«يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً»

  • 1/20/2018
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كعادته في كل صباح يصلي الفجر، يتناول فطوره ويذهب مبكرا لعمله بعد أن يستودع الله زوجته وأبناءه. الى أن جاء ذلك الصباح الذي لم تتمن أسرته أن يحضر، هو ذاك الصباح الذي استودعوه إلى ربه راضياً مرضياً لحادث مروري مرّوع. (هي فاجعة غير متوقعة)! ذهب ليستريح في غرفته، بعد أن وعد والديه أن يأخذهما للسوق بعد أن يستيقظ. فلقد كان أصغر إخوته، وكانا يحبان الخروج معه. ولكن، هم من أخذوه الى قبره، لأنه لم يستيقظ. (يا لها من مصيبة)! أحبته من أعماق قلبها، ولكن بصمت وصدفة. فلقد كان روحها التي بين جنبيها، وكانت هي فرحته بالدنيا عندما يراها ولو من بعيد، كم كان يعشق ابتسامتها، روحها الساحرة وعينيها البنيتين الجذابتين، كل شيء كان بها جميلا، حاول الجميع ابعادهما عن بعض بكل الطرق الخبيثة، هما لم يستطيعا ان يلتقيا يوماً، لأنها كانت خطاً أحمر عريضاً بالنسبة له! يا له من ألم. (عندما تفقد العين نورها يكون عزاؤها كأيوب). والكثير الكثير من الموجعات الدنيوية، التي حتماً يكون من ورائها خير كثير.. فما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله.. ولكن.. خُلِقَ الإنسان ضعيفاً.. يجزع ويُكسر من مُجرد أن أمنيته المرجوة لم تتحقق، بل ويندب حظه العاثر الذي يكون قد برمج نفسه لمدة طويلة على ذلك. على الرغم من امتلاكه لكل شيء جميل آخر من حوله، فإن تلك النزعة التكوينية للإنسان بحب التملك والاقتناء تظل موجودة. أقول: مهما عصفت بك الحياة وشلّت حركتك وفكرك عن المضي «لما تحب» فلا تجزع، قد تكون مسألة وقت لا غير، ربما لم يحن وقت استلامك للعطايا الربانية الآن حالا! هو أكرم الأكرمين والوهاب الكريم، خزائن رحمته وسعت كل شيء، بل انه ألطف عليك من أمك وأبيك، قادر على أن يهبك ما تريد بكن فيكون! ولكنه أبطأ عنك لعلمه بعاقبة الأمور.. حتى مريم بنت عمران، وهي من سيدات نساء العالمين، عندما جاءها المخاض الى جذع النخلة، قالت «يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً». تألمت لتلد نبياً.. سيدنا عيسى عليه السلام. تلك هي عدالة رب العالمين وحكمته البالغة في ما يحدث لنا. تصبّر.. فوالله لم أجد رداء للمنايا والرزايا أفضل من الصبر. يكسيك ويكسبك من الأجر والجمال والهدوء النفسي ما لم تعلم. الاستغفار باب رحمة الله لعباده وفرجه لهم. وتذكر ان كل من عليها فان، لذلك لا تحزن لأن الحياة دقائق وثوان. هنادي ملا يوسف Thepresenter369@gmail.com

مشاركة :