أسماء «نشاز» في الواجهات

  • 1/18/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

حتى لو لم نملك ما يكفي من الوعي والمعارف غالباً ولا إرادياً نتجه إلى اختيار اسم لنشاطنا التجاري أو الصناعي، إما إعجاباً برنته الموسيقية وإما لأنه آتٍ من مصدر أجنبي لا علاقة له مطلقًا بذلك النشاط، يظن صاحبه أنه ــــ أي الاسم ــــ قد يكون أحد عوامل الجذب ثم النجاح لمشروعه. هنا يجب أن نقف قليلاً ويجب ألا نختلف ما دام اختيار الاسم هو حقّاً لصاحب المشروع ضمن ما هو مشرع من قوانين. آمنا بالله. ذلك لا ينفي مسؤوليتنا ووجوب أن يُستعمل ذلك الحق استعمالاً عاقلاً وألا نبتعد أو نتجاهل الأعراف وما هو مقبول أو غير مقبول ونختار بعجالة اسماً نعلقه «يافطة» مبهرة ولافتة على مدخل موقع النشاط. ذلك لا يمكن قبوله ولا يمكننا أن نغفر للمعنيين في وزارة التجارة والصناعة اعتماد ذلك الاسم رسمياً فقط، لأنه من واقع سجلات الوزارة المعنية لم يسبق أن طُلب أو استُعمل من جهة أخرى من دون القدرة على الدخول في مفاصل ذلك الاسم أو ماذا يعنيه. اسم مشهور لإرهابي مخدّرات قاتل ومزوّر، مارَس كل ما هو موجود في قواميس الانحراف، عرفناه من خلال المسلسلات والأفلام الأجنبية، سيطر على أكثر من %80 في المئة من الإنتاج العالمي للمخدرات، إلى أن أصبح أشهر وأقوى رجل مافيا كولومبية صنفته مجلة فورس كأغنى رجل في العالم في حينه «غنى غير مشروع» وفي أوائل تسعينات القرن العشرين عُرف بأنه أكثر مجرم مطلوب للعدالة، وفي 2 ديسمبر سنة 1993 تحديداً قُتل، ويقال إنه انتحر. في الأخير هي نهاية حتمية لكل مجرم وهي إرادة السماء. تصوّروا معي هذا الاسم لذلك المجرم القاتل المزور يزين محلاً بواجهة لافتة لنشاط ما في واحدة من المناطق السكنية الجميلة خارج العاصمة. وجب علينا أن نؤكد، لا بل نجزم، ونقول: لا صاحب المشروع ولا الجهة الرسمية المعنية باعتماد الاسم لديهما ما يكفي من خلفية معرفية عن ذلك الاسم الموغل في الإجرام. قد يكون مناسباً أن ننبه أولي الأمر ليكونوا أكثر حرصاً ودقة وفهمًا قبل أن تُعطى الصفة الرسمية والشرعية لمثل تلك الأسماء النشاز. والله وحده الموفِّق. سامي فهد الإبراهيم

مشاركة :