الباحث الكويتي النامي: تخلي الاعلام التقليدي عن دوره فتح المجال أمام «الاعلام الفوضوي»

  • 1/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت جمعية الصحفيين البحرينية الباحث والكاتب السياسي الكويتي وأحد البارزين على مواقع التواصل الاجتماعي مشعل النامي للحديث حول دور الإعلام والرأي العام في الأزمات. وتقدم الباحث الكويتي بالشكر إلى جمعية الصحفيين ورئيسها الأستاذ مؤنس المردي على الدعوة، مشيرا إلى أن الاعلام في الوطن العربي تنقصه القدرة على تحريك الرأي العام كما كان في السابق، بعد أن طغت وسائل التواصل الاجتماعي على قدرته. وقال الكاتب النامي خلال ندوة «الإعلام وأزمات المنطقة» أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت أن تسحب البساط من تحت الإعلام التقليدي، إلى أن باتت أحد الأدوات التي تحركه بحيث يستجيب لما يتم تداوله فيها ويبدأ في التحرك بنفس الاتجاه كتابع، لافتا إلى الفرق بين الإعلام العربي والغربي بشأن تحريك الرأي العام. وفيما اشار الكاتب إلى أن وظيفة الاعلام في الغرب هي تحريك الرأي العام تناول القانون الذي أصدرته الولايات المتحدة الأمريكية في عشرينات القرن الماضي بمنع الخمور والذي واجه معارضة شعبية جارفة استمرت لقرابة 13 سنة ولم يستطع الإعلام آنذاك توجيه الرأي العام للموافقة على القانون.وأكد النامي أن القوانين التي لا تحظى بموافقة شعبية لا تحصل على شرعية عند تطبيقها وربما تحدث مشكلات اجتماعية، مشيرا إن إعطاء الشرعية لأي قانون تأتي من الشعب، فعندما يؤمن الرأي العام بقضية فإنها تأخذ زخما ويأتي دور الإعلام المفترض فيه تكوين الرأي العام بتسليط الضوء على قضية فيعطي للحدث بعد إعلامي كبير، وبذلك يكون الإعلام هو من يصنع الحدث وهو أيضا من يتجاهله.وقال الباحث الكويتي النامي «إن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت وفرة معلوماتية منحت للبشر حق الحصول على المعلومة التي كانت مقتصرة على الوسائل الإعلامية الرسمية، لكن ظلت مصداقية الخبر محصورة في تلك الأخيرة، فحين ينتشر خبر على وسائل التواصل الاجتماعي، عادة ما يلجأ المتابع إلى التلفزيون والصحافة للتأكد من صحة الخبر، خاصة إن كان متعلقا بسياسات الدولة».وأكد الباحث أن وفرة المعلومات التي تتيحها وسائل التواصل الاجتماعي قلل من حجم وسائل الاعلام المسؤولة والتي تمتلك الاحترافية، مشيرا الى إن انعدام الاحترافية والمسؤولية وكذلك الحرية ولدت تطرفا فكريا وأوجدت مجتمعات - ربما في بلدان مختلفة - لكن تجمعهم افكارا عنصريا، وكان لعدم مسايرة الصحافة للأحداث منح الفرصة لمصادر معلومات غير مسؤولة وغير محترفة ولد التطرف الفكري سواء الديني أو الطائفي.واورد الكاتب الكويتي مثالا للقنوات الفضائية المتطرفة التي تبث إرسالها من دول غربية ترفض قوانينها الخطاب العنصري وتحارب التطرف، وقال: عندما ترك الاعلام التقليدي دوره المفترض، تولى الاعلام الفوضوي زمام الأمور بنشر الأخبار وافتقدنا المسؤولية والمهنية، لكن مازال الأمل موجود في كون وسائل الإعلام التقليدية المصدر الموثوق للمعلومة ويمكن لها استعادة دورها.وفي ختام الندوة أشاد الكاتب بدور جمعية الصحفيين البحرينية وأعضاء مجلس إدارتها في الارتقاء بالعمل الصحفي البحريني، معربا عن شكره للاستضافة والحضور.

مشاركة :