قال ميروسلاف لايتشاك، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، لـ «العرب»: إن الأمم المتحدة مستعدة للمساهمة في حل الأزمة الخليجية، لكنها لم تتلقَّ أي طلب رسمي بذلك. جاء ذلك خلال محاضرة لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة بمعهد الدوحة للدراسات العليا، بالدوحة، على هامش مشاركته في اجتماع المشاورات الإقليمية حول استدامة السلام، الذي تستضيفه الدوحة يومي 18- 19 يناير الحالي، بفندق منتجع فريج شرق.ورداً عن سؤال لـ «العرب» حول الدور إلى قامت به الأمم المتحدة للمساهمة في حل الأزمة الخليجية، ووضع حد لانتهاكات دول الحصار في حق المواطنين والمقيمين في قطر ودول الخليج الثلاث، خاصة بعد صدور تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان الذي يقرّ بحدوث تلك الانتهاكات؛ قال ميروسلاف لايتشاك: «نأسف لرؤية الوضع الحالي في المنطقة، وصدول التعاون كانت دولاً قوية وصلبة وصوتها يصدح، والآن تخوض مخاضاً عسيراً». وأضاف: «إن الأمم المتحدة مستعدة للمساهمة في حل الأزمة لو طُلب منها ذلك، لكنها لم تتلقَّ أي طلب رسمي من الدول الخليجية في هذا الخصوص. ولفت إلى أن «المنطقة لديها قدرات داخلية لتقلع شوكها بيدها، وتحل مشاكلها بنفسها. ونحن نثمّن الدور البنّاء الذي تلعبه الكويت، ودول الخليج قادرة على حل الأزمة الحالية بنفسها». وختم قائلاً: «الأزمات المحلية يجب أن تُحل محلياً، ولا أناصر تدخّل الأمم المتحدة؛ ولكني أعتقد أن دول الخليج قادرة على المشكلة بنفسها». 14.3 مليار دولار خسائر العنف وقال ميروسلاف لايتشاك، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن العالم خسر 14.3 مليار دولار بسبب العنف والنزاعات المسلحة خلال العام 2016، في وقت أنفقت الأمم المتحدة 8 مليارات دولار لفض النزاعات في العالم. ولفت ميروسلاف لايتشاك إلى أن «الأمم المتحدة لا تمتلك نظاماً حقيقياً لتفادي النزاعات، وأن الكثير من الخسائر كان يمكن تفاديها». وأشار إلى أن اجتماعاً سيُعقد يومي 24 و25 أبريل المقبل على أعلى مستوى بنيويورك؛ للحديث مع قادة العالم حول كيفية تفادي النزاعات. داعياً إلى تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات المالية ومنظمات المجتمع المدني؛ لأننا كنا نريد السلام ونخسر من دون السلام. غياب الإرادة السياسية ورداً على سؤال حول الصراعات التي تغرق فيها المنطقة، سيما ما يحدث في ليبيا واليمن، وظلال أخرى في إيران، واحتمال نشوب صراع بها، وتهديدات أخرى من الولايات المتحدة؛ وكيفية تعامل الأمم المتحدة مع هذه الصراعات في ظل غياب الإرادة السياسية؛ قال لايتشاك: «بالطبع، الأمر صعب لأننا نخوض مخاضاً عسيراً، وثمة مشاكل تتكشف، وقد انتهت حقبة يمكن وصفها بفترة ما بعد الحرب الباردة، ولا ندري ما قواعد اللعبة الآن. ويتعين علينا أن نعزز من منظومة متعدد الأطراف، ومنظومة قوانين تحترمها الدول كافة، ونحتاج تضافر الجهود، فنحن نواجه تحديات عابرة للحدود، مثل الإرهاب وتغير المناخ والهجرة». وأضاف: «البلد الوحيد لا يصفّق بمفرده، ومن هذه الخلفيات نرى اعتداءات وتآكل للعلاقات الدولية التي أسست دعامتها على الحرب العالمية الثانية.. هناك غياب للإرادة السياسية لأن الكثير من الدول تؤكد أنه لا يتعين عليها احترام قواعد اللعبة، وإذا مضينا نحو الضرب بالقرارات المهمة عُرض الحائط، فإن هذا سيؤدي إلى فشل تام لعالمنا الذي أرسى دعامته على رماد الحرب العالمية الثانية». ونوّه إلى أن «التوجه المتعدد الأطراف لا بد أن يعزز، والاتحاد الأوروبي ينافح عن هذا التوجه. واليوم بعد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، أصبحنا ملتزمين أكثر من ذي قبل بشأن اتفاقية المناخ والاتفاق العالمي بشأن الهجرة.. نحتاج احترام النظام الذي استُحدث؛ فإما أن نلتزم بالقواعد أو لا». 580 مليون دولار وعن سؤال حول مدى تنبؤ الأمم المتحدة بالآثار التي ستنعكس عليها في حال قررت الولايات المتحدة سحب دعمها المالي الذي يمثل 22 بالمائة من ميزانية الأمم المتحدة، واستعملت المال لفرض ضغوط على المنظمة، والمخرج الذي تملكه للتعامل مع ذلك، قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: «لا بد أن نعرف الأوقات الرابحة، وطبعاً الولايات المتحدة تضمن جزءاً مهماً من الميزانية، وإن انسحبت دولة من العقد فسيلقي ذلك بظلال سلبية على جميع الدول؛ فلا بد أن نعرف توقعاتنا من شركائنا. وواشنطن هي المساهم الأكبر في المنظمة بميزانية قيمتها 580 مليون دولار سنوياً، وهذا مال وفير يمثل 22 % من ميزانية الأمم المتحدة، وهو مبلغ يساوي 7 ساعات يمكن أن تصرف على منظومة عسكرية. أعتقد أن هناك نهجاً حازماً يُتبع من خلال الميزانية، ولكن ينبغي توخي الحذر وأن لا يحول ذلك دون اتخاذ الإجراءات؛ لأن الأمم المتحدة توفر الكثير من الخدمات الإنسانية للعالم، من قبيل توفير لقاحات بملايين البشر». الإرادة السياسية وعن مصير الإصلاحات التي وعد بها الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش، وكيف يمكن أن تلك الإصلاحات الولايات المتحدة، في وقت تقف دول أخرى في الممرات لسد ثغرة احتمال انسحاب أميركا؛ قال لايتشاك: «لا بد أن نتغير مع تغير العالم.. الميثاق أُجريت عليه إصلاحات عام 1965، والعالم كان يبدو مختلفاً تماماً، ومجلس الأمن لا يعكس القرن الـ 21، والذين يعارضون الإصلاحات هم يعارضون الأمم المتحدة، فلا بد أن تتم التعديلات والإصلاحات -أو سمّها كيفما شئت- لنصل إلى أمم متحدة عصرية.. فالأمم المتحدة يملكها أعضاؤها، ويمكن أن تُجرى إصلاحات بالسرعة الكافية». إصلاح مجلس الأمن وأضاف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة قائلاً: «هناك إجراءان ماضيان على قدم وساق؛ هما إصلاح مجلس الأمن، وهو شائك ومعقد ولا نرى له نتائج كثيرة لأنه إجراء حساس جداً، وهناك إصلاح يسمى بتجديد الجمعية العامة، وهو مرتبط بتعزيز موقعها لأن الجمعية العامة بحد ذاتها هي العضو الأساسي الذي يحتوي على 193 عضواً». وختم قائلاً: «هناك أمور تخفى على الكثير من الناس، وأخرى يتحدث فيها الأمين العام على الملأ.. فهناك إجراءات قدمها غوتيريش أحدها متصل ببنية السلام والأمن، وآخر مرتبط بمنظومة التنمية، وآخر بمنظومة الإدارة. وهناك سعي لتطبيق هذه الإصلاحات، والجمعية العامة تتبنّى ما يعرضه لنصل إلى أجندة الإصلاح. الأمين العام عرض الإصلاحات في ديسمبر، وسنأخذها بعين الاعتبار في الجمعية العامة، ومبدئياً تم قبول مقترحه المتعلق بمنظومة بنية السلام والأمن، والإصلاحات لا يمكن أن تبصر النور إلا بالتزام الأعضاء».;
مشاركة :