أصبحت المهارات من أهم الموضوعات ـــ إن لم يكن أهمها على الإطلاق ـــ في مجال التعليم، خاصة عندما يسجل العالم أعلى مستويات التعليم في التاريخ. ولأن صناع السياسات أدركوا تحديدا أن زيادة سنوات الدراسة لم تتحول بالضرورة إلى مزيد من التعلم أو تنمية المهارات أو النمو الاقتصادي، فقد بدأ معظم البلدان في تنفيذ إصلاحات التعليم القائم على الكفاءة تدريجيا، خاصة في العقد الأول من القرن 21. والمثير للدهشة أن هذه الإصلاحات لم تنجح دائما في تحسين نتائج التعلم، أو على الأقل ليس بالوتيرة المتوقعة. وبالتالي، فإن السؤال الذي يثار هنا هو: كيف يمكننا تعليم المهارات، عمليا، وفي كل فصل دراسي للتأكد من أن ما تمت صياغته على مستوى السلطة التعليمية يتحول إلى نتائج قابلة للقياس لدى كل طالب؟ وعلى الرغم من عدم توافر تقارير كثيرة عن سياسات تنمية المهارات كما هو الآن، فإن معظمها يركز على التوصيات الرامية إلى تحديد النقص في المهارات وتنفيذ استراتيجيات تنمية المهارات على المستوى الإجمالي. ولسوء الحظ، فإن الأدلة عما يمكن أن يقوم به صناع السياسات على وجه التحديد للسماح بتنمية المهارات في المدارس هي أكثر محدودية. ومن خبرتي كصانع سياسات يقود برنامجا كبيرا لتنمية المهارات، فإن من الخطوات الحاسمة لتسهيل هذه العملية، وهي بسيطة وواضحة كما قد يبدو، استثمار ما يكفي من الوقت لتحديد المهارات التي سيتم تعليمها بأكبر قدر ممكن من التحديد. انتظر .. لكن ما هي بالضبط المهارات؟ المهارات هي القدرة على القيام بشيء جيد. في حين أن المعرفة تشير إلى الطريقة التي ندرك بها المعلومات ونفهمها ونتذكرها فإن المهارات تشير إلى الطريقة التي نختار بها المعرفة في مختلف الظروف ونستخدمها ونطبقها، مع مواجهة تحديات متنوعة وغالبا ما لا يمكن التنبؤ بها. فعند كتابة رسائل إلكترونية، على سبيل المثال: قد يعرف الشخص كيفية الكتابة، وربما يعرف ما الرسائل الإلكترونية، ولكن هذا لا يعني أنه يعرف كيفية كتابة رسالة إلكترونية بشكل جيد، ناهيك عن كيفية كتابتها في سياقات مختلفة، ولجمهور وأغراض مختلفة. وهكذا، فإن القدرة على الكتابة تختلف عن وجود مهارات الاتصال. في الواقع، ينطوي تعريف أكثر تقنية للمهارات ـــ أو الكفاءات ـــ على المعرفة والمهارات والمواقف والقيم، ما يعني أنه في مثال البريد الإلكتروني، لا يتوقع من ذلك الفرد استخدام قواعد اللغة بشكل جيد فحسب لكن أيضا إظهار التعاطف والاحترام... يتبع.author: بولا فيلاسينورImage:
مشاركة :