يشهد لقاء يعقده في لندن اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إعلان معاهدة جديدة للتعامل مع المهاجرين الساعين إلى الوصول إلى المملكة المتحدة. وسبق اللقاء موافقة باريس على إعارة لندن «بساط بايو» الذي يعود تاريخه إلى القرن الحادي عشر، ويمثل رمزاً لغزو الرومانديين الفرنسيين إنكلترا وتغيير الكثير من عاداتها وثقافتها. وطالب بعض البريطانيين بإهداء الرئيس الفرنسي في المقابل «حجر رشيد» الذي استخدم لفك رموز الكتابة الهيروغليفية بعدما عثر عليه الفرنسيون في مصر، ثم استولى عليه البريطانيون بعد هزيمة نابوليون. وبعيداً من الهدايا التاريخية ستعلن في لندن معاهدة تكمل اتفاق «لوتوكيه» الخاص بالمهاجرين والموقع عام 2003. وهي ستتضمن توضيح حدود بريطانيا في شمال فرنسا، وتحديد التدابير التي يجب اتخاذها للتعامل مع قاصرين يسافرون بمفردهم، مع تقديم لندن مساهمة مالية «كبيرة» لهذا الغرض. ويلحظ النص الأساسي لـ «اتفاق توكيه» الذي بدأ تــنفيذه في شباط (فبراير) 2004، تنفيذ إجراءات مراقبة مشتركة في مرافئ الدولتين، فيما تنظر بريطانيا التي لا تنتمي إلى منطقة «شنغن» لحرية التنقل في الاتحاد الأوروبي، في التشدد لمنع المهاجرين من الوصول إلى أراضيها. وأدت اتفاقات لاحقة إلى تمويل بريطانيا عدداً من عمليات المراقبة والأمن في كاليه التي تفصلها مسافة قصيرة عبر بحر المانش عن مرفأ دوفر، وطالما مثلت نقطة شائكة في العلاقات الفرنسية- البريطانية. ودعا ماكرون أمس إلى تعزيز التعاون في إدارة الحدود المشتركة. ويقصد المهاجرون غالباً الساحل الشمالي لفرنسا بأمل الاختباء في شاحنات متوجهة إلى بريطانيا. والمخيم العشوائي الذي أطلق عليه اسم «الأدغال» قرب كاليه كان يضم في وقت ما 10 آلاف شخص قبل أن تزيله الحكومة الفرنسية بجرافات نهاية 2016. وما زال مئات من المهاجرين في المنطقة، وتلاحق الشرطة في شكل روتيني المهاجرين الراغبين في التوجه إلى بريطانيا، وهي الوجهة المفضلة للأفغان ومواطني شرق أفريقيا. وكان ماكرون زار كاليه الثلثاء، حيث أكد أنه لن يسمح بنمو مخيم آخر للمهاجرين، وطالب بريطانيا بتقديم أجوبة على مسألة الأطفال غير المصحوبين بذويهم، مشيراً إلى أنه سيتعامل بصرامة مع الشرطة إذا استخدمت القوة المفرطة ضد المهاجرين، كما انتقد بعض المنظمات الخيرية.
مشاركة :