رسالة برشلونة باعثة للإحباط واليأس في نفوس منافسيه الذين يرون بأعينهم مراحل المسابقة تمر والمتصدر لا يفتر.العرب [نُشر في 2018/01/17، العدد: 10872، ص(23)]تجرّع الهزيمة يولّد القوة مدريد – بعدما أنهى الدور الأول من بطولة الدوري الإسباني “الليغا” بشكل مثالي، يبدو أن برشلونة تنتظره آفاق رائعة، فبالإضافة إلى نتائجه المبهرة نجح النادي الكتالوني في تطوير أدائه وعقد صفقات شراء لاعبين جدد من العيار الثقيل. وبعث برشلونة بقيادة المدير الفني إرنستو فالفيردي برسالة شديدة اللهجة لكل منافسيه، بعدما فاز الأحد 4-2 على ريال سوسيداد على ملعب الأخير، الذي لم يسجل فيه أي انتصار منذ 11 عاما. وحقق برشلونة انتصاره التاريخي هذا بعد أن قلب تأخره بهدفين نظيفين إلى فوز عريض وبعد أن قدم أداء مذهلا في شوط المباراة الثاني. وكانت رسالة برشلونة باعثة للإحباط واليأس في نفوس منافسيه الذين يرون بأعينهم مراحل المسابقة تمر والمتصدر لا يفتر، محققا 16 انتصارا وثلاثة تعادلات في 19 جولة زار خلالها ملاعب عرفت بصعوبتها مثل ملاعب ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد وبلنسية وفياريال. وقال فالفيردي “السر لا يكمن في أننا قمنا بإعداد خطة لتحقيق أشياء كبيرة ولكنه التقدم خطوة بعد أخرى، بالإضافة إلى أننا لم نسمح بتسلل هذا الشعور الكارثي الذي يضرب جميع الفرق والذي يتمثل في رؤية العالم ينتهي عند تجرع الهزيمة”. ونجح فالفيردي في عزل برشلونة عن هذه الآفة الفطرية التي تصيبه خلال الأوقات العصيبة وعن أحداث مباراتي كأس سوبر إسبانيا اللتين مني الفريق في مجموع نتيجتهما بالهزيمة بخمسة أهداف مقابل هدف على يد ريال مدريد، فالمدرب الإسباني لم يوح لفريقه بأن العالم قد انتهى بسقوطه بل بأن تحقيق الأحلام لا يزال ممكنا. وأضفى فالفيردي على الأجواء داخل غرفة تغيير ملابس برشلونة نوعا من العقلانية مدعومة بقرارات حكيمة تمهيدا لإعادة بناء الفريق. وفي البداية نجح فالفيردي في تدعيم الجانب النفسي للفريق بتحقيق نتائج إيجابية معتمدا على زيادة الصلابة الدفاعية، ومع مرور مراحل “الليغا” بدأنا نرى فريقا ليس فقط مقنعا وقادرا على المنافسة، بل رائعا وجميلا أيضا. وتقدم أهداف برشلونة العشرة في المراحل الثلاث الأخيرة بالدوري الإسباني، بما فيها أهدافه الثلاثة على ملعب سانتياغو بيرنابيو، معقل ريال مدريد، توضيحا للتطور الحاصل في الشق الهجومي لفريق بدأ يجذب الأنظار ويثير الإعجاب متمتعا بنهم كبير لتحقيق الانتصارات كما أظهر في المباراة أمام ريال سوسيداد. والعجيب في الأمر أن برشلونة نجح في إعادة بناء نفسه في الوقت الذي غاب فيه اللاعب البرازيلي نيمار وبوجود نفس عناصره الذين لم ينجحوا في الموسم الماضي إلا في الفوز بلقب كأس ملك إسبانيا فقط.قوة برشلونة ستزيد في الفترة المقبلة بفضل العناصر المنضمة له كالفرنسي عثماني ديمبلي والبرازيلي فليبي كوتينيو ومن الناحية النظرية ستزيد قوة برشلونة في الفترة المقبلة بفضل العناصر المنضمة له حديثا كالفرنسي عثماني ديمبلي الذي يعاني من إصابة جديدة ستبعده شهرا عن الملاعب، والبرازيلي فليبي كوتينيو الذي انضم لصفوف برشلونة قادما من ليفربول الإنكليزي ولكنه يعاني من الإصابة أيضا، وذلك يعني أن برشلونة لم يستعن بعد بصفقات كلفت خزائنه أكثر من 215 مليون يورو. ولا يملك برشلونة تقديم أفضل مما هو كائن بالفعل بعد أن بدأ الموسم تحيطه الشكوك من كل جانب ولكنه الآن لا يحصد سوى تثبيت قدميه بشكل أكبر في كل يوم. وها هو فالفيردي رسخ فكرة التغيير لتدركها وتستوعبها على الفور أذهان لاعبي النادي، الذي تبدو السماء في الوقت الراهن هي حدود طموحه اللامتناهي في ظل ظروف مواتية وأسباب دافعة لتحقيق النجاح. وبعد الفوز المثير الأخير 4-2 على ريال سوسيداد، أصبح برشلونة الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة حتى الآن هذا الموسم من بين عمالقة الدوريات الأوروبية الكبرى، وذلك بعد خسارة مانشستر سيتي 3-4 أمام ليفربول في الدوري الإنكليزي الممتاز. وفي هذا الصدد قالت صحيفة موندو ديبورتيفو إن البارسا لعب 29 مباراة على التوالي حتى الآن هذا الموسم ولم يخسر في أي منها، (19 في الليغا، 16 فوزا و3 تعادلات)، 4 في كأس “3 انتصارات- تعادل واحد”، 6 في دوري أبطال أوروبا “4 انتصارات – تعادلان”. وبذلك تمكن برشلونة بقيادة المدرب إرنستو فالفيردي من كسر الرقم السابق للفريق في عهد المدرب الأسبق بيب غوارديولا موسم 2010-2011 “28 مباراة”، فيما أصبح على بعد 10 مباريات من الرقم لويس إنريكي موسم 2015-2016 “39 مباراة”. ومن ناحية أخرى أشارت الصحيفة إلى أن الفريق الكتالوني أنهى الدور الأول من الليغا في الصدارة برصيد 51 نقطة.
مشاركة :