جنيف - وكالات: نظمت جمعيات حقوقية دولية مؤتمراً بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب في دولة الإمارات العربية المتحدة. وشارك في المؤتمر -الذي يقام في مقر المركز السويسري للصحافة في جنيف- شهود عيان وأشخاص تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة في الإمارات، من بينهم القطري محمود الجيدة. وقالت مصادر حضرت المؤتمر إن المشاركين في المؤتمر تحدثوا عن الصورة التي تحاول دولة الإمارات إشاعتها من أنها دولة حديثة متقدمة، بينما الواقع الحقيقي أن حقوق الإنسان تُنتهك، حيث تقوم السلطات بتعذيب المعارضين، سواء كانوا إماراتيين أو أجانب. وأوضحت أن المشاركين في المؤتمر انتقدوا استمرار هذه الانتهاكات وتجاهل التحذيرات الدولية وعدم التزام السلطات الإماراتية بالمواثيق والعهود الدولية التي تمنع التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان. ودعا المؤتمر دولة الإمارات إلى إجراء إصلاحات قانونية وتشريعية على أنظمتها الداخلية، والكف عن هذه الممارسات، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف ثقافة الإفلات من العقاب، سواء في الإمارات أو غيرها من الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، خاصة في سجونها. واستمع المؤتمرون إلى شهادات ضحايا أُطلق سراحهم من سجون إماراتية، خاصة سجن الوثبة في أبو ظبي. ومن بين هؤلاء القطري محمود الجيدة، واللبناني الأمريكي ناجي حمدان، والفلسطيني خالد أحمد، والبريطاني ديفد هيج. واتفق المتحدثون على إنشاء جمعية سويسرية للدفاع عن ضحايا التعذيب في الإمارات. ولن تكتفي جمعيتهم بجنيف عاصمة حقوق الإنسان، بإيصال أصواتهم إلى الرأي العام الدولي وآليات حماية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ولكن ستنظر بشكل خاص في تقديم شكاوى ضد قائمة من المسؤولين المباشرين عن هذه الممارسة أمام المحاكم الأوروبية وسيتطرق المحامون الدوليون البارزون الذين سيشاركون في المؤتمر إلى الإمكانيات القانونية لمقاضاة مرتكبي التعذيب وكل المسؤولين على جميع مستويات الدولة أمام المحاكم الأوروبية بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية. وفقاً للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن التعذيب جريمة دولية، بل وجريمة ضد الإنسانية وللقضاء عليها نهائياً يجب مناهضتها والتبليغ عنها وملاحقة مرتكبيها.
مشاركة :