دخلت قوات النظام السوري والقوات الموالية لها، أمس، مطار أبوالظهور العسكري في محافظة إدلب شمال غرب البلاد. في وقت أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا بدأت عملياً بتنفيذ عملية عسكرية برية أسمتها «غصن الزيتون» ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين بشمال سورية، فيما سحبت روسيا جنودها من المنطقة. وقالت مصادر مقربة من قوات النظام إن «الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على قاعدة أبوالظهور الجوية في محافظة إدلب». وأضافت أن القوات توغلت في القاعدة الجوية العسكرية، وبسطت السيطرة داخل أكبر معقل لقوات المعارضة في سورية. وأوضحت أن «وحدات من الجيش السوري دخلت مطار أبوالظهور الاستراتيجي من الجهة الجنوبية الغربية» بعد سيطرتها على قرية تل سلمو الشمالي جنوب غرب المطار أمس، وبدأت التقدم داخل المطار تحت غطاء من سلاح الطيران. وأضافت «اقترب الجيش السوري وحلفاؤه من المطار، بعد سيطرتهم على قرى الجعكية وحميدية شداد والحميدية شرق المطار، بعد معارك مع مسلحي المعارضة».• مقاتلات تركية قصفت أهدافاً لـ «وحدات حماية الشعب» وحزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين. وأكدت المصادر نفسها أن «الجيش السوري تمكن من حصار مسلحي المعارضة وعناصر داعش في مساحة تبلغ أكثر من 1100 كم مربع، تمتد من منطقة خناصر في ريف حلب الجنوب إلى غرب سنجار في ريف إدلب، وصولاً الى منطقة السعن بريف حماة الشمالي الشرقي، بعد سيطرته أمس على قرى المزيونة، والعلية، وأم وادي». كما وصلت القوات الموالية للقوات السورية إلى أطراف مطار أبوالظهور العسكري من جهة ريف حلب الجنوبي بعد معارك مع مسلحي المعارضة. من جهته، أعلن قائد عسكري في غرفة عمليات «رد الطغيان»، مقتل 14 عنصراً من القوات السورية في كمين لدى محاولتها التقدم من تل سلمو باتجاه مطار أبوالظهور العسكري. وأكد أن الطيران الحربي السوري والروسي شن أكثر من 100 غارة، استهدفت محيط مطار أبوالظهور العسكري. وكان الجيش دخل الى مطار أبوالظهور مطلع الشهر الجاري، واستطاعت فصائل المعارضة استعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس التركي، أمس، أن تركيا بدأت عملياً بتنفيذ عملية عسكرية برية ضد المقاتلين الأكراد في مدينة عفرين بشمال سورية، أطلقت عليها اسم «غصن الزيتون». وقال في خطاب متلفز، إن «عملية عفرين بدأت عملياً على الأرض، ومنبج ستكون التالية»، في إشارة الى بلدة سورية أخرى يسيطر عليها الأكراد. وأضاف «سنقوم لاحقاً بالتدريج بتنظيف بلدنا حتى الحدود العراقية من هذه القذارة الإرهابية التي تحاول محاصرتنا». وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» على عفرين ومنبج. وأرسلت تركيا خلال الأيام الأخيرة عشرات العربات العسكرية، ومئات الجنود إلى المنطقة الحدودية وسط تهديدات متكررة من كبار مسؤوليها بأن العملية باتت وشيكة. وقصفت القوات التركية خلال اليومين الماضيين مواقع تابعة لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط عفرين، فيما حشدت مقاتلين من الفصائل المؤيدة لأنقرة في سورية استعداداً للهجوم. في السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، لقناة «24 تي في»، أمس، «لقد أبلغنا كل الأطراف بما نقوم به. حتى اننا أبلغنا خطياً النظام السوري»، مضيفاً أنه «على الرغم من أن لا علاقات لنا مع النظام، نقوم بهذه الخطوات انسجاماً مع القانون الدولي». وقال الجيش التركي إنه استهدف مخابئ ومعاقل يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية بعد أن قصف مسلحون مواقع داخل تركيا. وأضاف المسؤول أن «الجيش السوري الحر» بدأ دعمه لعملية الجيش التركي في عفرين. من جهتها، اتهمت «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة، أمس، تركيا باستغلال مزاعم بقصف عبر الحدود ذريعة لشن هجوم في سورية. وقالت القوات المؤلفة من تحالف من مقاتلين أكراد وعرب، إنها لا تجد خياراً أمامها سوى الدفاع عن نفسها إن تعرضت لهجوم. وتسيطر «قوات سورية الديمقراطية» التي يقودها الأكراد على مناطق شاسعة في شمال وشرق سورية. وتتهم تركيا «وحدات حماية الشعب» الكردية بأنها فرع لـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي شن تمرداً في جنوب شرق تركيا لأكثر من ثلاثة عقود وتعتبره أنقرة وحلفاؤها في الغرب مجموعة إرهابية. لكن «وحدات حماية الشعب» تحالفت بشكل واسع مع الولايات المتحدة في الحرب ضد مقاتلي تنظيم «داعش»، حيث لعبت دوراً أساسياً في إخراج المتطرفين من معاقلهم في سورية. وشاهد مراسلون لـ«فرانس برس» في مدينة ريحانلي الحدودية في محافظة هاتاي عدداً كبيراً من الآليات العسكرية التركية الجديدة تتوجه الى الحدود. وفي موسكو، أعلن الجيش الروسي مغادرة جنوده منطقة عفرين بعد تأكيد بدء الهجوم التركي. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن «قيادة القوات الروسية في سورية اتخذت تدابير تهدف الى ضمان أمن الجنود الروس، الذين كانوا منتشرين في منطقة عفرين». وأضافت أنه «تم سحب» هذه القوات نحو منطقة خفض التوتر في تل رفعت. وأوضحت أنه تم اتخاذ هذه التدابير «لمنع استفزازات محتملة، وجعل حياة العسكريين الروس وصحتهم في منأى من أي تهديد». وتوجه قائد الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار ورئيس الاستخبارات حقان فيدان الى موسكو الخميس الماضي، لإجراء محادثات مع نظيريهما الروسيين حول سورية. وينطوي الهجوم التركي وفق محللين على مخاطر، لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا حول سورية موجودة عسكرياً في عفرين وتربطها علاقات جيدة مع المقاتلين الأكراد. كما أن واشنطن لن تنظر بعين الرضا الى التحرك التركي ضد المقاتلين الأكراد، الذين أثبتوا فاعلية في مواجهة تنظيم «داعش». وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية محذراً «لا نعتقد أن عملية كبيرة ستذهب في اتجاه الاستقرار الإقليمي والاستقرار في سورية، وتهدئة مخاوف تركيا حول أمن حدودها». واستشاط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غضباً الأسبوع الماضي، إثر تصريحات عن نية تشكيل قوة من 30 ألف عنصر، من بينها مقاتلون من «وحدات حماية الشعب» الكردية، تحت إشراف الولايات المتحدة لحماية حدود سورية الشمالية، معلناً أن هذه القوة الحدودية ستكون «جيشاً للترهيب». إلا أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون رد بأن «كل هذا أسيء نقله، وأسيء تفسيره، بعض الأشخاص أساؤوا التعبير» عن الموضوع، وتعهد تقديم شرح للأتراك بشأن القوة الكردية.
مشاركة :