طائرات لمكافحة الجريمة بأمريكا تثير جدلاً بشأن الخصوصية

  • 10/14/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طورت شركة أمريكية طريقة لمراقبة مناطق كاملة باستخدام تكنولوجيا، ابتكرت في بادئ الأمر للتعامل مع الحربين الأخيرتين في العراق وأفغانستان. وبالرغم من تفاؤل الشرطة الأمريكية إزاء إمكانية الاستفادة من هذه التكنولوجيا، فإن المدافعين عن الخصوصية يرون أنها تمثل تهديدا للحقوق الدستورية للمواطنين. وتقول شركة (برزستانت سيرفيلانس سيستمز) - بي أس أس) إنه من خلال تسيير طائرة خاصة مأهولة فوق إحدى المدن، فإنها تستطيع رؤية وتسجيل كل شيء يحدث على الأرض في منطقة على امتداد 40 كيلومترا. وتبث الطائرة صورة تشبه خريطة (جوجل إيرث للتصوير المباشر للأرض) إلى محللي الشركة على الأرض. وقال روس ماكنوت -وهو من المحاربين القدامي الذين خدموا في سلاح الجو الأمريكي ورئيس شركة (بي أس أس)- في تصريح لشبكة (بي بي سي) إن "الوضوح (الخاص بالصورة) ليس عاليا بشكل كاف ليظهر هوية الشخص، إذ إن الأشخاص يظهرون كمجرد بكسل رمادي (نقطة) على الشاشة". وتبث الصور من خلال اثنتي عشرة كاميرا عالية الدقة مثبتة في الطائرة، لكن هذه النقطة التي تظهر على الشاشة تكون كافية لتعقب تحركات الشخص بدقة أثناء تحليق الطائرة في الهواء لنحو ست ساعات. وحينما أرسلت (بي أس أس) طائراتها فوق كومبتون بولاية كاليفورنيا في أوائل عام 2012 لمدة تسعة أيام، سجلت الشركة جرائم قتل وسرقات والعديد من الجرائم الأخرى. ومن خلال المطابقة بين الإطار الزمني لتسجيلات (بي أس أس) مع شهادة الشهود على الأرض، استطاع المحللون وجهاز الشرطة التعرف على اللحظة التي ارتكبت فيها الجريمة. وقال ماكنوت إن الشرطة في هذه اللحظة استطاعت تحديد مكان المشتبه به قبل وبعد لحظة وقوع الجريمة. وخلال تجربة هذه التكنولوجيا في مناطق، من بينها دايتون واوهايو وكومبتون ومكسيكو، سجلت شركة (بي أس أس) 34 حالة قتل. لكن (بي أس أس) لا تسجل فقط جرائم القتل وحركات المجرمين، إذ إن كاميراتها تمشط الشوارع والفناءات الخلفية، حيث يؤدي جميع الناس أنشطتهم اليومية. وقالت جينيفر لينتش المحامية البارزة في مؤسسة (الكترونيك فرونتير فاونديشن) إن "النظام لا ينتهك فقط خصوصية الناس، لكن تعقب حركات المجتمع بأسره يشكل خطورة على الديمقراطية". وحينما جربت الشركة هذا النظام في كومبتون عام 2012، لم تبلغ الشرطة. وأضافت لينتش "إذا كانت هذه هي الحالة، بالإضافة إلى المراقبة السرية لطلاب مسلمين أبرياء من جانب شرطة نيويورك، فإن هذا يولد عدم ثقة في الشرطة".

مشاركة :