تفكك هياكل الدولة وآليات المساءلة إلى زيادة التهديدات التي يواجهها الصحافيون. وقال عجلان، إنه إضافة إلى تعرضه لاعتداءات على أيدي الحوثيين، فقد تلقى انتقادات عبر شبكة الإنترنت من معارضي الحوثيين، أعضاء الحكومة التي يديرها الرئيس عبدربه منصور هادي والتي تتخذ من عدن مقرا لها. وانطلق الحوثيون من جماعة متمردة في المنطقة الجبلية في شمال البلاد وسيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وبعد أن عززوا سيطرتهم على صنعاء أحكموا قبضتهم على أجهزة الاستخبارات والأمن الرئيسية، بما في ذلك جهاز الأمن الوطني وجهاز الأمن السياسي.يوسف عجلان: لا توجد تغطية صحافية حقيقية لأي منطقة يسيطر عليها الحوثيون ووفقا لتقرير صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كان هذان الجهازان يتنافسان فيما بينهما ويتمتعان بنفوذ وهيبة كبيرين أثناء حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. وبعد ذلك بدأ الحوثيون يحتجزون الصحافيين. واعتقل الحوثيون في 9 يونيو 2015 تسعة صحافيين في آن معا، عندما داهم مقاتلون فندقا في صنعاء تجمّع فيه الصحافيون لأنه يوفر التيار الكهربائي وخدمة الإنترنت. وقالت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان في صنعاء، إن هؤلاء الصحافيين التسعة تم احتجازهم في سجن في صنعاء يديره جهاز الأمن السياسي، وقد أحيلت قضاياهم إلى محكمة جنائية في 17 يونيو 2017. ومنذ ذلك الوقت، احتجز الحوثيون أربعة صحافيين آخرين، ولم تتمكن لجنة حماية الصحافيين من التحقق من وضع هؤلاء الصحافيين الأربعة المحتجزين لدى مؤسسات خاضعة لسيطرة الحوثيين. وعمل الصحافي يوسف عجلان مراسلا للصحيفة والموقع الإخباري “المرصد” بين عامي 2008 و2015، واعتقل في 16 أكتوبر 2016 ثم أفرج عنه في 23 نوفمبر 2017. وقال للجنة حماية الصحافيين إنه تعرض للضرب وسوء المعاملة، لا سيما أثناء الشهر الأول من احتجازه؛ واستجوبه آسروه الحوثيون عدة مرات، وقاموا بلكمه وركله، كما ضربوه على جميع أنحاء جسده باستخدام عصا. وقال إنهم قاموا لاحقا بربط يديه وقدميه إلى قضيب حديدي وعلقوه بين طاولتي مكتب. وقال عجلان “سألوني عن عملي كصحافي وعن اتصالاتي مع الصحافيين من خارج البلد”. وأضاف أنه احتُجز لدى الحوثيين لمدة عدة ساعات في 26 مارس 2015، وأنه توقف عن العمل في الإعلام بعد احتجازه في المرة الأولى. وأفاد بأنه احتجز في ستة مواقع مختلفة، وعانى من مرض في المعدة والتهاب في المجاري البولية، إلا أنه حُرم من العلاج الطبي، مما أجبر عائلته على جلب دواء وصفه أطباء من خارج السجن. وقال إن السلطات الحوثية منعت عائلته من زيارته في أغلب الأوقات. وأشار إلى احتجازه للمرة الثانية، الذي امتد لأكثر من سنة، قائلا “رغم أنني أخبرتهم بأنني توقفت عن العمل كصحافي واشتريت سيارة تاكسي كي أتمكن من إعالة أسرتي، إلا أنهم تجاهلوا كل ما قلته واتهموني بأنني عميل للعدوان السعودي والأميركي”. فضلا عن احتجاز الصحافيين، تبرز قضية اختفاء الصحافي وحيد الصوفي، رئيس تحرير المجلة الأسبوعية اليمنية “العربية”. وقد اختُطف الصوفي على أيدي مسلحين مجهولي الهوية في صنعاء في 6 أبريل 2015 بينما كان يسدد فواتير المجلة في مكتب للبريد، ومازال مكان وجوده مجهولا. ولم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عن اختطافه، وأنكر الحوثيون مسؤوليتهم عن هذا الاختطاف الذي جرى في صنعاء التي تخضع لسيطرتهم. وبدلا من التحقيق بشأن اختفاء الصوفي، واصل الحوثيون إعاقة عمل الصحافيين واحتجازهم. فعلى سبيل المثال، سيطر مسلحون في 2 ديسمبر على مكتب القناة التلفزيونية “اليمن اليوم” واحتجزوا العشرات من الموظفين رهائن حتى يوم 13 ديسمبر. وفر العديد من الصحافيين إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في عدن. وبات المناخ السياسي السائد تحت سيطرة الحوثيين مزيجا من الشكل الفارغ لسيادة القانون خلال فترة حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وسيطرة المتمردين القائمة على السلاح، حيث لم يتبقَ أمام الصحافيين من خيار سوى الصمت أو المنفى.
مشاركة :