باريس (أ ف ب) - اكد مدير منظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث الذي يدافع بلا كلل عن حقوق الانسان منذ ثلاثين عاما، ان على اوروبا الا تجازف ولو بشكل غير مباشر، في طرد لاجئين الى ليبيا حيث يلقون معاملة "فظيعة". ولم تفاجئالصور القاسية التي عرضتها شبكة "سي ان ان" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لبيع افارقة كعبيد بالقرب من العاصمة الليبية، هذا الاميركي البالغ من العمر 62 عاما الذي امتد نشاط منظمته التي تثير خشية بقدر ما تلقى من احترام، الى تسعين بلدا. وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقر المنظمة الباريسي بمناسبة نشر التقرير حول وضع حقوق الانسان في العالم للعام 2018 الخميس ان "هيومن رايتس ووتش كانت تنقل ذلك منذ فترة طويلة، الطريقة التي يعامل بها اللاجئون في ليبيا فظيعة". واضاف "نجمع باستمرار شهادات على عمل قسري واستغلال جنسي وتعذيب". وتابع روث مدينا السفن الاوروبية "لا تطرد الناس الى ليبيا"، لكن الاتحاد الاوروبي وخصوصا ايطاليا "يفعل بشكل غير مباشر ما لا يستطيع القيام به مباشر عبر تأهيل خفر السواحل الليبي الذي يعيد المهاجرين" الى ليبيا. وقال مدير المنظمة ان "عدد المهاجرين الذي يموتون في ليبيا اكبر من اولئك الذين يموتون وهم يحاولون عبور المتوسط"، مستندا في ذلك الى ارقام منظمة الهجرة الدولية. واضاف "هذا يعطي فكرة عن خطورة الوضع". وتقول منظمة الهجرة الدولية ان 3116 مهاجرا لقوا حتفهم او فقدوا في 2017 خلال محاولتهم العبور الى اوروبا. لكن محاولات الهجرة هذه تراجعت منذ الصيف بعد اتفاقات بين روما والسلطات والمجموعات المسلحة الليبية لمنع المهاجرين من الابحار. وقال كينيث روث وهو نجل الماني يهودي فر من المانيا النازية ان "اوروبا تتحمل مسؤولية مراقبة حدودها ولا احد يعترض على ذلك"، لكن عليها "محاولة الحد من تدفق المهاجرين عبر استثمارات اقتصادية في بلدانهم او بالتحرك ضد القمع الذي يهربون منه". وليبيا ليست سوى واحد من عدد من الملفات التي يتابعها هذا الحقوقي الاميركي الذي يتحدث بالدقة نفسها عن اضطهاد الروهينغا في بورما وسياسة مكافحة الارهاب التي يتبعها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وخلف روث تتكدس تقارير في مكتبة هائلة. ف"هيومن رايتس ووتش" تنشر سنويا حوالى مئة تقرير او تحليل، اي تقرير كل ثلاثة ايام. وفي تقريرها الجديد، استعرضت المنظمة وضع حقوق الانسان في 91 بلدا من افغانستان الى زيمبابوي. التحق روث بمنظمة هيومن رايتس ووتش في 1987 واصبح مديرها التنفيذي بعد ست سنوات. وقد حول المنظمة غير الحكومية المتواضعة الى منظمة متعددة الجنسيات يعمل فيها 425 موظفا وممولة من هبات من افراد ومؤسسات من بينها مؤسسة الملياردير جورج سوروس. - "غير منحازة لاي طرف" - اكد روث ان المنظمة بنت مصداقيتها على مبدأين هما "الدقة والموضوعية"، مشددا على ان المنظمة "لم ترتكب خطأ فادحا واحدا" في اي يوم. واضاف "نطبق هذه المبادئ ايا كان الخط السياسي لاي بلد، يساري او يميني، سواء كان حكومات او مجموعات متمردة. لسنا منحازين لاي طرف". ويصف روث وصول دونالد ترامب الى الرئاسة في الولايات المتحدة بانه "لحظة يأس"، لكنه لا يوفر سلفه باراك اوباما. وقال "انني معجب بباراك اوباما" لكنه "لم يكن مستعدا لدفع الثمن السياسي لاغلاق (معتقل) غوانتانامو ولا ان يفعل اي شيء لمنع بشار الاسد من ارتكاب الفظائع الجماعية في سوريا". اما ايمانويل ماكرون الذي اشاد بحزمه حيال روسيا وتركيا "فقد كان اقل قسوة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ". وقال رةث "يبدو انه اكثر استعدادا للدفاع عن حقوق الانسان عندما لا يتعلق الامر بالمصالح التجارية الفرنسية". وقال خريج كلية الحقوق في جامعة ييل انه "ليس محاميا ولا يمثل اي موكل". واضاف "كنت بحاجة الى الايمان بما افعله". وتابع "ابي كبر في المانيا النازية ثم فر منها طفلا الى نيويورك في 1938. كبرت على رواياته عن هتلر". واضاف "هذا الامر جعلني بالغ الحساسية للالم الذي يمكن ان تسببه الحكومات ومصمما على فعل ما استطيع لمنعها" من القيام بذلك. مو/اا/ناتماري ولفروم © 2018 AFP
مشاركة :