوزوا». أما عبد، الشبكي الذي التحق بـ «الحشد الشعبي» بعد فتوى علي السيستاني، أعلى مرجعية شيعية في البلاد، للقتال في وجه تقدم «داعش»، فيتطلع اليوم مع رفاقه إلى مستقبلهم. ولأتباع الطائفة الشبكية، الذين يبلغ عددهم 60 ألفاً في العراق، لغة خاصة، وهم يؤكدون أنهم جاؤوا قبل قرون عدة من شمال إيران. وعلى غرار المسيحيين والأيزيديين وغيرهم من الأقليات، استهدف الإرهابيون أماكن عبادة الشبكيين. ولهذا السبب، أجبروا على الفرار من قراهم خلال ثلاث سنوات من حكم تنظيم «داعش». ولم يعد عدد المسيحيين في العراق اليوم يتخطى الـ400 ألف نسمة، في مقابل أكثر من مليون شخص قبل عام 2003، أي ما يزيد قليلاً عن واحد في المئة من عدد السكان. واليوم، بعد أشهر عدة من استعادة السيطرة على كامل محافظة نينوى، أعيد ترميم كنائس وأديرة. وللمرة الأولى منذ أربع سنوات، علت أصوات تراتيل عيد الميلاد هناك. أما بالنسبة إلى الأيزيديين، الأقلية الناطقة بالكردية والتي تتبع ديانة توحيدية تقتصر على فئة معينة، فتمكنوا من إعادة بناء 20 من أصل 23 معبداً فجرها الإرهابيون في منطقة بعشيقة، شرق الموصل. ويقول أحد المسؤولين عن تلك المعابد هلال حسين علي لوكالة «فرانس برس»، إن «عمليات التأهيل تمت بإمكانات ذاتية وتبرعات خيرين من أهالي المنطقة من جميع الأديان والمكونات، سواء من الأيزيدية أو المسلمين أو المسيحيين».

مشاركة :